المحطة الأخـيــرة..الطواف والبطالة

> م.محمد شفيق امان:

> سمتان بارزتان للشارع اليوم، الطواف والبطالة، أما الأولى فطواف المتسولين والشحاتين على الناس، أما الثانية فجلوس العاطلين وغيرهم أرتالاً في الطرقات، كلتاهما تعكس طبيعة الحال المتردي والواقع السائد الذي يزداد سوءاً يوماً عن يوم. المعالجات والحلول عاجزة عن فعل شيء، وعجزها يكمن في عدم مقدرة الدولة على التصدي وردع المتسببين لهذا العجز.

عرفنا اهتمامات للدولة كثيرة، بناء وتعزيز قدرات القوات المسلحة والقوات الخاصة، وإفساح المجال للمزيد من شركات التنقيب عن النفط والمعادن، لجان وفرق صياغة وإعادة صياغة قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية، توسيع عضوية المجلس الاستشاري، استضافة المؤتمرات الإقليمية والدولية، وضع وتنفيذ خطط مكافحة الإرهاب، ندوات ونقاشات وأطروحات للفصل بين السلطات، إقامة المزيد من ورشات العمل حتى صارت البلاد ورشة، برامج وحلقات بناء (مفرغة) للمنطقة الحرة، والأصل أنها منطقة محتكرة.. إلى آخر أشباه ذلك مما يفسح مسالك استنزاف المال العام، ويزيد اقتصاد الوطن وهناً على وهن.

عرفنا كل ذلك وشبعنا معارف حتى التخمة، ولم نعرف قط، ولن نعرف نية صادقة وعزماً فولاذياً لقهر أسباب الطواف والبطالة حتى يلج الجمل في سم الخياط!

لكن الذي يجب أن يعلمه الناس على اختلاف شرائحهم، أن جزءاً وافراً من الحل يكمن بأيديهم قبل انتظار الدولة، بأن يمسك كل واحد منهم يده أمام أي متسول ويمتنع عن إعطائه شيئاً امتثالاً لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس، إنما المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيصدق عليه ولا يسأل الناس شيئاً». كما يمكن تعريف العاطلين وغيرهم بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، فإن وعى العاطل ذلك وسخر صحته وفراغه لشيء نافع كافأه الله برحمة منه وعجل له بالفرج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى