ليندي انجلاند تلقي باللائمة على عشيقها في صور انتهاكات ابو غريب

> فورت هود «الأيام» ادم تانر:

>
ليندي انجلاند اثناء خروجها من المحكمة يوم الاربعاء بعد النطق بالحكم مكبلة بالاغلال
ليندي انجلاند اثناء خروجها من المحكمة يوم الاربعاء بعد النطق بالحكم مكبلة بالاغلال
صمتت ليندي انجلاند (22 عاما) لفترة طويلة وهي تتأمل كيف تحولت من عاملة في مصنع دواجن إلى رمز لاساءة المعاملة الامريكية السجناء العراقيين في سجن ابو غريب,وترتسم ابتسامة ممزوجة بالألم على الوجه الذي اشتهر في انحاء العالم عندما التقطت صور لها وهي تمسك مقود كلاب طرفه الآخر ملفوف حول عنق سجين عراقي عار.عندئذ تلقي جندية الاحتياط بالجيش الأمريكي باللوم في سقوطها على تشارلز جارنر رئيس عصابة الانتهاكات ووالد طفلها كارتر البالغ من العمر 11 شهرا.

وتقول في مقابلة مع رويترز استمرت ساعة قبل سجنها "لنبدأ القائمة..

اعتقد اولا وقبل كل شيء أنه خدعني حتى اعتقدت انه شخص طيب واستغلني..

ما كنت لأتعرض لهذا المأزق لو لم أتعرف عليه.

(ثانيا) فقد تخلى عني عندما كنت حاملا وتخلى عن كارتر (ابنها منه)." وحكم على انجلاند يوم الثلاثاء بالسجن لمدة ثلاثة أعوام لدورها في فضيحة الانتهاكات التي اشعلت الغضب على الصعيد الدولي.

وادلى جارنر الذي يقضي الآن عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات في سجن فورت ليفنورث بشهادته في محاكمة انجلاند وقال انه طلب منها ان تمسك المقود الذي لفه حول عنق عراقي مختل عقليا.

وكان جارنر ايضا هو الشخص الذي وضع سجناء عراقيين عرايا بعضهم فوق بعض في شكل هرمي وهو ما ظهر في صورة اخرى من سلسلة صور الانتهاكات التي كشفت في عام 2004 والحقت اضرارا بالغة بصورة امريكا في العالم.

وقبل شهور من ظهور الصور أمرها قادة السرية بإنهاء علاقتها الغرامية مع جارنر.

وقالت انجلاند "على ما اظن انهم كانوا يعرفون بطريقة ما انه مجرد رجل أكبر سنا يستغلني فقط.

لم أكن أرى ذلك واعتقد أنهم كانوا يحاولون مساعدتي.

كنت غبية لدرجة انني سرت وراء جارنر بدلا من الانصات لهم." وفي مقابلة معها وهي تدفع عربة الطفل كارتر وهو صورة طبق الاصل من والده قالت تيري والدة انجلاند انها ايضا حذرت من العلاقة مع جارنر (37 عاما) لانه اكبر منها بكثير لكنها قالت ان ليندي كانت متيمة به وتجاهلت نصيحتها. ووافقت انجلاند التي عاشت معظم حياتها مع شقيق واحد وشقيقة واحدة في بلدة صغيرة في وست فرجينيا على اجراء المقابلة هذا الاسبوع بشرط عدم نشرها سوى بعد انتهاء محاكمتها.

وكان محاميها العسكري الكابتن جوناثان كريسب يتجنب بين حين وآخر الأسئلة التي يعتقد انها قد تعرض فرصها في تخفيف العقوبة بعد المحاكمة للخطر بشأن موضوعات مثل مسؤوليتها الشخصية.

وفي المحكمة صور كريسب انجلاند على انها تعاني من مشاكل حادة في التعبير عن نفسها شفهيا.

وخلال المقابلة عبرت عن افكارها بطلاقة بلهجة سكان كنتاكي الا انها كانت تتوقف لعشر ثوان او اكثر للتفكير.

وكانت ليندا الوجه الاشهر لفضيحة ابو غريب ترتدي قبعة مكتوبا عليها كلمات "عملية تحرير العراق" وقميصا قصير الاكمام يكشف جزءا من وشم في شكل ذئب يعوي للقمر وعلم امريكا في الخلفية.

وعلى جزء من ساقها وشم لعقرب رمز البرج الذي تنتمي اليه.

ودخلت انجلاند في علاقة مع جارنر بعد اقل من عام من زواجها من عشيقها الاول الذي طلقت منه منذ ذلك الحين.

واطلق جارنر الذي كان حارسا لسجن مدني في السابق سحره في الوقت الذي كانت تستعد فيه وحدتهم للانتشار في العراق في اوائل عام 2003. وقالت انجلاند التي كانت تضحك وتبتسم من وقت لآخر خلال المقابلة وبدت اكثر امتلاء مما كانت عليه في الصور الشهيرة "كان يمتدح كل صغيرة ويجعلك تشعر بالرضا عن النفس.

كان يتصرف دائما على انه رجل لطيف يفتح الابواب ويسحب (لك) المقعد كرسي (للجلوس)." والتحقت انجلاند بجنود الاحتياط في الجيش في اواخر عام 1999 مدفوعة بشكل جزئي بأفلام الحروب من افلام جون واين الاقدم الى افلام دلتا فورس بطولة تشاك نوريس.وقالت "كنت احبها جميعها..

الخروج والتدريب واتساخ الملابس انها اشياء جديدة."

وشعرت جندية الاحتياط الصغيرة بالاثارة عندما سمعت شائعات في عام 2002 عن ان وحدتها قد تنشر بالخارج.

وقالت "في ذلك الوقت شعرت بالاثارة تماما.كنت اريد ان اذهب وارى اماكن جديدة." واضافت انجلاند التي كانت تعمل كاتبة ادارية في السجن "كنت خائفة بشدة بالطبع..

الجميع كانوا كذلك." وبحلول وقت تحرك وحدتها الى ابو غريب في اكتوبر عام 2003 كانت علاقتها مع جارنر قد وصلت الى ذروتها وكانت الكاتبة الادارية تزوره مرارا في القسم الاكثر تأمينا من السجن.

ولان جارنر كان يعمل في نوبة عمل ليلية وكانت هي تعمل خلال النهار فقد كانت زيارتها له خلال نوبات عمله في الغالب.

وقالت "من اول الاشياء التي لاحظتها ان الكثير من السجناء كانوا عرايا" مضيفة ان ضابطا امريكيا كان يريها المكان في بداية الامر قال لها ان مثل هذه المشاهد طبيعية.

وقالت انجلاند ان المعتقلين العراقيين كانوا يصرخون اثناء تعذيبهم في اماكن الاستحمام.

وبالرغم من انه لم يكن ممكنا رؤية شيء بسبب الملاءات التي كانت تغطي القضبان فقد كان من الممكن سماع الاصوات بسهولة.

وقالت "غادرت.

لم استطع تحملها أكثر.

ولا أزال (اعاني من) الكوابيس بسبب كل الصراخ الذي سمعته.

ليس فقط صراخهم ولكن ايضا صراخ الجنود فيهم وسماع التحقيقات التي كانت جارية".

وفي نهاية الامر لم يعد لمثل هذه الحالات وقع لديها باعتبارها اشياء غير عادية.وقالت انجلاند "بعد تكرارها مرات كثيرة على هذا النحو فانها (اصبحت) على ما اعتقد نوعا ما من الاشياء اليومية التي تحدث".

وتعرف انجلاند ان صور الانتهاكات التي ظهرت فيها سوف تظهر في كتب التاريخ التي تتناول الحرب الامريكية في العراق.

ولكنها بدت حائرة في البحث عن الكلمات عندما سئلت بشأن ما اذا كانت صورها امام كومة من العراقيين العرايا تدل على شخصيتها. وقالت بعد توقف طويل "انها ليست انا.انتشار (القوات وقت الحرب) يغير الفرد على ما اعتقد".

وفي يوم من الايام في المستقبل سوف يتعين على انجلاند ان تشرح لطفلها مع من كانت تعيش على مدار العام الماضي وهي تنتظر المحاكمة وما الذي فعلته الأم والاب في الحرب.وقالت انها لا تعرف ما الذي ستقوله الا انها اضافت ان ترك ابنها الذي سيكون في رعاية امها هو اصعب جزء في السجن.

وقالت "اشعر انني لو لم احمل ووقعت (هذه) الاحداث لكان الامر اقل وطأة علي.

اصعب شيء هو ان اتركه." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى