دار التوجيه الاجتماعي للبنين بالحديدة المطلوب تقديم الدعم الكافي لخدمة الدار ونزلائه

> «الأيام» فؤاد العوسجي:

>
دار التوجيه الاجتماعي للبنين بالحديدة
دار التوجيه الاجتماعي للبنين بالحديدة
«أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» هكذا وصف صلى الله عليه وسلم عندما أشار بإصبعيه السبابة والوسطى، وهو يؤكد على الجزاء الذي سيجده كل من كفل يتيما وقدم له الرعاية والاهتمام .. حيث سيكون كافل اليتيم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل الجنة.. كفالة اليتيم عمل خيري وإنساني فيه الكثير من الخير والبركة، ويكفي أن رسول الله قد خص كافل اليتيم بشرف أن يكون بجواره في الجنة.. وكفالة اليتيم أصبحت متيسرة لمن لديه الرغبة الحقيقية، حيث يوجد اهتمام كبير بالأيتام سواء من قبل الدولة أو من قبل رجال الخير.. وتعتبر دور الرعاية الاجتماعية في محافظات الجمهورية نوعاً هاماً من أنواع رعاية الأيتام، خاصة بعد الاهتمام الملحوظ من قبل الدولة والتوجه المباشر من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الذي منح الأيتام الاهتمام والرعاية الكاملة. وفي محافظة الحديدة تشكل دار الرعاية الاجتماعية أحد مراكز الاهتمام بالأيتام ورعايتهم حيث يقوم الدار بتوفير كل ما يستطيع تقديمه من الاحتياجات الضرورية والأساسية.

«الأيام» قامت بزيارة إلى دار التوجيه الاجتماعي للبنين بمحافظة الحديدة ونقلت الصورة التي يعيشها نزلاء الدار والاحتياجات التي تنقص الدار للقيام بواجبه على الشكل المطلوب.

في البداية كان لقاؤنا مع الأخ طلال الدبعي، مدير الدار، الذي قال:

- في البداية أشكر صحيفة «الأيام» لقيامها بالنزول الميداني إلى دار التوجيه الاجتماعي للبنين لتلمس أوضاع نزلاء الدار والقائمين عليه، خاصة وأنه من الجهات التي تقوم بتربية رأس المال البشري لهذا الوطن الغالي. ودار التوجيه تم إنشاؤه في العام 1974م وكان عبارة عن سكن يأوي الأيتام فقط.. لكن بعد ذلك جاءت توجيهات من قيادة المحافظة ممثلة بالاخ المحافظ محمد صالح شملان لتفعيل دور الدار حتى يقوم بكامل خدماته.. ففي العام 2000م تم إعادة تأهيل الدار وتأهيل الورش التابعة له حتى يتم الاستفادة منها في تأهيل نزلاء الدار، حيث تم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة والمنظمات المانحة لإيجاد دورات تدريبية للنزلاء في مجالات النجارة واللحام والتكييف والتبريد.. ولا تزال الورشة الى الآن تقوم بتأهيل هذا الجيل.

قمنا نحن في الدار بالتنسيق مع صندوق الرعاية الاجتماعية لضم نزلاء الدار للمستفيدين من خدمات الرعاية .. كما تم إقامة دورات تدريبية للنزلاء في عدد من المجالات وبعد تخرجهم تم توزيعهم على الشركات الخاصة والمصانع لتطبيق كل ما تعلموه في هذه الدورات، كما تم التنسيق مع السجن المركزي بشأن الأطفال الموجودين في السجون لكي نقوم برعايتهم من خلال إنشاء دار الأحداث والذي سيقضون فيه الفترة المحكوم عليهم فيها.

وقم تم استئجار فيلا لكي تكون داراً للأحداث وتم تأثيثها على نفقة منظمة اليونيسف.

بلغ عدد نزلاء الدار (120) نزيلا، من هؤلاء الأطفال هناك (50) طفلا لديهم أمهات ولكن نتيجة لفقر الأسرة تم استيعابهم والتكفل بتدريبهم ورعايتهم، كما تم تسجيل أسر هؤلاء الأطفال لدى صندوق الرعاية الاجتماعية لكي يتمكنوا من الحصول على معاشات إضافة إلى فتح حسابات التوفير البريدي لبعض نزلاء الدار .. ومنح البعض منهم فرص عمل وتوفير المعدات الخاصة بتلك الأعمال.

يقدم دار التوجيه الاجتماعي الكثير من الأنشطة لنزلاء الدار مثل حلقات القرآن الكريم والتدريب المهني والتعليم الأساسي كما تم إنشاء اليوم المفتوح، وهو عبارة عن يوم تقام فيه أنشطة الصيانة والمسرح والبرامج الرياضية والثقافية إلى جانب الزيارات الميدانية التي يقوم بها الدار إلى الأماكن السياحية.نعتبر أن أكبر المشاكل التي تواجهنا هي عدم توظيف العاملين في الدار. فإلى جانب المعلمين من التربية والطبيب من الصحة نحن في الدار بحاجة إلى مرشدين دينيين ومرشدين نفسيين واجتماعيين .. لأن العمل في الدار بدون هؤلاء يعتبر لا شيء.. كما أن الورش الموجودة في الدار هي الأخرى بحاجة إلى متخصصين ليقوموا بتدريس طلاب الدار عليها.

نتمنى أن يجد الدار لفتة من رجال الأعمال والجهات الخاصة لأن الدار محروم من كثير من الدعم.

كما كان لنا لقاء مع الاخ عبدالسلام العنابي، المشرف النفسي بالدار والمسؤول عن دار الأحداث.. وقد بين عبدالسلام أهمية وجود الإرشاد النفسي للمتعاملين مع نزلاء الدار من الأيتام أو النزلاء في دار الأحداث، حيث اوضح الفرق بين اليتيم والحدث.. فاليتيم هو من فقد والديه، و بعضهم تكون أمه موجودة لكن لعدم تمكنها من رعايته الرعاية الكاملة تقوم بإرساله إلى الدار لتقديم الرعاية الكاملة له، أما الأحداث فهم اولئك الذين توجد ضدهم أحكام قانونية، ولكن نظراً لاعمارهم الصغيرة وخوفاً عليهم من السجون المركزية تم استحداث دار الأحداث حيث يتم إيداع الأطفال الذين عليهم أحكام في هذه الدار حتى يتم قضاء فترة عقوبتهم.. وخلال هذه فترة نقوم نحن كمشرفين نفسيين بالتواصل مع أسرة هؤلاء الأطفال لمعرفة الأسباب والدوافع التي جعلت أطفالهم يقومون بتلك القضايا والعمل على حلها حتى يعود الأطفال إلى أهاليهم في أسرع الأوقات.

وأوضحت الأخت سمر قروش، إحدى الباحثات الاجتماعيات العاملات بدار التوجيه الاجتماعية بالحديدة، أن عملهم في الدار « يقوم على التواصل مع الأطفال داخل الدار وكيفية كسب ثقتهم حتى يمكن التعامل معهم بكل شفافية وإزاحة أي حواجز قد توجد، ونحن في الدار نقدم للأطفال كل الرعاية والاهتمام الذي يعوضه ما قد حرم منه خلال الفترة التي كان فيها بعيداً عن الدار.. ومن خلال صحيفة «الأيام»، الصحيفة الاكثر انتشاراً، نوجه الدعوة الصادقة للاهتمام بهذه الدار والنزلاء وندعو كافة المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المحلي للعمل على خدمة الأيتام وتوفير كل الاحتياجات لهم لأن هذه الفئة بحاجة ماسة جداً للرعاية والاهتمام.

- الدورات التدريبية التي تقام لنزلاء الدار في مجال الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية تأتي ضمن الاهتمام الذي يقوم به بعض المتطوعين من المنظمات غير الحكومية.

- الورشة التابعة للدار والتي تحتوي على العديد من الأجهزة الخاصة بالنجارة واللحام يجب الاهتمام بها وصيانتها والعمل على توفير مختصين للإشراف على هذه الورشة وعلى المتدربين فيها.

- قاعة المحاضرات والندوات التابعة للدار تحتضن العديد من الفعاليات في المجالات المختلفة.. نتمنى أن يحظى نزلاء الدار من الأيتام وكذلك من طاقم العمل بفرصة للحصول على دورات تدريبية في المجالات التي تعود عليهم بالفائدة.. لأنه قديماً قالوا: جحا أولى بلحم ثوره».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى