حقول..هكذا ستقل الوفيات

> «الأيام» د. صلاح بامحرز:

> نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية دراسة قام بإجرائها طلاب في جامعة هافارد البريطانية، وجدوا من خلالها أن (70%) من الوفيات أثناء الحوادث المرورية يعود سببها إلى التعامل الخاطئ مع المصابين في الساعات الأولى من وقوع الحادث.

ودراسة كهذه تذكرني بالكثير من القصص لحوادث مات أصحابها نتيجة التعامل الخاطئ معهم من قبل المسعفين لهم.

أذكر منها: (قصة لطفل شرب مادة حارقة أجبره أهله على التقيؤ لكنه توفي عندما قام بذلك) وأخرى (لفتاة ظلت ملازمة للفراش ما يقارب الشهر بعد إجراء عملية جراحية ليتفاجأ أهلها صباحاً بوفاتها رغم تحسن حالتها الجراحية) وقصة أخرى (لطفل أصيب بجرح نازف جراء إدخال يده في الخلاط الكهربائي توفي قبل وصوله إلى المستشفى) وقصة (لرجل أصيب بحادث مروري توفي بمجرد رفعه من قبل مسعفيه إلى النقالة).

وبالرجوع إلى أسباب الوفيات في تلك الحوادث سنجد أن السبب في الحالة الأولى، يعود إلى تقيؤ الطفل مما أدى إلى إرجاع المادة الحارقة إلى المريء والبلعوم وإحراقهما معاً وكان يكفي على أهله إشرابه كوباً من الحليب ليعادل حموضة المادة الحارقة، أما استلقاء المريضة في الحالة الثانية على السرير دون حركة فقد أدى إلى تخثر الدم وخروج قطعة منه إلى القلب سدت أوعيته وسببت الوفاة، وكان كل ما يلزم على تلك المريضة هو تحريك أطرافها يومياً والتقلب على الفراش يميناً ويساراً. أما في الحالة الثالثة فكان الضغط على الجرح بقطعة شاش كافياً لإيقاف النزيف وإنقاذ حياة الطفل إلى حين وصوله إلى المستشفى. ويعود سبب الوفاة في الحالة الرابعة إلى حدوث كسور متعددة بجسم المصاب تشمل الرقبة والأطراف وكان يفترض على مسعفيه تثبيت رقبته وأطرافه بأحزمة أو أي شيء صلب قبل رفعه إلى النقالة.

ومن خلال هذه الأمثلة الحية نجد أننا لو نشرنا ثقافة الإسعافات الأولية والمقتصرة على أفعال بسيطة ولكنها حاسمة للمصاب، لاستطعنا فعلاً تقليل نسبة الوفيات في العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى