تعديل ضريبة كسب العمل أصبح ضرورة

> «الأيام» عدنان غالب العامري:

> قبل أن يذهب مبلغ الزيادة في المرتبات لمصلحة الضرائب، يجب معالجة هذا الإشكال واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بالمحافظة على مبلغ الزيادة التي سوف يتحصل عليها الموظف في مزايا الهيكلة الجديدة للأجور والمرتبات وفقاً للقانون 43لسنة 2005.

قبل أن يذهب مبلغ الزيادة في المرتبات لمصلحة الضرائب، يجب معالجة هذا الإشكال واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بالمحافظة على مبلغ الزيادة التي سوف يتحصل عليها الموظف في مزايا الهيكلة الجديدة للأجور والمرتبات وفقاً للقانون 43لسنة 2005.

فشريحة الضريبة الخاصة بكسب العمل التي كانت تطبق على مرتبات الموظفين كالتالي:

-3000 ريال الحد الادنى للمرتبات خط الفقر معفي من الضريبة

400 ريال 10% مبلغ الاستقطاع= 400 ريال

15،000 ريال 15% جزء منه 1395

ما زاد عن ذلك 20% 1795

بموجب هذا الشريحة كان إجمالي الاستقطاعات من مرتب موظف جامعي 1.795 ريالا وعندما تم رفع الموظف الجامعي إلى 29.496 ريالا بالهيكل الجديد للأجور فإجمالي الاستقطاعات تكون كالتالي:

3000 معفى من الضريبة

4000 10% = 400 ريال

15.000 15 = 2250 ريالا

5.726 20% = 1145 ريالا

29.496 = 3795 ريالا

الفارق بين الاستقطاعين = 3795- 1795= 2000 ريال، وبدلاً من استحقاق الموظف لهذا المبلغ كحق من حقوقه نتج عن الزيادة التي طال انتظارها في مرتبه، نجد هذا المبلغ سوف يذهب لمصلحة الضرائب. إذا لم تعد شريحة كسب العمل، وظل العمل بالشريحة السابقة أي أن ما تم إعطاؤه للموظف باليد اليمني، سيأخذونه باليد اليسرى .. وقبل حدوث هذا الظلم على الموظف ومصادرة حقه المشروع من الزيادة التي تحصل عليها لتضاف فوق صافي مرتبه السابق، يجب معالجة هذا الاشكال تمشياً من نصوص مواد القانون 43لسنة 2005 والذي حدد الحد الأدنى للمرتب بمبلغ عشرين ألف ريال، يعني ذلك تحديد خط الفقر عند هذا المستوى الجديد للمرتب، أي أن الموظف الذي يقع وضعه المعيشي عند هذا الحد يعتبر فقيراً والفقير معفى من الضريبة، يقودنا هذا لمنادات الجهات المسؤولة في مصلحة الضرائب لرفع المبلغ المعفى عنه في ضريبة كسب العمل إلى عشرين ألف ريال بدلاً عن ثلاثة آلاف ريال في الشريحة السابقة، والمبلغ المتبقي من راتب الموظف بعد ذلك يخضع لشريحة الضريبة 10% ، 20% وبموجب هذا يكون هناك نوع من العدالة الضريبية عند الخصم والاستقطاع من مرتبات الموظفين كل عند حدود قدرته ووضعه المعيشي، وهذا ما يقرره العقل والمنطق.

واللافت للنظر أن شريحة ضريبة كسب العمل المعمول بها حالياً، والتي تتدرج من 10% إلى 20% أي الخمس من المرتب فيها إجحاف وظلم، فأخذ الخمس من الشيء لا يكون إلا في الغنائم، والمرتب الذي يتقاضاه الموظف من الحكومة ليس غنيمة، بل هو مقابل عمل وجهد مبذولين لخدمة المجتمع، بواسطة الموظف الحكومي، يستحق بموجب ذلك حصوله على مرتبه كاملاً دون خصم أو استقطاع أي مبلغ يؤثر على حياته المعيشية، كما هو معمول به في كل بلاد العالم، ولكن في بلادنا اعتاد الموظف الحكومي على تحمل هذه الاستقطاعات الجبرية خلال الفترات الماضية، شعوراً منه بالمساهمة في رفد خزينة الحكومة ببعض الايرادات التي تمكنها من الاستفادة منها، لتعزيز دورها التنموي داخل المجتمع، وبالتالي عودة الخير والنفع العام للجميع من هذه العملية، وكان هذا الأمر مستساغاً ومقبولاً عندما كانت موارد الدولة شحيحة ومحدودة ووقوف الموظف إلى جانب حكومته وقت الشدة، ودعمها بنسبة محددة من مرتبه الخاص ومن مستحقاته القانونية وبأي نسبة كانت، لا يمثل ذلك في فترة الرخاء استحقاقاً على الموظف، وحقاً شرعياً للحكومة، ولكن هذا ما حدث وصار عندنا، فالحكومة في الوقت الحاضر مواردها تحسنت والمجتمع كبر ونما وتوسعت كل مجالات الحياة وهذا يلازمه توسع وزيادة إيرادات الحكومة، أضف إلى ذلك ظهور موارد أخرى كالنفظ ومشتقاته والغاز ...إلخ، ولهذا فليس هناك مبرر لإبقاء هذه الضريبة كسيف مصلت على رقاب الموظفين،

الشيء الاخير الذي يجب الاشارة اليه عملية تحصيل هذه الضريبة المباشرة لها تأثير سلبي على بقية أنواع الضرائب الأخرى فتهمل الكثير منها، ويوجد تقصير واضح في عدم متابعة تحصيلها، وإذا تم إلغاء ضريبة كسب العمل، فسوف تعمل مكاتب الضرائب على بذل جهود كبيرة في تحصيل الأنواع الأخرى من الضرائب لكي تعوض النقص الذي حدث لإيراداتها بسبب إلغاء ضريبة كسب العمل، فمبالغ ضريبة كسب العمل صخمة جداً قد تفوق مائة مليار سنوياً، وعملية إلغائها من الصعوبة بمكان، ولكن يجب أن تتخذ الإجراءات بتخفيضها تدريجياً، وتفعيل الجوانب الأخرى لتحصيل ومتابعة أنواع كثيرة من الضرائب مازالت إلى الآن مهملة ولا يتم الاهتمام بتحصيلها لركون مكاتب الضرائب على هذا النوع من الضرائب سهلة التحصيل.

في الأخير نأمل من جهات الاختصاص وضع هذه الملاحظات بعين الاعتبار والعمل على سرعة حل هذه الاشكالية بطريقة مناسبة ومرضية لجميع موظفي الخدمة العامة.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى