التعليم

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
نحن في زمن تغير فيه كل شيء وأصبحت لدى الناس وسائل مختلفة للحصول على العلم والمعرفة أكثر من أي وقت مضى، فهناك مدارس الحكومة والمدارس الخاصة والدراسات المسائية والدراسات بالمراسلة وعبر الشبكات والمعاهد المختلفة، حيث تغير واقع التعليم وتغيرت مخرجاته، وأصبح تحديد اتجاه الطالب ورغباته يتم مبكراً وإلى أين يريد أن يتجه للدراسات الأدبية أم العلمية أم الفنية إلى آخر حقول المعرفة، وكل ما تحقق في هذا العالم من تطور في كافة المجالات كان نتيجة مخرجات التعليم، وكثير من الدول تنفق جزءاً كبيراً من موازناتها على التعليم، بل إن موازنة التعليم تفوق موازنة الدفاع والأمن في بعض الدول التي اختارت بناء العقول لتحقيق التنمية والتطور، وأنشأت مدناً تعليمية متكاملة يأتي إليها الناس من كل أنحاء العالم، الأمر الذي يحقق لهذه الدول المزيد من الاستثمار والتطور.

الفلسطينيون رغم حالة الشتات التي يعيشونها لا يزالون ينفقون جزءاً كبيراً من مدخراتهم على تعليم أبنائهم وبذلك هم لا يزالون في مقدمة شعوب العالم الثالث في التعليم الجامعي. نحن لدينا الرغبة أن يصبح أطفالنا خيراً منا وأن يحقق الأبناء ما عجز عن تحقيقه الآباء والأمهات. كثيرون ألبسوا أطفالهم أثواباً أكبر منهم، الكل يريد أن يرى أبناءه أطباء ومهندسين وطيارين وضباطاً إلى آخر الألقاب الوظيفية المحترمة، ولكن الواقع في نهاية المطاف يفرض نفسه وأًصبحت الكثير من التخصصات والكليات يحتل مقاعدها الكثير من أبناء الصفوة الذين يصلون إليها وفي جيب كل منهم كرت واسطة ويلاقون القبول والترحاب على حساب أصحاب النسب العالية من الطلبة العاديين الذين تسقط أسماؤهم سهواً.

كذلك المناهج اليمنية لمختلف المراحل خصوصاً الأساسية تفوق قدرة استيعاب التلاميذ وهي مكثفة وتحتاج إلى إعادة النظر فيها واعتماد ما هو ضروري فقط، والأخذ بوسائل التعليم الحديثة المستخدمة في الدول المتطورة، إضافة إلى ضرورة أن يكف الأهل عن الطلب من الأبناء تحقيق أحلام هم عجزوا عن تحقيقها عندما كانوا تلاميذ، فلكل إنسان ظروفه وقدراته ونصيبه في هذه الحياة، وعليهم تذكر دائما الحكمة القائلة: إذا كان لديك شيء واحد تهبه إلى ابنك فليكن الحماسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى