سكان غزة يتدفقون إلى الشواطئ بعد رحيل الاسرائيليين

> نفيه دقاليم «الأيام» نضال المغربي:

>
فلسطينيون يسبحون في شاطئ مستوطنة شيرات حاييم السابقة في قطاع غزة بعد ان ظلوا لسنين يرون مياهه وهم محرومون منها
فلسطينيون يسبحون في شاطئ مستوطنة شيرات حاييم السابقة في قطاع غزة بعد ان ظلوا لسنين يرون مياهه وهم محرومون منها
بعد ان رحلت المدافع الاسرائيلية اخيرا تدفقت اعداد لا حصر لها من الفلسطينيين مباشرة الى الشواطئ التي ظلوا طوال عقود يرون مياهها تلمع في ضوء الشمس وراء الاسلاك الشائكة التي تحيط بالمستوطنات اليهودية دون ان يستطيعوا الاقتراب منها.

وكان استكمال الانسحاب الاسرائيلي من غزة أمس الاثنين بعد 38 عاما من الاحتلال اسعد مناسبة في القطاع منذ عقود حيث غمر آلاف الفلسطينيين شعور بالابتهاج وهم يطأون ارضا حرمت عليهم طويلا.

لكن الاحتفالات تخللتها مشاهد تذكر بان الصراع في الشرق الاوسط ما زال بعيدا عن نهايته عندما اضرم بعض الفلسطينيين النار في المعابد اليهودية التي تركها الاسرائيليون وراءهم ونظموا مسيرات شارك فيها مسلحون تعهدوا بمواصلة القتال لاستعادة الضفة الغربية والقدس ايضا.

لكن النضال جاء في المرتبة الثانية بعد السعادة التي غمرت الفلسطينيين العاديين لشعورهم بالقدرة على الذهاب الى اي مكان يريدون في قطاع غزة وفي اي وقت يشاءون بعد عقود قضوها مكدسين في احياء ضيقة او ينتظرون فترات طويلة لعبور حواجز وضعت لحماية المستوطنين اليهود.

وقال احمد القاضي (12 عاما) على شاطئ البحر الذي كان حكرا على سكان مجمع جوش قطيف الاستيطاني "لم يذهب احد الى المدرسة اليوم. اندفعنا الى المستوطنات لنراها من الداخل ثم الى الشاطئ. سنستطيع على الاقل ان نلعب كرة القدم هنا." وترددت صيحات "الى الشاطئ" من الفلسطينيين من جميع الاعمار وهم يتدفقون قبل الفجر مع رحيل آخر دبابة اسرائيلية قادمين من مخيم خان يونس للاجئين عبر المنطقة العسكرية العازلة التي كانت يوما مصيدة للموت الى مستوطنة نفيه دقاليم الرئيسية في مجمع جوش قطيف.

لكن البهجة أفسدها في وقت لاحق من يوم أمس غرق خمسة شبان وسط امواج مرتفعة لم يتعودوا عليها.

وتجول الفلسطينيون بين انقاض منازل سكان المستوطنة مترامية الاطراف ورفعوا عشرات الاعلام منها العلم الفلسطيني ثلاثي الالوان وعلم حركة فتح اصفر اللون وعلم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الاخضر وعلم حركة الجهاد الاسلامي الاسود.

كما رفعت اعلام حركة الجهاد السوداء على انقاض المعبد اليهودي في نفيه دقاليم الذي اضطر الجنود الاسرائيليون الى جر اليهود اليمينيين المعارضين من داخله قبل ثلاثة اسابيع.

وقبل تدفق الفلسطينيين الى داخل المستوطنات ترددت اصوات اعيرة نارية اطلقها ناشطون وافراد قوات الامن الفلسطينية الذين سرعان ما تخلوا عن محاولة السيطرة على الحشود.

وسرعان اضرمت النار في عديد من المعابد اليهودية وسط الاضطراب الذي ساد مع تدفق الحشود.

لكن الامر سرعان ما تحول الى ما يشبه رحلة جماعية طال انتظارها الى مكان جديد للترفيه.

وسجد بعض افراد قوات الامن الفلسطيني شكرا لله لدى دخولهم جوش قطيف .وفحص شبان التحصينات في المستوطنات السابقة التي كانت الدبابات والقوات الاسرائيلية تطلق منها النار على مجموعات اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر وعلى من يحاولون التسلل الى داخل المستوطنات عبر الاسلاك الشائكة وعلى الحشود ورماة الحجارة.

وكانت تجربة امتزج فيها الفرح بالمرارة بالنسبة لبعض الزائرين وهم يتفقدون اماكن قتل فيها بعض احبائهم برصاص الجنود الاسرائيليين او قطعا من ارض زراعية اقتطعت لتصبح "منطقة عسكرية محظورة" حول المستوطنات.

وقال المدرس المتقاعد نايف ابو شمالة (60 عاما) "إنني أقف في المكان الذي قتل فيه ابني يحيى خلال مصادمات والقاء حجارة في نوفمبر 2000. لا اعرف هل اصدق او لا اصدق وكأني احلم. لكن اليوم يوم مواساة لاحزاننا." وكانت اسرائيل تقول ان اجراءات الامن التي تفرضها ضرورية لمواجهة الناشطين الذين كانوا يختبئون بين السكان المدنيين لشن هجمات على الجنود او المستوطنين بينما كان الفلسطينيون يصفون تلك الاجراءات بانها عقاب جماعي.

والتقط بعض الفلسطينيين اي شيء له قيمة استطاعوا العثور عليه بين انقاض منازل المستوطنين لبيعه في مدن غزة بعد ان حرموا طوال سنوات من الدخل بسبب الغارات الاسرائيلية وعمليات الحصار.

وفي مستوطنة نيسانيت في شمال قطاع غزة جمع بعض الفلسطينيين اعمدة اسلاك الهاتف وقراميد الاسطح واحواض الاستحمام وأطر النوافذ والابواب وانابيب مياه الري وحملوها بعيدا في سيارات وعربات تجرها الحمير.

واندفع كثيرون بينهم مسلحون وضعوا أسلحتهم جانبا يلقون بأنفسهم في مياه البحر الدافئة.

وقال البائع محمد اللحام "اوزع الحلوى على من لا يملكون مالا لانه يوم فرح لا مثيل له. مكان ظل محرما علينا طوال 38 عاما عاد الينا مرة اخرى." وقالت امية (35 سنة) وهي امرأة منقبة راحت تشارك الاخريات في اطلاق الزغاريد "اشعر كأني ولدت اليوم." لكن فرحة كثيرين من الفلسطينيين وهم يتجولون داخل المستوطنات السابقة لم تكتمل لادراكهم ان اسرائيل ما زالت تحكم قبضتها على الضفة الغربية وتصر على السيطرة على مداخل قطاع غزة من البحر والجو وعلى معابر الحدود مع مصر متعللة بعدم الثقة في قدرة زعماء الفلسطينيين على كبح جماح الناشطين الذين يرفضون عملية السلام. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى