RELEASE SINDI SHIHAN

> بدر سالمين باسنيد:

> واقعة اعتقال سندي شيهان، حدثت في ساحة البيت الأبيض في واشنطن.. مع أربعين آخرين من المعتصمات لإيقاف الحرب ضد العراق، سندي شيهان أم لأحد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق.. تقود مع عدد كبير من الأمهات تظاهره كبيرة واعتصام أمام البيت الأبيض في واشنطن لإيقاف الحرب الظالمة ضد الشعب العراقي.

ربما الواقعة بحد ذاتها قد تبدو بالمقاييس التي تشتهر بها بعض دول العالم الثالث المستبدة (الديمقراطية كما يحلو لأصحابها أن يسمونها) الواقعة- اعتقال سندي شيهان مع أربعين معتصمة، قد تبدو امراً ليس بتلك الخطورة أو القسوة، قد لا يبد بمقاييسنا تلك انتهاكاً خطيراً، ولكن أن يحدث هذا الأمر في ساحة البيت الأبيض في واشنطن ينظر إليها الكثير من الأمريكيين من زاوية أخرى كواقعة خطيرة شكلت اعتداءاً على حقوق مواطنين كان من حقهم التعبير عن مواقفهم بالتظاهر والاعتصام السلمي، وهو حق يضمنه ليس فقط الدستور الأمريكي ولكن قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان.

ويشارك في هذه الرؤية الكثير من المواطنين ونشطاء حقوق الإنسان في دول العالم.

صحيح عدم وجود تصرفات خطيرة وجسيمة ربما في طريقة الاعتقال.. إلا أن التصرف بحد ذاته قد يكون- وهذا الخوف- بداية لسلوك سلطوي قد يسير في طريق منحدر.. يتطور ويسرع في خط تنازلي تجاه قضايا حقوق الإنسان.. ونرى أنفسنا مشاهدين أمام شاشات التلفزيون يوماً ما .. لنشاهد (ساحة تيانمين) أخرى.. ولكن ستكون هذه المره في واشنطن وليس في بكين.

هذه الواقعة الغريبة بالنسبة لنظرية المستوى العالي للديمقراطية في الولايات المتحدة.. وسلوك رجال السلطة في حادثة الاعتقال، قد لا ينظر إليها المواطن العربي أو الآسيوي أو الأفريقي بخوف وقلق شديدين، ولكن الخوف هو أن اعتقال سندي شيهان في أمريكا وفي ساحة البيت الأبيض، سوف تكون- حتماً- حجة للدول المستبدة لتبرر ممارساتها في انتهاكات حقوق الإنسان والمواطنين. سوف نشهد سلطات الدول المستبدة ترفع هذه الواقعة كشهادة ورخصة تمرير لقمعها للمعتصمين والمتظاهرين من مواطنيها.

خسارة كبيرة سببتها السلطات الأمريكية لشعوب العالم باعتقالها لسندي شيهان وأربعين آخرين من المعتصمات في ساحة البيت الأبيض في واشنطن.
أقول.. لا أتمنى أن يبدأ زمن تحول ساحة البيت الأبيض إلى ساحة تيانمين جديدة، أقول العالم يتضامن مع سندي شيهان وزملائها.. أقول أطلقوا سراح سندي شيهان وزملائها.. ولا تجعلوا في اعتقالكم هذا رخصة لاعتقال الآلاف في دول العالم.. أقول اعتذروا يا قادة البيت الأبيض لسندي شيهان واسحبوا (حجة ورخصة) هذه الواقعة من أيدي المستبدين.

اعتقال سندي شيهان في ساحة البيت الأبيض في واشنطن هدية قدمتها الإدارة الأمريكية لدول الاستبداد لتبرير انتهاكاتها.. وتمنع التظاهر والاعتصامات دون حرج.. هذه الواقعة ليست أمراً خاصاً بالولايات المتحدة وإدرتها، ولكنها اليوم أصبحت ثقلاً على رؤوس مواطني دول الاستبداد، وربما هذه الواقعة ليست الصورة الأولى لتراجع مستوى حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، ولكنها ربما الواقعة الأبرز في انعكاساتها على شعوب دول الاستبداد.. لأنها تتعلق باعتقال معتصمين ومتظاهرين وهي حقوق كثير ما تتعرض للمنع والقمع من يمارسها.. ولأن هذا الحق هو الأكثر شعبية في هذه الدول المستبدة ولأنها الإجراء الممكن لشعوبها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى