رثاء على ضريح الزمن

> «الأيام» برهان أحمد إبراهيم:

>
أسخَرُ منك يا زمني

أم من صبابتي وتجدد الشجنِ

ومن عيون قد تكحّلت شوقاً

فأرقت جفنَ ليلها ولم تَنَمِ

تحاربُ البينَ بدءَ يومها

في ساحة الظنون والريبِ

فتارة يرديها خوفها من غدِ

وتارة نشوى كطائر غَرِدِ

فتشعلُ الروح لوعةً على خلٍّ

تفردت فيه وداعةُ الوطن

أسخر منك يا زمني

ومن خيالٍ بهيٍّ قد ذوى كمداً

كأنّ لم يكُنِ

أم من مُنى شاعر

مسهّدٍ تعِبِ

غزت مدائنه فيالقُ الوهنِ

فما احتوى النجوم لحظةً

ولا حظي بموضع أسفل السحبِ

أسخر منك يا زمني

ومن بحار لم تشتق لها سفني

شطآنها غربةٌ

وريحها رجعُ مفارقٍ حَزِنِ

أم أسخر اليوم من

رطوبة الذِّمَمِ

ومن مكان عابسٍ خربِ

قد غادرته راحة السكنِ

ومن مقام بليدٍ نبضه، سقم

يعارك الظلام بلادة

في حومة اللهب

على هجير من صخوره ماتت

عصفورةُ النغمِ

- ولم يمت في وريدها هوى الطربِ-

فطاف شيطان الجبال منتشياً

يبادل الماء بالجدَبِ

والحلم بالكَفَنِ

يقيم من جماجم الورد مملكة

معبودها سادن الدماءِ والذهَبِ..؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى