كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> عرفت الأستاذ محمد علي لقمان المحامي رائد النهضة الفكرية والثقافية والأدبية ونشر الوعي السياسي والاجتماعي في عدن .. وارتبطت به وبأبنائه بصداقة حميمة وقد استمتعت بهذه الصداقة لحظات عميقة في حياتي.. وهذه دعوة مفتوحة أو اقتراح- مقبول أو مرفوض - لإخواني وأصدقائي أبناء وأحفاد الأستاذ لقمان رحمه الله.. بأن يتبنوا مشروعاً قيماً بتقديم جائزة مالية قدرها مليون ريال يمني تمنح لأحد المبدعين في الثقافة أو العلوم أو الفنون سنوياً .. وأن يطلقوا على هذه الجائزة السنوية (جائزة لقمان للثقافة والعلوم والفنون).

وقصة الظلم الذي أصاب آل لقمان معروفة في عدن .. فبعد الاستقلال من الإدارة البريطانية مباشرة واستيلاء الجبهة القومية على السلطة .. كانوا هدفاً مباشراً للمضايقة وتوقيف صحف (فتاة الجزيرة) و(الأخبار) و(إيدن كرونيكل) .. وكل الصحف الأخرى التي كانت تصدر في عدن .. ولذلك شعروا كغيرهم من أهالي عدن الذين تعرضوا للفصل والطرد من العمل .. بضرورة مغادرة بلادهم وهم قادرون على أن يعملوا وأن يقيموا وأن يسعدوا وينفعوا في بلاد أخرى .. ولذلك غادر آل لقمان عدن إلى تعز وصنعاء والحديدة .. وتركوا خلفهم كل شيء .. دار (فتاة الجزيرة) ودار (الأخبار) ومنازلهم التي كانوا يسكنونها في صيرة وعمارة في شارع أروى بعدن .. ولكنهم لم يتنكروا لبلادهم (اليمن) .. بل كانوا يحبونها أكثر ويعزونها أعمق .. ولذلك كانت هجرتهم داخلية .. إلى تعز وصنعاء والحديدة.

وكان قانون (التأميم) واضحاً في عدن .. فقد شمل كل العمارات والشقق والمنازل السكنية المؤجرة فقط.. باستثناء المحلات التجارية بأنواعها .. أي أن التأميم لم يشمل دار (فتاة الجزيرة) ودار (الأخبار) .. وبقية دور الصحف الأخرى .. ولذلك ظلت دار (فتاة الجزيرة) ملكية خاصة لصاحبها الأستاذ الكبير محمد علي لقمان المحامي .. ودار (الأخبار) ملكية خاصة لصاحبها الشاعر الكبير علي محمد لقمان رحمهما الله .. وكان المفروض أن يظل الداران محفوظين لصاحبيهما في ظل (النظام والقانون) حتى يعود ورثتهما إلى عدن .. فما الذي حدث للدارين بعد ذلك ؟.. في السبعينات استولى المقاول (الحامد) على دار (فتاة الجزيرة) .. وظل متمسكاً بها إلى يومنا هذا .. بالرغم من التوجيهات الصادرة من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بإعادة مبنى دار (فتاة الجزيرة) لملاكها الشرعيين ورثة محمد علي لقمان المحامي .. المنشورة في الإعلان التحذيري في صحيفة (الأيام).. بأن العقار رقم 9/19 والمشمول بجرانت رقم 8 في شارع اسبلانيد بعدن ملكية خاصة لورثة محمد علي لقمان بموجب وثائق الملكية الشرعية أعلاه.

أما دار (الأخبار) لصاحبها علي محمد لقمان .. فقد استولى عليها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر .. رئيس مجلس النواب بعد الوحدة وهدمها وبنى فوق أرضها مسجداً .. ولا أعتقد أن الشيخ الأحمر يرضى أو يقبل بذلك .. وهو الشيخ المعني بتشريع القوانين التي يجب أن يرضخ لها الجميع.

هناك طريقة جديدة في نهب الأراضي المنظم في عدن .. وهي أن تستولي بقوة المال أو السلاح على ما لا تستحقه في عدن .. بأسهل وأسرع من التعب للحصول على الأرض أو المحل التجاري أو دار (فتاة الجزيرة) أو (الأخبار) ..وهي طريقة تفضح (النظام والقانون) في بلادنا اللذين يسمحان في أن تستولي على ما تريده دون أن يكون لك حق في ذلك .. منتهى الفساد!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى