البروفيسور الإكلينيكي في طب وأمراض العيون جيمس سناند فار لـــ«الأيام» :مرض الجلاكوما اللص الخفي المؤدي إلى الإصابة بالعمى

> «الأيام» فردوس العلمي:

> مرض الجلاكوما هو اللص الخفي الذي يؤدي إلى الإصابة بالعمى، إذ يعتبر ثاني أسباب العمى في العالم، هكذا يصف البروفيسور جيمس سناندفار مرض الجلاكوما عندما التقته «الأيام» ليسلط الضوء على هذا المرض الذي لم يوجد له الطب العلاج الشافي حتى الآن ولم يكتشف الجين المسبب له.

والبروفيسور جيمس سناند فار بروفيسور إكلينيكي في طب وأمراض العيون، وهو المسؤول الأول عن تعليم الطب الدولي المستمر في الأكاديمية الأمريكية لطب وجراحة العيون جامعة منسوتا وهو طبيب قضى عمره في ممارسة مهنة الطب، حيث عمل في بداية حياته طبيبا ممارسا في سلاح الطيران.

ويقول عن مرض الجلاكوما: «هو مرض يؤدي إلى الفتك بالعصب البصري نتيجة لزيادة ضغط العين، رغم أنه لا يعتبر السبب الرئيسي، فالسبب الرئيسي لمرض الجلاكوما غير معروف ولكن نستطيع القول بأنه حالة تسببها أسباب كثيرة من ضمنها ضغط العين، إلى جانب العامل الوراثي ويصيب العصب البصري الذي يؤدي إلى موت خلايا العصب البصري ولا يمكن أن يتم تصحيح هذا العطب.. ولا نستطيع أن نعتبر ذلك تعريفاً رسمياً لمرض الجلاكوما».

وعن أعراضه يقول البروفيسور جيمس: «لا يحس المريض بأي أعراض ولكن يكتشف ذلك عندما يقوم بزيارة لطبيب العيون عندما يعاني من مشكلة بصرية منها المياه البيضاء أو السكر أو أي إصابة بالعين وهذا المرض لا يشعر به المريض إلا بعد فوات الأوان وربما يكون قد فقد المريض معظم قواه البصرية وللأسف الشديد عندما يتأثر المريض بهذه الصورة لا نستطيع أن نعمل له نحن الأطباء أي شيء».

بروفيسور جيمس إذا كان لا توجد أعراض لهذا المرض، كيف يكتشف المرض؟ وعن هذا التساؤل يقول البروفيسور: «في الدول المتقدمة والمتطورة التي توجد فيها الرعاية الصحية الأولية، حيث يقوم المريض بالفحص الدوري ليكشف على بصره وأثناء الفحص الدوري المبكر يكتشف الطبيب إذا كان هذا المريض مصابا بالجلاكوما وبالمقابل الدول النامية لا توجد فيها الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى الفقر الذي يعاني منه الأفراد في هذه الدول، حيث يقف ذلك حائلاً أمام هؤلاء الافراد وعدم معاينتهم في وقت مبكر لهذا لا يكتشف المرض».

وعن العمر الذي يظهر فيه المرض؟ يقول: «يصيب هذا المرض الافراد من فوق 45 سنة إلى 60 سنة وهناك نوع آخر يصيب المواليد وهو وراثي ولكن بنسبة أقل من الكبار.

وعن كيفية الوقاية؟ يقول : «الفحص الدوري مفيد بدرجة أساسية، حيث يساعد على اكتشاف المرض بوقت مبكر، ولكن في الدول النامية يصعب أن نعمل هذه الوقاية نتيجة للفقر».

وعن الفرق بين مرض الكترك «المياه البيضاء» ومرض الجلاكوما ؟ يقول: «رغم أن مرض الكترك يعتبر من الأسباب الأولى للإصابة بالعمى، لكن يعالج ويشفى المريض ويتحسن نظره بعد إجراء العملية الجراحية، ولكن مرض الجلاكوما لا يشفى منه المريض حتى بعد إجراء عملية جراحية، فمشكلة الجلاكوما أنه لا يوجد له العلاج الشافي.

إذن ، كيف السبيل إلى علاج هذا المرض؟ يجيب البروفيسور جيمس: «عندما يعطي الطبيب المعالج علاجا لا يمكن أن يوافق المريض على ذلك مدى الحياة، ورغم أن العلاج ليس له فائدة ويمكن أن يصيب بالعمى لا يمكن أن يوافق المريض على ذلك».

وماذا عن العمليات الجراحية لهذا المرض؟ يقول: «لا يوجد اتجاه كبير في هذا المجال من قبل أطباء العيون للعمل في جراحة الجلاكوما وسبب ذلك أن مريض الجلاكوما عندما تجرى له العملية لا تتحسن حالته ويبقى نظره كما كان، عكس مريض الكترك الذي تتحسن حالته ويستطيع أن يرى من جديد». ويطرح البروفيسور مثالاً: «إذا ذهبت إلى الطبيب وتعاني من الصداع ويصف لك الاسبرين والعلاج لا يفيدك وفي كل مرة تذهب إليه ويصف لك نفس العلاج، حتماً سوف تفقد الثقة بالطبيب وهكذا هو مرض الجلاكوما لا يوجد له علاج، حتى العملية الجراحية. ولم يكتشف العلماء الجين المسبب لهذا المرض الذي يصيب حوالي 8 مليون شخص في العام». ويقول البروفيسور جيمس: «مرض الجلاكوما ليس مرضا يصيب الإنسان بالعمى وحسب، بل له تأثيرات أخرى. وعن هذه التأثيرات يقول: «له تاثير اجتماعي واقتصادي ويؤثر في العلاقة الأسرية من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية، لذا لا يعد مجرد مرض وهذه المشكلة تظهر كثيراً في الدول النامية».

يواصل البروفيسور حديثه قائلاً: «تعتبر منظمة الصحة العالمية معالجات أمراض العمى منها الكترك والأمراض الاخرى، التي تصيب الفرد بالعمى من المسائل المهمة التي تحمي العالم من الفقر والعوز والبطالة، لأنها تخلق أناسا يعتمدون على أنفسهم، ولكن مريض الجلاكوما حتى إذا أجريت له العملية يبقى إنسانا يعتمد على الآخرين».

ويقول البروفيسور جيمس «بأن عام 2020م سيتضاعف فيه عدد الحالات المصابة بمرض الجلاكوما ما بعد عمر 65 سنة، ليس في مرض الجلاكوما فقط، بل في أمراض العيون الاخرى التي طرحتها منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية كمسببات رئيسية للإصابة بالعمى في العالم، وهذا البرنامج الدولي نحو الرؤى للعام 2020م من أجل مكافحة العمى لهذا بدأ الاهتمام الدولي في الاتجاه لمكافحة العمى حتى لا نصل إلى عام 2020م ونجد الكثير من الحالات مصابة بالعمى مما سيولد عائقاً كبيراً يؤثر في تطور المجتمع الدولي بشكل عام».

ويعتقد البروفيسور بأن الأمل الذي ينتظره المجتمع في السنوات القادمة وخاصة في ظل الاهتمام الدولي، حيث بدأ العمل في عدد من الابحاث لإيجاد الجين المسبب لهذا المرض، إضافة إلى أمراض أخرى. ويتمنى البروفيسور جيمس سناندفار أن يتم تنفيذ برنامج الرعاية الصحية الأولية على مستوى قرى العالم كلها.

سألت البروفيسور جيمس، لماذا اتجهت إلى هذا المرض الخبيث الذي لا يوجد له علاج شاف؟ أجاب قائلاً:« أحب أن أوضح أن الإنسان عنده إيمان بإرادة المولى عز وجل وأنا عندما عملت ببرنامج التدريب كان هدفي منه تعليم الآخرين كيف يتعرفون على هذا المرض وماهي أبعاده لكي يقوم هؤلاء المتدربون بتدريب آخرين لتعم الفائدة حتى يتعلموا كيفية تشخيص الجلاكوما بشكل صحيح وأنا أحببت العمل في طب العيون وخاصة في مجال الجلاكوما، فعندما أنهيت تدريبي في الطب أحببت العمل الطوعي ولكن نتيجة لظروف خاصة لم أستطع استكمال هذا العمل، توجهت إلى تعليم الطب في مجال العيون، أحببت أن أقدم خدمة للناس تجولت في العديد من الدول وبعد 25 سنة عمل في مجال العيون أحببت أن أقدم خدمة للناس من خلال خبرتي المكتسبة ليستفيد منها الاخرون». ويقول:« استسقيت العلم من اختصاصيين في مرض الجلاكوما، حيث تدربت ودرست على أيدي خبرات عالمية في هذا المجال وتراكمت لدي معلومات كثيرة عن مرض الجلاكوما، فأحببت العمل الطوعي الدولي وخاصة في مجال الجلاكوما».

ويضيف «خلال الـ12 سنة الاخيرة قمت بزيارة 23 دولة في العالم من أجل تدريب وتعليم كيفية معالجة مرض الجلاكوما وهي دول لا توجد فيها دراسات عن هذا المرض واكتشفت بأنه حتى إذا كان من الممكن أن يعالج مريض الجلاكوما دوائياً في هذه الدول فلن يستطيع المريض شراء الدواء نتيجة عدم توفره أو غلاء ثمنه وذلك بسبب الفقر في هذه الدول».

ويوجه البروفيسور جيمس رسالة يقول فيها: «من المهم الاهتمام بمرض الجلاكوما من خلال العلاج المبكر وعبر التشخيص الصحي بكل الوسائل حتى لا يصل المريض إلى الإصابة بمرض الجلاكوما وحتى لا نجد أفرادا غير منتجين، فهذا يؤدي إلى التأثير السلبي في التطور الاقتصادي بالنسبة للبلد. المؤسسة العلمية الدولية لمرض العيون وضعت منهجية كبيرة في مسألة طب العيون في العالم ووضعت القائمة الضرورية لتطوير هذا الفرع من الطب».

ويشيد البروفيسور جيمس بالأطباء «بأن لديهم قدرة كبيرة من الوعي يستطيعون من خلاله التعليم والتعلم ولابد أن تقوم هذه المنظمات الدولية لطب وجراحة العيون. وفي إطار هذا التطور العلمي الكبير هناك مناهج طب تجدد فيها المعلومات كل عام لأطباء العيون للحصول على المعلومات الحديثة في مجال طب وجراحة العيون» ويقدم مقترحاً علمياً بأن يكون هناك برنامج علمي في اليمن مع التواصل مع الجهات العلمية الدولية لوضع برنامج إقامة في طب العيون في ظل المعايير الدولية من أجل رفع مستوى أطباء طب وجراحة العيون.

وتقول الدكتورة هيفاء، منسقة برنامج العمى: «إن أهمية اليوم العالمي لمكافة العمى هو عمل توعوي للمجتمع للمشاركة وفهم ما يحصل لهذه الفئة من المجتمع وأن يعلم الآخرون أن هؤلاء فئة قادرة على العطاء ولهم دور فعّال في التطور الاقتصادي في البلد. وهو برنامج دعت له المنظمة الدولية لمكافحة العمى وكذا منظمة الصحة العالمية من أجل استشعار المجتمع بأهمية البرنامج الدولي للعمى نحو الرؤى للعام 2020م وهذه أول مرة يقام في عدن مثل هذا البرنامج ويعرض مشروع خيري إنساني لدعم معهد النور للمكفوفين في تطبيق التعليم بالكمبيوتر الناطق. وبدورها تشيد الدكتورة هيفاء بالبروفيسور جيمس وبقدومه إلى اليمن بشكل تطوعي.

وفي ختام هذا اللقاء يشكر البروفيسور جيمس ساندفار الدكتورة هيفاء والدكتور أبوبكر وهو طبيب عيون من ليبيا لأنهما السبب في قدومه إلى اليمن وخاصة عدن، «هذه المدينة الطيبة والجميلة» حسب قوله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى