وقفة أمام انقلاب موريتانيا وانقلاب الحكومة

> علي سالم اليزيدي:

> سمع العالم كله بانقلاب موريتانيا وما تلاه، وبخاصة بعد سقوط الرئيس الانقلابي هو الآخر من داخل حرسه وبالاتفاق مع أطراف داخلية وخارجية أمسكت باللعبة السياسية في مورتيانيا أو كما نقول صراع الكبار وكل واحد يلعب من بطن الآخر وفي الأخير ذهب ولد الطايع مهزوماً والمثل يقول الجزاء من جنس العمل وأسدل الستار على عهد وصفه خصومه والمراقبون بأنه طاغية وكتم أنفاس خلق الله في هذا البلد وشتت بهم في المنافي والسجون، وما حققه انقلاب موريتانيا ورجاله هو إحداث انفتاح معقول ومناسب وإجراءات مدنية ومحلية ودولية ساعدت على خلق الثقة في هذا النظام الجديد، ناهيك عن عدم المعارضة داخلياً وخارجياً منذ الساعات الأولى. وهنا يتضح من الوقفة أمام انقلاب موريتانيا أن النظام السابق ورمزه مبغوض قولاً وفعلاً وواقعياً وساقته النرجسية إلى أبعد مما توقع من الوهم الذي يرافق عادة البعض ممن عرفهم التاريخ بالطغيان والقمع والدموية، وأن انقلابي موريتانيا أجاد اللعبة السياسية بذكاء، حير خصومه وتمكن بهذه اللعبة من شق طريقه وتحقيق هدفه، فتح السجون وأغلق ملفات السياسيين السابقين، عودة المعارضة من المنافي، الإبقاء على حق أمريكا وحق فرنسا وحق أفريقيا من المصالح ومعهم إسرائيل، وطبق مبدأ الصمت، ووقف الخرط داخلياً وخارجياً وعملاً بالمبدأ (اقفل بابك ولا تسأل على جارك) أو (صباح الخير ياجاري).. الخ.

هذا ما كان من أمر موريتانيا ولكن ماذا عن انقلاب الحكومة اليمنية الموقرة؟ وكيف انقلبت هذه الحكومة على نفسها عملاً أيضاً بمبدأ الانقلابات المدوية في دول العالم الثالث، وتحريك المياه الراكدة ربما، ومع هذا سمع العالم كله عن انقلاب الحكومة في اليمن، والتشابه فقط مع موريتانيا أن الانقلاب نفذ من الداخل والفرق هنا أن الحكومة لم تستطع إجادة اللعبة السياسية وانفلتت من يدها القوالب، وأيضاً أغضبت الشعب لأنها أمسكت به رهينة مقابل سراب استراتيجية الأجور ولم تستثن أحداً لا من الحزب الحاكم وأتباعه من الأحزاب ولا أحزاب المشترك وفلكها واتحاد البسطاء والفقراء. من الطريف أنه لم يحدث أن انقلبت حكومة على نفسها وفشلت في الانقلاب مثلما حدث لحكومتنا.

الانقلاب في موريتانيا حقق للشعب الموريتاني الشقيق الفقير ما رغب فيه وهو سقوط الكذب المتدفق والتضليل في السياسة والإعلام وأيضاً إزاحة الظلم، هكذا قال الناس هناك. والحكومة لدينا حققت عكس المأمول فقد زادت من الاختناقات وتغذية الأزمات الاجتماعية والنفسية وتفاقم الاحتقان داخل المجتمع، حكومة عجزت عن ضمان مصالح كل الاطراف لقوى الشعب مدنياً وعسكرياً، سقطت استراتيجية الاجور أمام ردود الأفعال والمنطق والحقوق والوعي، ومن المضحك هو كيف نطبق سياسة أجور شاملة مع أن نصف العسكريين والموظفين المدنيين في المنافي والعزل الداخلي وخارج مفهوم الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والاستحقاق الوطني دون تمييز، بل وفوجئنا بتصريحات عكس ذلك تنطلق بدلاً من تسوية حقوق الناس إلى الادعاء بأننا مشدودون إلى الماضي وهو من أضحوكات الانقلاب الحكومي علينا نحن الشعب اليمني الواحد.

في موريتانيا حدد (فال) ما يريد بعقل رصين وضمن الأطراف والشعب، و(فال) الحكومة لدينا استنجد باتحاد نقابات العمال واستخدمه لدور واحد هو إخراج الحكومة من الانقلاب الفاشل، مع أن هذا الاتحاد صامت لسنوات مثله مثل المنظمات الأخرى الصامتة.. هذا هو حالنا السيء مع الحكومة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى