في لقاء صحفي من كوالالمبور..د. عبدالناصر منيباري سفير الجمهورية اليمنية في ماليزيا الترابط الوثيق ما بين اليمن وماليزيا تجسده كل أوجه التعاون البارزة

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

>
د. عبدالناصر المنيباري أثناء تكريمه من قبل د. كمال حسن ومعهما الوزير البار
د. عبدالناصر المنيباري أثناء تكريمه من قبل د. كمال حسن ومعهما الوزير البار
في العاصمة الماليزية كوالالمبور وفي إحدى ضواحيها ذات الخضرة والمباني المنسقة البيضاء وذات الطابق الواحد وكثافة الاشجار بماليزيا، تقع سفارة بلادنا وخلال وجودنا هناك ظل معظم رجال السفارة على صلة ونحن نتردد عليهم ولم يطل موعد لقاء الدكتور عبدالناصر منيباري سفيرنا هناك، التقيته بأول خطوة في المطار ثم في المؤتمر الدولي وبعدئذ في عدة أماكن .. وقال لي أقرأ ما تكتب في صحيفة «الأيام» وشكرني وزميلي خالد بن عاقلة على التغطية المتلاحقة في «الأيام».. وبدأت أسأله فتحدث رداً على السؤال الأول وهو:

ما الشوط الذي قطعته السفارة في ماليزيا منذ التأسيس القريب لها؟

- أرحب بكم والوفد الثقافي الفني ووجودكم اليوم وما قدمتوه من فعاليات قد اسعدنا في ماليزيا وعبر هذا الفريق القادم من الوطن على بساطة اخلاق الانسان اليمني وقد عكست سلوكياتكم ونشاطاتكم صورة لليمن هنا وقد ظهر ذلك ايضا خلال حفل الاختتام وحفل العرب، حيث رأينا الانبهار والاعجاب يسيطر على الجميع. أما حول السؤال الأول وبعيدا عن الإنشائية فهذه المنطقة من المناطق الواعدة في جنوب شرق آسيا على المستوى الاقتصادي والعلمي وكذا الجانب الثقافي والسياحي وهو من المؤثرات التي هي موضع اهتمام لأي بلد وهي خلفية لصنع أية علاقة. والسفارة أنشئت في عام 1998م بعد زيارة تاريخية قام بها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الى ماليزيا في إطار فتح قنوات التعاون ما بين ماليزيا واليمن وأصدر وقتها قرار انشاء هذه السفارة لما رأى من أوجه تعاون سوف تتم وتتطور، ومنذ ذلك الحين الى وقتنا هذا تمت زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى، زار فخامة الرئيس ماليزيا عدة مرات أثناء انعقاد مؤتمر منظمة الدول الاسلامية وكذا منظمة دول عدم الانحياز وفي نفس الوقت تمت زيارات لليمن من قبل مسؤولين ماليزيين أبرزها زيارة مهاتير محمد عام 2001م وزيارة قصيرة في فترة ما بعد انتهاء فترة عمله كرئيس وزراء لماليزيا لنقل بعض الخبرات واللقاء ببعض المسؤولين هنا وكذا اللقاء بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وايضا عقد لقاء للجنة اليمنية الماليزية المشتركة في ديسمبر العام الماضي في صنعاء وهذه أول لجنة تتم على مستوى البلدين وفي هذه اللجنة جرى نقاش حول أوجه التعاون الامني والتجاري والثقافي العلمي وايضا بشأن تبادل الخبرات واستطعنا الوصول الى 17 مجالا للتعاون وكذا زيارة كريمة لوزير الخارجية حامد البار عندما استضافت بلادنا مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية وعلى شهادة الوزير الماليزي خلال لقائه مع مجموعة من السفراء العرب، إذ ثمن الرجل قرارات مؤتمر صنعاء واعتبرها حجر زاوية في اصلاح منظمة المؤتمر الاسلامي.

وهناك حركة ناشطة على المستوى السياسي والاقتصادي والتعاون العلمي ما بين البلدين وهو ما يلاحظه المراقبون هنا وهناك وزيارتكم في هذا الوفد الكبير ترجمة لهذا التعاون وأعود مرة اخرى لأذكر ما شاهدته من انبهار خلال تقديم فعالياتكم الفنية وما قاله لي عدد من الماليزيين والسفراء العرب وشخصيات كبيرة، وهذا صورة من صور التلاقي والتمازج لكثير من العادات والمظاهر الاجتماعية والتقاليد المتشابهة من الملابس والمأكل بين اليمن وماليزيا.

أما بالنسبة للآفاق التجارية فقد تقدمت كثيرا هذه العلاقات، هناك شركة سونات الماليزية تعمل في استشكاف البترول في اليمن وايضا شركات يمنية تعمل في ماليزيا، وشركة لإنتاج زيت النخيل في ماليزيا وهي يمنية وإن لم تكن الأولى فهي الثانية ولكن حسب ما وصلني أنها الأولى، ومن يوم ليوم نرى أوجه التعاون تتقدم وبشكل أكبر وأوسع.

ووضعت أمام سعادة السفير د.منيباري السؤال اللاحق وفي هذه اللحظة شاهدت النافذة خلفه والمطر يهطل، فقد تجمعت عدد من العصافير الصغيرة على حدود النافذة وانشرح صدري للمنظر.. وقلت: إلى أين تسير علاقات السفارة مع الجالية اليمنية في ماليزيا؟

- الحقيقة لا يوجد تكوين لجالية بمعنى جالية في ماليزيا، اولاً لسبب رئيسي ان المعروف عن الهجرات اليمنية وتدفقها الى ماليزيا وخصوصا من الأصول الحضرمية ومنذ مايقرب من 700 أو 800 عام مضى، وبحكم طبيعة الانسان اليمني الاندماج والانصهار استقروا هنا وتزاوجوا وامتزجوا بالمجتمع الماليزي، بل وحدث التأثير في الحياة الاجتماعية الماليزية بحكم العادات والدين ولكن توجد بعض المكونات والمظاهر التي شكلها بعض المقيمين في المهجر الماليزي وهي جمعيات خيرية ونحن كسفارة لدينا علاقات واتصالات مع هذه الجمعيات وهي علاقات ممتازة.وللسفارة دور كبير في نسج وصنع علاقات ما بين الإخوة الموجودين وهم المهاجرون الاوائل وأبناؤهم وأحفادهم وأنا أعتبر السفير الثاني في ماليزيا وبنيت علاقاتي على ما قام به سلفي مشكورا، ومن أنجح الأعمال هو قيام المؤتمر الدولي للحضارمة اليمنيين بماليزيا ومشاركتنا في لجانه، وأكبر دليل على وجود الصلة اليمنية المتصلة عبر الزمن ما جاء في كلمة الاختتام للوزير الماليزي داتو سري حامد البار وما نطق به بالحرف الواحد : أنا أحمل في عروقي دماء يمنية وأتى أجدادي الى هذه المنطقة لحمل ونشر رسالة الاسلام، وهي المرة الاولى التي قال فيها بشكل واضح هذا الكلام وفي خطبة مباشرة له. وخلال الحفل الفني ايضا لمحنا العيون والدموع والتأثر وكان لهذا دور في اعادة ربط العلاقة ونحن حقا سعداء وأحب أن أشير الى نقطة هامة هنا وهي أنه بحكم الدستور الماليزي أن أي شخص يجلس في ماليزيا فترة طويلة يصبح من السكان الأصليين وبالتالي صعب علينا في السفارة عملية التعداد وعدد الجالية هنا ليس محددا لأنهم اندمجوا منذ عهود وهذا متروك للجهات المتخصصة وفي حينه.

سفير اليمن في ماليزيا د. عبدالناصر المنيباري يتحدث الى الزميل علي اليزيدي
سفير اليمن في ماليزيا د. عبدالناصر المنيباري يتحدث الى الزميل علي اليزيدي
توقف المطر وعادت الشمس للظهور وطارت العصافير تزقزق على أغصان الشجر وتبسمت عندئذ من تقلب الأجواء من أحسن الى الافضل في هذا البلد وفي ساعة وقلت نحمد الله، ووجهت الى السفير المكرم د.عبدالناصر منيباري سؤالا أخيرا : علاقة السفارة والرعاية للطلاب .. وما بينهما الوطن.

قال مشكورا: ربما تكون الاجابة عن هذا السؤال صعبة وسهلة ايضا وهنا أحب أن أوضح الآتي: هناك ثلاثة اتجاهات للقدوم لطلب العلم والتأهل، وهي الاول برامج التدريب والتأهيل بالتعاون مع السفارة في شكل دورات قصيرة أسابيع لأشهر، والثاني هو تعلم اللغة إذ يأتي الطلاب خلال إجازة الصيف لتعلم اللغة الماليزية وهناك مدارس وبرامج تفتح لهذا الغرض وهي تسمح للطالب بالمجيء الى ماليزيا والالتحاق بهذه البرامج، والثالث هو الطلاب المبعوثون الى ماليزيا من الجهات الرسمية المتعددة، البكلاريوس أو ما بعد الدراسات التخصصية ماجستير ودكتوراه. وقد ارتفع العدد الآن ووصل الى ما يقرب من 1500 طالب، البعض في اليمن والآخر من الإخوة المغتربين في الخليج، ويهمنا أن يكون الطالب قدوة وحسن الاخلاق وطبعا المسألة لا تخلو من السلبيات، ولكن هناك معالجات ومتابعة، وصحيح أن المخصصات للطلاب ضعيفة فمستوى المعيشة هنا مرتفع وهناك غلاء والمنحة لا تكفي وهذه من همومنا وهموم الطلاب أيضا ونحن نرى أنه لو خطط لإرسال عدد معقول يفي بالغرض وتنمية الشباب والتعليم ويساعد في رفع المخصصات للطلاب فهو الافضل، نحن نشارك الطلاب هذه المشاعر ولا نكف عن رفع المقترحات الى الجهات المعنية في اليمن ونسأل الله التوفيق.

وما أن توقف حتى قلت له: سعادة السفير هل تشعرون بارتياح لوجودكم في منصب سفير؟

- كلها تخدم الوطن والسفارة هنا هي راحة، صحيح أن خلفيتي طبية ولدي تجارب قاسية عملية ولكن العمل الدبلوماسي تجربة سفر رائعة والانسان بالضرورة عليه التقبل والتعلم، والمهم أني مرتاح لهذه المقابلة لصحيفة «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى