سكان بيسلان يخشون ان مأساتهم لن تكون الاخيرة في روسيا

> بيسلان/روسيا «الأيام» رويترز :

>
سكان بيسلان يخشون ان مأساتهم لن تكون الاخيرة في روسيا
سكان بيسلان يخشون ان مأساتهم لن تكون الاخيرة في روسيا
ليس اقسى من مشاعر الحزن في بيسلان سوى مخاوف البلدة من ان تذهب تضحيتها سدى لان روسيا لم تتعلم الدرس من خسارتها والباب مفتوح على مصراعيه امام مأساة اخرى مماثلة.

ويطالب السكان في البلدة الواقعة في اوسيتيا الشمالية بمعرفة حقيقة ماحدث في حصار مدرسة في سبتمبر ايلول الماضي اسفر عن مقتل 331 شخصا أكثر من نصفهم من الاطفال.

ويلقي السكان اللوم على مسؤولين غير اكفاء أو فاسدين سمحوا لمجموعة من محتجزي الرهائن الشيشان بالوصول إلى البلدة عبر بعض الطرق التي تخضع لحراسة مشددة في روسيا وفشلهم في منع تحول المواجهة إلى حمام من الدم.

وامر الرئيس فلاديمير بوتين باجراء تحقيقات وبدأت محاكمة نورباشي كولاييف الناجي الوحيد من المجموعة التي احتجزت الرهائن غير ان السكان المكلومين يقولون إن المسؤولين المذنبين لم يعاقبوا وإن الفشل لا يزال حليفهم في قيامهم بمهمتهم.

وقالت زالينا جوبوروفا وهي عضوة في جماعة الضغط (امهات بيسلان) "هدفنا معرفة الحقيقة حتى يجلس كل من يتحمل المسؤولية بداية من بوتين إلى اقل مسؤول مع كولاييف في قفص الاتهام."

وتابعت "عندئذ فقط يمكن ان نطمئن لعدم تكرار ما حدث."

وصدم العالم بحصار المدرسة في بيسلان وصور الاطفال المفزوعين يهربون من المدرسة بينما ينطلق الرصاص فوق الرؤوس. وانتهت المواجهة بحمام من الدم إثر محاولة فاشلة للقوات الروسية لانقاذ أكثر من ألف رهينة.

وعقب المأساة اجرى بوتين بعض الاصلاحات السياسية والغى الانتخابات المحلية في محاولة لتعزيز قدرة الدولة على التصدي للهجمات التي يشنها ثوار شيشان وشملت اهدافا مدنية في موسكو واماكن اخرى.

وقال مسؤولون إنه لن يكون هناك اي تغييرات رئيسية في اجهزة الامن الا بعد اعلان نتائج تحقيقين برلمانيين الأول في اوسيتيا الشمالية وهي منطقة مضطربة في القوقاز والاخر في موسكو.

وقال ستانيسلاف كساييف الذي يرأس التحقيق الذي تجريه الحكومة الاقليمية في اوسيتيا الشمالية "لم تجر اي اصلاحات نتيجة لاحداث بيسلان."

وأضاف انه لن تكون هناك اصلاحات حتى تقدم اللجنة الفيدرالية في موسكو تقريرها.

وقال "لا يمكن ان نتأكد من عدم تكرار ماحدث ولكن ينبعي ان نبذل قصارى جهدنا لمنعه."

وحمل كساييف الاجهزة الامنية اي الشرطة وقوات المطافيء والقوات الخاصة مسؤولية الفشل في تفادي إراقة الدماء او انقاذ الرهائن في المدرسة التي كانت محاطة بكم كبير من الالغام مع بداية تبادل اطلاق النار.

ويقول سكان محليون إن المنطقة المحيطة بالمدرسة لم تكن مؤمنة وإن الاطباء والقوات الخاصة لم يكونوا في حالة استعداد عندما بدأ اطلاق الرصاص.

ويعتقد قلة من سكان بيسلان أن التحقيقين سيقودان لتغييرات هامة مشيرون لحديث ادلى به في الاونة الاخيرة الكسندر تورشين رئيس اللجنة الفيدرالية التي تحقق في المأساة.

ودافع تورشين في الحديث عن اداء الحكومتين المحلية والمركزية والجيش واجهزة الامن والجنود.

وصرح لصحيفة تريبيونا اليومية في وقت سابق من هذا الشهر "كان ينبغي على قادة الامن والشرطة تنفيذ العديد من المهام الصعبة في آن واحد."

واضاف ان لجنته " لن تحمي احدا سواء اجهزة الامن أو الحكومة المحلية,ولكن لا ننوي ان نلقي اللوم بشكل غير مسؤول. سنسرد الحقائق فقط."

ويقول نيكولاي بافلوف عضو لجنة الامن في مجلس النواب (الدوما) إن مثل هذا الحذر في القاء المسؤولية ليس أمرا جيدا.

وأضاف "لم نتسلم في اللجنة (الامن) مقترحات من الحكومة لمناقشتها,إذا تساءلت عن امكانية تكرار مثل هذا الحادث حينئذ ينبغي ان تقول انه لم يحدث اي تغيير ايجابي لمنع تكراره."

وقال بافلوف وهو نائب عن حزب "ارض الآباء" وهو حزب قومي انه كان ينبغي على روسيا ان تتعلم منذ فترة طويلة كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف إذ ان بيسلان رابع ازمة احتجاز رهائن كبرى خلال السنوات العشر لحرب الشيشان,وانتهت جميع الازمات بخسائر فادحة في الارواح.

ففي عام 2002 استولى مسلحون شيشان على مسرح في موسكو وقتل 129 مدنيا إثر استخدام القوات الروسية غازات للسيطرة على محتجزي الرهائن,وقال اطباء إن الفوضي والسرية التي صاحبت الحصار منعتهم من انقاذ ارواح.

وقتل مئات من المدنيين في حصارين اخرين في جنوب روسيا في عامي 1995و1996.

وقال بافلوف الذي وصل إلى بيسلان بعد ساعة من بدء الحصار في الأول من سبتمبر ايلول وشاهد حالة الفوضي بنفسه "مر عام ولا نعرف ماذا نقول للناخبين عما تم عمله لمنع تكرار المأساة. انا مقتنع بانه سيتعين علينا التعامل مع أكثر من عمل ارهابي خطير في المستقبل."

وإذا لم يطرأ تغيير وسقط المزيد من القتلى سيقول الاباء في بيسلان إنهم يشعرون ان ارواح 186 طفلا لقوا حتفهم في الحصار ذهبت سدى بل وتعامل بازدراء ايضا.

وقالت جوبوروفا "إذ لم يكن اي من هؤلاء المسؤولين يتحمل المسؤولية فعلى من تقع. هل قتل اطفالنا بعضهم بعضا ؟ هل قتل امهاتنا واباؤنا واجدادنا بعضهم بعضا؟.

"إذا لم يكن اللوم يقع على اجهزة الامن لابد ان يقع على شخص اخر."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى