السنة العراقيون يعتزمون عرقلة الدستور في الاستفتاء

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع
اصبح العرب السنة الذين هيمنوا على مقاليد الحكم في العراق خلال عهد الرئيس السابق صدام حسين امس الثلاثاء يواجهون اختيارا صعبا بين مساندة مسودة الدستور الذي يحقق مطالب الاكراد والشيعة خلال 72 ساعة او محاولة عرقلته خلال الاستفتاء الذي سيجرى عليه في اكتوبر تشرين الاول القادم.

ويبدو احتمال التوصل الى اتفاق بحلول يوم غداً الخميس مستبعدا وتلوح في الافق نذر معركة حول الاستفتاء الذي يمكن ان يرفض السنة الدستور من خلاله ليمنعوا العمل به.

وقدم الشيعة والاكراد الذين يسيطرون حاليا على الحكومة مسودة نهائية الى البرلمان قبل دقائق من الموعد النهائي المحدد لذلك مساء امس الاثنين متجاوزين بذلك معارضة السنة.

لكن بدلا من طرح مسودة الدستور للتصويت وهو ما كان سيؤدي الى اقراره نظرا لهيمنة الشيعة والاكراد على البرلمان اعلن رئيس الجمعية الوطنية وهو نفسه سني ان مزيدا من المفاوضات سيجرى خلال الايام الثلاثة المقبلة لمحاولة كسب تأييد الاقلية السنية.

وقال دبلوماسي غربي يشارك عن كثب في المفاوضات ان الشيعة والاكراد "يقذفون الكرة بقوة الى ملعب السنة لكنهم في الوقت نفسه يمدون ايديهم اليهم لمحاولة كسب تأييدهم."

واضاف "الجميع يريدون طرح (مشروع الدستور) للتصويت بعد ثلاثة ايام مع موافقة جميع الاطراف واتفاق الجميع على النص والا سيواجه عقبة كبيرة في الاستفتاء."

وأقر كبير المتحدثين باسم الحكومة ليث كبة امس الثلاثاء ببعد احتمال الحصول على موافقة السنة بحلول يوم غداً الخميس واشار الى ان المعركة انتقلت بالفعل الى استفتاء اكتوبر تشرين الاول.

وقال لشبكة تلفزيون سي.ان.ان "سيكون صعبا اقناع السنة به,سيترك ذلك الباب مفتوحا للاستفتاء بنعم او لا. استنفدت الحكومة جميع المحاولات."

ولن يعتمد الدستور اذا رفضته ثلاث او اكثر من محافظات العراق البالغ عددها 18 محافظة باغلبية الثلثين. وتوجد ثلاث محافظات بالعراق غالبية سكانها من السنة وهي الانبار وصلاح الدين ونينوي.

وكان ائمة المساجد والسياسيون السنة قد حثوا ابناء طائفتهم في الفترة الاخيرة على تسجيل اسمائهم للتصويت في الاستفتاء على الدستور لتفادي تكرار ما حدث في يناير كانون الثاني الماضي عندما قاطع معظم السنة اول انتخابات بعد سقوط صدام حسين مما ادى الى حد كبير الى عزلتهم السياسية الحالية.

لكن السنة لا يشاركون جميعا في العملية السياسية. وكان المتشددون هددوا بقتل اي سني يشارك في السياسة ويرجح ان يصعدوا هجماتهم مع اقتراب موعد الاستفتاء.

وكان ثلاثة سياسيين من السنة قتلوا برصاص المسلحين في الموصل الاسبوع الماضي بعد ان علقوا ملصقات تدعو للمشاركة في الاستفتاء.

كما يأمل زعماء السنة ان يتمكنوا من اقناع بعض الشيعة الذين يعارض قسم كبير منهم بعض ما جاء في مسودة الدستور بالانضام اليهم ورفض الدستور في الاستفتاء.

وقالت سهى علاوي وهي عضو بلجنة صياغة الدستور عن السنة امس الاول ان السنة لن يقفوا صامتين.

واضافت انهم سيبدأون حملة لتوعية الرأي العام ودعوة السنة والشيعة لرفض الدستور الذي يتضمن بنودا قالت انها ستقود الى تفتيت العراق ونشوب حرب أهلية.

وقد يكون احد الحلفاء الاساسيين لهم مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي الشاب الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الامريكية.

ويحظى مقتدى الصدر بتأييد كبير بين الشيعة في الجنوب اضافة الى الدعم من جانب الشيعة الفقراء في بغداد.

ونظم انصار الصدر مسيرة في بغداد الاسبوع الماضي للتنديد بعناصر في مشروع الدستور منها الفيدرالية التي يعارضها السنة بقوة.

وقال وميض نظمي الباحث في العلوم السياسية بجامعة بغداد واحد نشطاء العرب السنة ان الامر في هذه المرحلة سيتم حسمه في الاستفتاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى