«الأيام» تنقل أوضاع الطلاب الدارسين في الهند وترصد أحاديث بعضهم

> الهند «الأيام» علي ابو علي :

> إجماع على أن المخصصات المالية لا تلبي احتياجات المعيشة والدراسة...الطلاب الموفدون للدراسات العليا إلى جمهورية الهند من مختلف الجامعات اليمنية ووزارة التعليم العالي والدارسون على نفقتهم الخاصة يعانون ظروفا معيشية صعبة، من غلاء وارتفاع الإيجارات وأسعار المواد الاستهلاكية، وأصبحت المساعدة المالية المعتمدة لا تكفي على الإطلاق لمواجهة هذه الأعباء المتنامية وخاصة بعد سياسة الانفتاح الاقتصادي في الهند، التي أدت الى ارتفاع الأسعار بصورة جنونية، الأمر الذي جعل المبتعثين يعيشون في ظل معاناة بالغة الصعوبة، تحول بينهم وبين الاستقرار النفسي والقدرة على التحصيل العلمي والأكاديمي، ناهيك عن الكتب والمراجع العلمية التي أصبح شراؤها شبه مستحيل في ظل الأوضاع الصعبة. ونظراً للتطور العلمي التي تشهده جمهورية الهند صار لزاماً على كل الطلاب مواكبة المتطلبات العلمية فأصبح من الضروري على كل طالب حضور المؤتمرات العلمية التي تنعقد بشكل مستمر في الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة وهذا يؤدي إلى أعباء إضافية وتكاليف سفر وإقامة، بالإضافة إلى تكاليف العمل الذي أنجز للمشاركة في هذه المؤتمرات العلمية التي تعتبر أساساً مهماً لنقل الطالب من مرحلة إلى أخرى وإلى مرحلة الإبداع والاكتشاف وهذه الطريقة المثلى في بناء الخبرات العلمية القادرة على البحث والتنقيب.

إلا أن الملحق الثقافي المساعد للشؤون المالية في الهند عبدالله محمد السلامي يعمل جاهدا وبوتيرة عالية لإيجاد الحلول المناسبة ولمعالجة الوضع العلمي والأكاديمي للطالب اليمني في الهند ومسألة استقرار وضعه المعيشي وبكل المعالجات الممكنة للتخفيف من معاناة الطالب، بالإضافة إلى ما تم رفعه إلى السلطات العليا باليمن للمطالبة بزيادة مخصصات المساعدات المالية ومطالبة رئيس جامعة صنعاء وسفير بلادنا بالهند د. محمد سعد علي بزيادة المساعدة.

الطالب صالح علي الصلاحي، موفد دراسات عليا- جامعة عدن جامعة بونا، استهل حديثة قائلا: «زيادة المنحة المالية أصبحت ملحة وضرورية لاستقرار الطالب بدراسته في الهند، حيث لا يعقل إطلاقاً أن يعيش طالب دراسات عليا مع أفراد أسرته بـ 350 دولاراً شهرياً، هذا المبلغ أصبح لا يغطى حتى المصروف الشهري في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار وزيادة سعر الروبية مقابل الدولار، فلذلك من أين يصرف الطالب لأبحاثه ودراسته ودراسة أطفاله من هذا المبلغ وهذا بلا شك سيؤثر على دراستنا إذا لم تنظر الدولة بعين الاعتبار وبأقرب وقت لهذه المسألة التي أعاقت كثيرا من الطلاب في أبحاثهم ودراستهم بالإضافة إلى احتجاز مخصصات الرسوم الدراسية التي لم تصرف ولها أكثر من 9 أشهر دون مراعاة لظروفنا، ونحن الآن مطالبون من قبل الجامعات الهندية بدفع رسوم هذا العام الذي قد بدأ في يوليو ولم تسلم حتى مخصصات العام المنصرم.

وهناك أيضاً مشاكل أخرى يعانيها الطلاب مع الشرطة الهندية في مسألة تجديد الإقامات، وهذه المشكلة هي الأخرى زادت من هموم الطلاب في الهند، فقد كان سابقاً يتم التجديد بسهولة من نفس المدينة وحالياً تطلب الشرطة تجديد الإقامات عبر العاصمة السياسية دلهي، وهذا يكلف الطالب وقتاً كبيراً ومبالغ كثيرة من أجل السفر آلاف الكيلومترات. وهناك مشكلة تتمثل في تجديد تذاكر السفر عند العودة من الجمهورية اليمنية، يطلب من الطالب عند تجديد التذاكر وتذكرة أسرته عند العودة مبالغ خيالية وبسعر الروبية الهندية، مما يضطر الطالب إلى الدفع بأكثر من قيمتها بسعر الريال اليمني وهذا أيضا يضاعف العبء على الطالب».

طالب دكتوراه/ حسين قاسم ديان- محاسبة - جامعة جلقاون، مبعوث تعليم عال، موظف في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة يقول: «إن أكثر المشاكل التي يعاني منها الطلاب اليمنيون هي المساعدات المالية التي لا تكفي حتى لنصف شهر، بحكم أن الحياة المعيشية في الهند غالية والإيجارات والكتب غالية ويتطلب من الحكومة اليمنية ممثلة بنائب رئيس الوزراء ووزير المالية ومعالي وزير التعليم العالي زيادة المخصصات المالية للطلاب كافة، أما مسألة الرسوم المالية بدفع متطلبات الجامعات مما يجعلنا نضطر أيضا إلى أن ندفع من جيبنا الخاص كل المتعلقات بالقيد والتسجيل في الجامعات بسبب الغلاء نضطر إلى الاستلاف فتتراكم علينا الديون وبالتالي نواجه صعوبة بالغة في تسديد الديون، فنحن ليس لدينا أي رسوم مقررة من الداخل ولكن نضطر إلى سداد كل المتطلبات من جيبنا الخاص، وأنوه بأن السفارة اليمنية في دلهي ممثلة بسعادة السفير د. محمد سعد علي والأستاذ القدير عبدالله السلامي، المستشار الثقافي المساعد للشؤون المالية قد قدما الكثير من المساعدات في تسهيل مهمتي الدراسية، كما أنهما عملا على تذليل كافة التسهيلات التي تعيق الإجراءات المتعلقة بالتخصصات العلمية والأكاديمية في الجامعة».

أما الطالب هاني منصور الحرازي- طالب دكتوراه آداب إنجليزي (تعليم عال)

تحدث قائلاً: «عدم المساواة في المنحة المالية لمختلف الشرائح الطلابية حيث ونحن مبتعثون من بلد واحد ودولة واحدة كطلاب للتعليم العالي لا يستلمون إلا المساعدة المالية فقط وهي لا تكفي، فطلاب الجامعات الموفدون يسالمون امتيازات تختلف كثيرا عن المستحقات التي نتقاضاها، إضافة إلى ذلك جهات حكومية تبعث طلابها إلى الهند ويستلمون مخصصات تفوق كل التصورات ويستلمون نقداً كل ستة أشهر مقدما بأضعاف ما نستلمه نحن، كما أن التعليم العالي لا يعطي لطلابه أي امتيازات مثل تذاكر السفر ورسوم كتب دراسية والبحث العلمي الميداني وحق الطباعة والتسليم حيث إن الحياة المعيشية أصبحت لا تطاق وفوق كل التصورات، فالإيجارات غالية جداً والكتب والمواصلات أصبحت عبئا كبيرا على الطالب ودور الملحقية ممثلة بالمستشار الثقافي المساعد الأستاذ عبدالله السلامي قد قدم مجهوداً كبيراً في مساندة طلابنا ودعمنا، حيث انه قدم لنا المزيد من التسهيلات والتواصل مع الجامعات لتسهيل كافة المهام في الجامعات».

الطالب جمال مفيد عبده سيف، دبلوم عال، نفقة خاصة، قال:«نحن نواجه بالفعل صعوبات كبيرة في السكن وغلاء المعيشة، حيث أصبحت عملة الدولار الأمريكي تواجه تراجعاً كبيراً أمام العملة الهندية الروبية فـ 100 دولار أمريكي تساوي حاليا 4300 روبية، يعني أمام الغلاء لا تساوي شيئا في الحياة اليومية، وعند إجراءات التسجيل هنا استعنا بالملحقية الثقافية بدلهي فتعاون وتجاوب معنا الأستاذ عبدالله السلامي والمختصون في الملحقية وسهلوا إجراءات قبولنا، كما نود توجيه الشكر لسعادة السفير اليمني بالهند د. محمد سعد علي، والشكر الجزيل لصحيفة «الأيام».

نبيل عبدالله نعمان القدسي، موفد جامعة صنعاء، طالب دكتوراه في جامعة جلقاون (كيمياء صناعية):

«هموم كثيرة نواجهها في هذا البلد جلغاون آخر حدود لولاية مهراشتراة الهندية، فمنطقتنا بعيدة والمساعدة المالية لا تفي بالغرض المطلوب، والرسوم محتجزة ولدينا مؤتمرات علمية نشارك فيها والتي تعتبر أساسا مهما لنقل الطالب إلى مرحلة التفوق والإبداع، فحكومتنا اليمنية مطالبة بمعالجة أوضاعنا وزيادة المساعدات المالية وإطلاق الرسوم الدراسية، فقد تلقينا الكثير والكثير من المساعدة والدعم والرعاية من الأخ السفير والمستشار الثقافي المساعد للشؤون المالية في تذليل كافة الصعوبات التي تواجهنا من جانب الشؤون الجامعية والسلطات الأمنية الهندية، وأوضاعنا تسير الآن على ما يرام، فقط المطلوب من السلطات الداخلية ممثلة بمجلس النواب ومجلس الوزراء أخذ متطلباتنا بعين الاعتبار، حيث إن المساعدة لا تفي بغرض تسيير الحياة المعيشية في الجمهورية الهندية».

