كلفة بشرية وسياسية واقتصادية باهظة للاعصار كاترينا

> واشنطن «الأيام» ا.ف.ب :

>
جانب من الدمار الذي خلفه اعصار كاترينا
جانب من الدمار الذي خلفه اعصار كاترينا
تدخل الازمة التي نجمت عن مرور الاعصار كاترينا في جنوب الولايات المتحدة،اليوم الاثنين اسبوعها الرابع كاشفة عن حجم الكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية التي تكبدتها اقوى دولة في العالم نتيجة هذا الاعصار المدمر.

وقال توم مان الخبير في مؤسسة بروكينغز للابحاث في حديث لفرانس برس ان "كاترينا من اكثر الكوارث الطبيعية التي تسبب بالشلل في تاريخ الولايات المتحدة وهي تمثل تحديا كبيرا".

واضاف ان "عدد النازحين وضخامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والضريبية تدعو الى التساؤل عن الوقت الذي سيستغرقه النهوض من هذه الازمة وما اذا كنا سننهض منها اصلا".

وسيكون على سكان نيو اورلينز (لويزيانا، جنوب) الذين سمح لدفعة اولى منهم بالعودة الى المدنية اعتبارا من اليوم الاثنين، التخلص من جبل من الانقاض والنفايات ومواجهة التلوث والمشاكل الصحية.

ولا شك في ان اعادة البناء ستكون طويلة. وللاعانة على تحمل الايام الاولى للعودة سيحتاج المنكوبون لوجود متاجر ومدارس ومستشفيات.

ولا تزال الكلفة الاقتصادية الشاملة للاعصار كاترينا غير معروفة بالتحديد حتى الان وان كانت قدرت بنحو 200 مليار دولار.

وقال ستيفن سليفينسكي الخبير في معهد كاتو المحافظ للابحاث في واشنطن "سيكون من قبيل التكهن تقدير الكلفة".

وقبل الاعصار قدر مكتب ميزانية الكونغرس العجز في ميزانية عام 2006 ب314 مليار دولار بانخفاض عن عجز السنة المالية الجارية البالغ 331 مليار دولار.

واضاف سليفينسكي "من الواضح ان هدف البيت الابيض المتمثل في خفض العجز (بنسبة مئوية من اجمالي الناتج الداخلية) الى النصف قبل عام 2010 اصبح غير واقعي".

وفي الوقت الذي استبعد فيه الرئيس بوش زيادة الضرائب لسد العجز في الميزانية، تمت تغطية احتياجات الحكومة الاميركية بفضل شراء العديد من الدول الاسيوية لسندات خزينة اميركية.

وقال "ان قلقي ينصب على تاثير الامر على المدى البعيد" متسائلا "متى ستقول اسواق راس المال الدولية كفى؟".

كذلك فان الكلفة السياسية للازمة ضخمة جدا على الرئيس الاميركي جورج بوش حيث يتوقع ان تترك بصماتها على فترة رئاسته مثل احداث ايلول/سبتمبر 2001 وحرب العراق.

وفي باقي العالم فان هيبة الدولة العظمى الاولى في العالم تاثرت كثيرا من الصور التي ظهرت وكانها لواحدة من دول العالم الثالث من عمليات نهب مسلحة الى منازل مهدمة فالى منكوبين يطالبون بلا جدوى بالماء والحليب لاطفالهم.

وفي الولايات المتحدة اظهرت الازمة بقسوة عدم المساواة والتوترات العرقية اذ كان السود الفقراء اكثر الفئات تاثرا بالاعصار ولا سيما بسبب عدم امتلاكهم سيارات للفرار من المدينة.

وبعد ان بلغت شعبية بوش ادنى مستوياتها في استطلاعات الراي الاخيرة بسبب بطء تحرك الحكومة، بدأ الرئيس يعمل بجد على استعادة مصداقيته داعيا الى الوحدة الوطنية وساعيا الى اعطاء صورة المتعاطف مع وعد بتقديم المساعدة وتسوية المشاكل التي كشف عنها الاعصار كاترينا.

وفي خطاب الى الامة القاه الخميس الماضي في نيو اورلينز، وعد بوش بالنهوض بالمدينة وبان تتولى الحكومة الفدرالية اعادة بناء البنى التحتية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى