> تخيل معي عدد السنوات التي عشتها وأنت تظن أن القلب هو العضو المسؤول عن حالة الحب عند الإنسان، بل وتخيل معي عدد الأناس الذين ظلوا مخدوعين مثلك بالنظريات التي جعلت من القلب مسؤولاً مباشراً لما يحدث لديك ولغيرك من حالات العشق والهيام حتى أن معظمهم راح يتغنى به في شعره وكتاباته منذ قديم الأزل وحتى اليوم. أما الحقيقة التي غابت عنك وعن غيرك هو أن القلب ليس سوى عضلة لاإردية وظيفتها الأساسية الانقباض لضخ الدم لسائر أنحاء الجسم، وأن الدماغ هو العضو المسؤول عن الحب والعشق بصورة مباشرة عن طريق إفراز مادة (الفينيل إيثالمين) وهي المادة المسؤولة عن حالة الحب عند الإنسان، وقد فسر العلماء ذلك حديثاً باكتشاف نظرية توضح أن دماغ الشخص ومنذ ولادته يبدأ في تشكيل خارطة لملامح أناس ارتبط بهم الشخص ووجد فيهم صفات أحبها (كالوجه الدائري للأم الحنونة والأنف الرفيع للجارة الطيبة والصوت العذب لمدرسة الابتدائية) وبمجرد أن يقابل الشخص بعد بلوغه إنساناً آخراً يحمل بعض مميزات تلك الخارطة المختزنة بالدماغ يقوم الدماغ بإفراز مادة الفينيل إيثالمين, والتي يعطي انتشارها بالدماغ إحساساً نسميه نحن بالحب أو العشق, كما أن هذه المادة تحفز الأعصاب على إفراز الأدرينالن، والذي بدوره يحفز القلب على الانقباض لدفع كميات كبيرة من الدم للجسم، كما يحفز الأوعية الدموية على التوسع وبالتالي مرور الدم بها ومن هنا نستطيع تفسير ظاهرة زيادة دقات القلب واحمرار الوجه عند حصول موقف عاطفي لأحدنا، كما أن فهمنا لخارطة الحب الدماغية يمكننا من فهم السبب الذي يجعل أحدنا يهوى المرأة الطويلة، بينما الآخر يموت في تلك القصيرة، والسؤال الأهم هو هل سيستطيع العلم التحكم بتلك الخارطة لنعرف منذ ولادتنا شكل الفتاة التي سنحبها لاحقاً ؟؟