الطالب جمال باعلوي، موفد جامعة تعز ، ماجستير في مجال تكنولوجيا التعليم: «مشاكل الطلاب الدارسين تكتمل في أربعة محاور رئيسية ومهمة وهي :

المساعدة المالية الشحيحة، والمتطلبات الجامعية المتزايدة والمكلفة، والمتطلبات المعملية وضرورة توفير المراجع العلمية المتخصصة والبحثية، إضافة إلى مشاكل الإقامة في الهند والفيزا وشرعية الإقامة وما يترتب على كل ذلك من أضرار مادية ونفسية .

وآخر محور، وهو المحور الأكثر تكررا، هو تأخر الرسوم الدراسية عن موعدها الرسمي مما يؤدي إلى فرض غرامات إضافية على الطلاب.

والقضية الإنسانية ذات الطابع السائد هي قضية تعليم أولاد المبتعثين، إذ حُرمت كثير من الأسر من مواصلة تعليم أولادهم ويعود ذلك إلى شحة الإمكانيات التي يواجهها الطلاب، وكذلك ضرورة حمايتهم من الأوبئة التي قد تقضي على حياتهم والعياذ بالله إذا لم يتم متابعة اللقاحات الضرورية والوقائية لأطفالهم».

جلال أمين الشرعبي، طالب دكتوراه (نفقة خاصة)، جامعة عدن:

«نحن هنا ندرس ونواصل دراستنا الأكاديمية في الجامعة الهندية على نفقتنا الخاصة، وكانت هناك بعض المشاكل من حيث الإجراءات الرسمية، ولكن بفضل الله تعالى وفقنا والآن نواصل دراستنا العليا في الجامعة على أكمل وجه، كما أننا هنا مجموعة كثيرة تدرس بمختلف التخصصات على حسابنا الخاص، ولا ننسى دور المستشار الثقافي المساعد للشؤون المالية بالهند عبدالله السلامي، الذي بالفعل تعاون معنا ومع الكثير من الطلاب هنا في الهند وقدم دورا ملموسا يشكر عليه ونتمنى له التوفيق في مهامه، وأخيراً أقدم شكري وتقديري لصحيفة «الأيام» الصحيفة العملاقة في كتاباتها وآرائها القيمة».

الطالب نبيل عبدالله صالح السنباني، موفد دراسات عليا، التعليم العالي، ماجستير كمبيوتر، موظف بوزارة المالية:

«المشاكل التي تعيقنا في الهند كثيرة ولكن نوجز أهمها :عدم تغطية المساعدة المالية لنصف احتياجات الطالب، ولا أتصور أنه يخفى على أحد مدى ما يلحقه سوء المعيشة التي يمر بها الطالب في الهند من أضرار جسيمة على مستواهم العلمي والأكاديمي، حيث يعتبرون من أسوأ الطبقات المتعلمة التي تعيش في الهند، فهم يسكنون في أسوأ المناطق بسبب غلاء الإيجار كما أنهم لا يستطيعون الحديث في العلوم بكل المجالات لعدم قدرتهم على شراء أجهزة الكمبيوتر والاشتراك بالانترنت وعدم قدرتهم على شراء المراجع التي تعينهم في دراستهم والحياة الكريمة من دون قلق.

فالمساعدة المالية مقدرة منذ التسعينات لم يراع فيها حجم النمو الاقتصادي الذي شهدته الهند في السنوات الأخيرة ومستوى دخل الفرد الذي ارتفع ثلاثة أضعاف، كما أن الزيادة التي قام بها مجلس الوزراء للمساعدة المالية للطلاب المقدرة بـ 20% لجميع الطلاب الدارسين في العالم لم تغط فارق الصرف في الهند.

إننا نطلب الاطلاع على همومنا وتطلعاتنا وكلنا أمل في مسؤولينا في كل الجهات المعنية أن ينظروا إلينا بعين العدالة والمساواة مع بقية زملائنا في مصر والدول الأخرى.

ونحن لا نطلب أكثر من مساواتنا بالطلاب السودانيين الدارسين في الهند، حيث يستلم الطالب السوداني 700 دولار شهرياً للدراسات العليا، ولا نطلب المساواة بالطالب الايراني الذي يستلم 1200 دولار شهرياً.

إن هذه الشريحة من الطلاب اليمنيين هي التي تمثل الركيزة الأساسية في بناء اليمن الحديث يمن التطور والنمو والعلم، فكيف نبخل عليهم بما يوفر لهم لقمة عيش مستقرة آمنة غير مليئة بالمخاوف حتى يتسنى لهم الإبداع ويمكننا مساءلتهم في حال عدم الإبداع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى