قرارات الفيفا..العقل والعاطفة

> «الأيام» سند حسين شهاب:

> كثيرون من الذين تهمهم مصلحة الرياضة اليمنية وليست مصالحهم هم، فرحوا وهللوا عندما أعلن وزير الشباب والرياضة عن نشر اللائحة التي ستحكم العملية الانتخابية الرياضية ومبعث ابتهاج هؤلاء أن الوزير قد وضع يده أخيراً على جرح الرياضة اليمنية، وشخصها التشخيص المناسب، وبالتالي أوجد لها العلاج، ولو كان في الحد الأدنى منه.

وعندما بدأ العد التنازلي للعملية الانتخابية لاحظ المراقبون الرياضيون أن حليمة بدأت تعود لعادتها القديمة وبدأت السياسة القبيحة تطل بوجهها من جديد وبدأت التدخلات من جهات شتى في هذه العملية، وبدا أن أصحاب الشأن أنفسهم أصحاب الطوابق السبعة، ومدراء عموم مكاتب الشباب والرياضة في المحافظات والمفترض بهم أن يكونوا حريصين على تطبيق اللائحة الانتخابية، هم أول من ذبحوها قرباناً لمصالحهم المريضة، عندها فقط اكتشف المراقبون الرياضيون أن هذه اللائحة لم تكن إلا كذبة على الذقون ومحاولة لتسكين الألم مع اعترافنا بنية الوزير في قرارة نفسه بالتغيير، ولكن النية وحدها لاتكفي، ولما سارت الأمور كما يريد لها أهل مصالحها وليس اللائحة تمخضت الانتخابات فولدت مخلوقات مشوهة كل معاييرها أنها تضخ لمن رعاها وأوجدها، وبالتالي دخلنا في إشكاليات جديدة تعمق أزمتنا الموجودة أصلاً قبل الانتخابات.

وعندما تضررت بعض الأطراف من هذه النتائج واستفادت من هكذا أخطاء وبدأت في التواصل مع منظمات رياضية دولية جاءت قرارات الفيفا ضد بلادنا، لأن الفيفا استفادت من الأخطاء التي نرتكبها نحن، وطبقت علينا القرارات الدولية، وبدلاً من أن نحكم عقولنا ونتواصل مع الفيفا، ونعالج أخطاءنا رحنا كعادتنا نطلق الاتهامات ضد المنظمة، وبدا أن بعض إعلامنا الرياضي صار ملكياً أكثر من الملك، وهو يتلو المرافعات تلو المرافعات ليظهر نفسه بأنه وطني.. ولما وصلت الأمور إلى طريق مسدود بدأ تأثيرها ينعكس سلباً على واقعنا الرياضي المأزوم أصلاً، تولدت فكرة استجلاب عراب لحل الأزمة، وهو السيد محمد بن همام ورغم أن الرجل يقود الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ويعتبر عضواً في الاتحاد الدولي، إلا أن البعض عاد من جديد ينفخ في هذه الزيارة، وكأن الرجل سيأتي بالوصفة السحرية لحل الأزمة، لما وصل الرجل كان يعلم في قرارة نفسه أنه لا يقدر على عمل شيء، لكنه بتجربته وخبرته أدرك أن الشعب اليمني شعب عاطفي، ومن هذه الزاوية وبقليل من الكلام المعسل دخل علينا الرجل، وبالتالي أقنعنا بضرورة تطبيق قرارات الفيفا، ولكن هذه المرة عبر العاطفة وليس عبر العقل اليمني المغيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى