سوريا اليوم على المحك اكثر من اي وقت مضى

> دمشق «الأيام» هنري معمرباشي:

>
دبابات اميركية بالقرب من الحدود السورية خارج بلدة تلعفر العراقية
دبابات اميركية بالقرب من الحدود السورية خارج بلدة تلعفر العراقية
تمر سوريا بإحدى اصعب مراحل تاريخها بسبب مقاطعة الامر الواقع التي تتعرض لها من قبل الاسرة الدولية، وبسبب الضغوط الشديدة التي تمارسها الادارة الاميركية عليها.

ويشكل التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة حول اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والوضع في العراق وادارة الملف الفلسطيني الملفات الثلاثة الرئيسية التي تتهم سوريا فيها بعدم التعاون، مما يزيد من عزلتها.

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على دمشق منذ سنتين. اما الاتحاد الاوروبي، فيتصرف بحذر اكبر اذ يماطل في التوقيع على اتفاق الشراكة الاوروبي المتوسطي على الرغم من انجازه منذ اشهر عدة.

ومساء الثلاثاء الماضي، حذر الرئيس الاميركي جورج بوش سوريا من انها قد تتعرض لمزيد من العزلة بسبب عدم مراقبة حدودها لمنع تسلل المسلحين الى العراق.

وقال بوش ان "هؤلاء يتسللون الى العراق عبر سوريا ويقتلون العديد من الابرياء ويحاولون قتل ابنائنا ايضا".

وتابع الرئيس الاميركي ان "الحكومة (السورية) ستعاني مزيدا من العزلة لسببين: الاول عدم تعاونها مع الحكومة العراقية لتوفير الامن في العراق، والثاني افتقادها الى الشفافية الكاملة حيال ما قاموا (السوريون) به في لبنان".

وفي حين ان واشنطن تقول ان صبرها "نفد"، تواصل دمشق التاكيد على رغبتها في التعاون في الملفين العراقي واللبناني.

وفي اطار الضغوط الاميركية، قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في مقابلة مع محطة "سي.بي.اس." "على سوريا ان تشرح كيف يمكن لضباط امنيين لبنانيين رفيعي المستوى لهم علاقات وثيقة مع الاجهزة الامنية السورية ان يصبحوا متورطين في اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري".

وكانت رايس تشير الى مهمة رئيس لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال الحريري ديتليف ميليس الذي حضر الى سوريا الاثنين الماضي للتحضير لجلسة الاستماع الى "شهود" سوريين.

وادت التحقيقات التي قام بها ميليس حتى الان مع فريقه الى توقيف اربعة من كبار المسؤولين الامنيين اللبنانيين كانوا يشكلون نواة النظام الامني في لبنان الذي اقامته سوريا من اجل فرض وصايتها على لبنان حتى انسحاب جيشها الكامل في 26 ابريل.

ويود ميليس الاستماع بصورة خاصة الى وزير الداخلية الحالي والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان اللواء غازي كنعان (بين عامي 1982 و2002) وخلفه رستم غزالة (بين 2002 وابريل 2005).

وتبدو المعارضة اللبنانية السابقة التي باتت تشكل الغالبية في مجلس النواب مقتنعة بتورط سوريا.

وفي افتتاحية الصحيفة اللبنانية الناطقة باللغة الفرنسية "لوريان لوجور"، يسأل الصحافي عيسى غريب "في بلد مثل سوريا هل يعقل ان يتمكن اربعة ضباط من التخطيط لعملية ضخمة كالتي نفذت في 14 فبرايردون الحصول مسبقا على الضوء الاخضر من اعلى مستويات السلطة او من المقربين من الحكم؟".

ويعبر دبلوماسيون يتخذون من دمشق مركزا لهم عن حيرتهم من هذا الموضوع.

وقال احدهم لوكالة فرانس برس "الوضع السياسي متوتر للغاية والشائعات تعزز ذلك".

واضاف هذا الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "يضاف الى ذلك الهفوات التي ترتكب في ادارة الملفات التي تهم الاسرة الدولية، ان لم يكن ذلك سوء نية من قبل السلطات" السورية. وتابع قائلا "الواقع هو انه حتى لو كانت دمشق محقة في بعض المسـائل، الا انها تتصرف بشكل غير مناسب".

وكان من المفترض ان يشارك الرئيس السوري بشار الاسد في اوسع قمة عالمية للامم المتحدة، الا انه الغى رحلته الى نيويورك، كما الغى العديد من الزيارات الى الخارج باستثناء زيارته الى طهران في اغسطس الماضي.

وتتركز المحادثات التي يجريها مع اطراف خارجية على مسؤولي الحركات الفلسطينية المتشددة.

وتضاف الى هذه العزلة الآفاق الاقتصادية غير المشرقة. ويقول رجل اعمال ثري يدعى حسن حسن لوكالة فرانس برس انه "منذ 30 عاما، لم نعرف اوضاعا اسوأ من اليوم". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى