الكُبيد كان ملء أسماعنا وأبصارنا وآفاقنا بفنه الكروي

> «الأيام الرياضي» سند حسين شهاب:

> ( مات الديك وديكنا في الدجاجة حنب المنقار أذعنت للحصار عصور بها الديك عصوار).. والديك هنا مدافع الاتحاد اللحجي الشهير أحمد سيل الكُبيد، والدجاجة هنا أحد لاعبي نادي الأحرار العدني الرائعين ،ومبتدأ موضوعنا كانت أبيات من قصيدة رائية كتبها رائد الشعر الرياضي اليمني (مسرور مبروك) يصف فيها مباراة الاتحاد اللحجي والأحرار العدني الشهيرة التي أقيمت في ملعب عدن في ستينات القرن الفارط والتي وصفها بعض النقاد بأنهم لم يشاهدوا مثل هذه المباراة حتى يومنا هذا من حيث القوة.

أحمد سيل الكُبيد لاعب من لاعبي الزمن اللحجي الجميل الذين سجلوا تاريخاً ستظل لحج تفاخر به حتى يرث الله الارض ومن عليها ..وقد ظل الكُبيد هذا يملأ أسماعنا وأبصارنا وآفاقنا بفن كروي حد الدهشة ورجولي حد الفدائية..ولأن الرجل من فئة العشاق فقد ظل العشق للرياضة يختلج في كل مكوناته ويتملكه فلم يأب إلا الانصياع له وأمست وأصبحت علاقته بالرياضة لا يضاهيها إلا علاقة البصلة بقشرتها،ولأن نادي الطليعة الرياضي هو الامتداد الشرعي لنادي الاتحاد اللحجي فقد كانت أي انجازات لهذا النادي تهب اتوماتيكيا برداً وسلاماً على قلب الرجل بينما انكساراته لا تزيد هذا القلب المتعب أصلاً الا أوجاعاً على أوجاعه، ولأن انكسارات النادي في الفترة الأخيرة كانت هي العنوان الدائم فقد كنا نراها تنعكس سلبا على حياة الرجل،وبالذات بعد وفاة الاستاذ علي سعيد القمري،الذي كان يشعل الأمل الأكبر للرياضة اللحجية إجمالا في قناعات أحمد سيل الكُبيد.

وعندما بدأ العد التنازلي للانتخابات الرياضية الأخيرة وجدت الرجل ذات يوم أمام مقهاه كعادته فسألني: أين أنت إننا نبحث عنك، فقلت له: إنني أمامك فقال: لقد اجتمعنا نحن محبي النادي وقررنا أن تكون أنت رئيسنا المقبل،فقلت له: شكراً على هذه الثقة ولكنني لا أستطيع العمل في ظل هذا المناخ المسمم بالفساد ،فقال أعلم ولكنني أعلم أيضاً أن من نسمع عنهم أنهم يريدون قيادة النادي وهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية، فقلت له: سنصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

ولما فشلت انتخابات نادي الطليعة وجدت الرجل في اليوم التالي يجلس القرفصاء منكسراً حزيناً بجانب كافتيريا الافراح بالشارع العام فسلمت عليه فبادرني القول: هل أتاك حديث نادينا؟،فقلت: سمعت ولكن أحب أن أسمع منك أنت ،فراح يقص علي بعض من حكايات الخزي والعار التي وصلت إليه أحوال نادينا ،وعندما أكمل قال لي : ألم أقل لك مسبقا أننا لانأتمن مثل هؤلاء على نادينا، ثم أردف قائلا : ولكنني أعتقد أنهم سينصبون من يريدون في الفترة المقبلة بدون أي انتخابات فقلت له: هذا هو المتوقع وليس غيره.

وتحققت نبوءة الكُبيد فيما يتعلق بالانتخابات وكنت كلما رأيته في الفترة الأخيرة أقرأ في وجه الرجل حزناً يتوشح كل ملامحه ولكنه لا ينبس ببنت شفه لأنه يعلم أن الامر ليس بيده..رحم الله الكُبيد العاشق الرياضي حتى الرمق الأخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى