«الأيام» تستطلع آراء القراء بالمكتبة العامة بسيئون..القراء يطلبون توفير الكتب التاريخية وعدد المرتادين يوميا 60 قارئا من مختلف الشرائح

> «الأيام» علوي بن سميط:

> يظل الكتاب يتبوأ الصدارة من بين مختلف وسائل التنوير والفكر والثقافة العامة وإن كان مستوى الاقبال على القراءة متدنيا والعزوف عن اقتنائه أضحى ظاهرة تعود إلى جملة من الأسباب، لعل أهمها ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بالدخل المعيشي المادي للشرائح الأكثر حباً للقراءة وتعلقاً بالكتاب كالطلبة والمعلمين والموظفين والمثقفين إجمالاً، إلى جانب مادة الكتاب ونوعيتها التي يرغبها القارئ الذي يود شراء الكتاب.

«الأيام» اقتربت من هذه الدائرة لمعرفة أهمية وجود الكتاب ومن يقرأه من خلال زيارة مكتبة عامة من بين مكتبتين من هذا النوع بوادي حضرموت عموماً وهي مكتبة الأديب باكثير بسيئون والتابعة للهيئة العامة للكتاب وتضم رفوفها نحو 2000 عنوان، دلفت إليها قبل انتصاف النهار وتقع على الشارع العام وحيث الاسواق العامة، ساعة وصولي كان بها سبعة أشخاص غادر منهم ثلاثة بعد ما أخذوا كفايتهم من الغذاء الفكري وبقي أربعة رؤوسهم تكاد تقبل صفحات الكتب التي يقرأونها، الهدوء بداخل غرفة المطالعة المتواضعة في المساحة يعكره بعض الشيء الصخب القادم من الشارع، حيث أصوات الباعة وأصوات الغناء من استديوهات التسجيل القريبة وأبواق السيارات، وقبل أن أسأل القراء تصفحت كتاب الإكليل الجزء الثامن مطبوعاً من بين أكثر من 80 كتاباً استلمتها المكتبة هدية قريباً من وزارة الثقافة صدرت أثناء فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة العربية وللتذكير فإن الزميل الإعلامي نبيل مطبق استقدم عدداً كبيراً من مختلف العناوين كتباً أهداها وزير الثقافة ووزعت بالوادي للأدباء وعدد من الإعلاميين بواسطة الزميل نبيل ومن بينها الكتب التي سلمت لمكتبة باكثير وبعد أن حصلت على مبتغاي من جزء الإكليل للهمداني كمرجع لمادة أعدها عن مدينة تلقم الواقعة بالقرب من ريدة في عمران استأدنت الموجودين من القراء ووضعت عليهم الاسئلة الآتية : ماذا تقرأ وهل تتردد كثيراً وأي المجالات التي تقرأ كتبها باستمرار؟ برأيك هل سيستغني الإنسان عن الكتب في هذا العصر؟ ما ترغب قراءته من كتب ولكنه لا يتواجد في هذه المكتبة؟ .. وأسئلة أخرى بدأت بماذا ولماذا؟ وجاءت الإجابات كالآتي.

ماجد علي بلفاس (موزع بشركة أدوية) :أتردد على المكتبة عندما يكون لدي فراغ واستغلاله بالفائدة من خلال القراءة وأحب الاطلاع على مختلف الكتب، يعني ليس تخصصاً محدداً بل في كل المجالات للحصول على المزيد من المعرفة وبرأيي أن الكتاب يأتي في المقام الأول من بين وسائل المعرفة الثانية كالانترنت أو الفضائيات أو الاذاعة، لأن الكتاب شامل وتفصيلي ومعلوماته ذات فائدة أكبر لهذا تلاحظ المحبين للاطلاع يأتون إلى المكتبة العامة إما بهدف الحصول على المعلومات المفيدة كالطلبة والباحثين، لإنهم إذا أرادوا شراء كتاب فإنهم يصطدمون بالسعر لذا يتجهون للمكتبة العامة وأود أن أضع ملاحظة وهي فرصة أن أقولها وهو أن تراعي الجهات الخاصة ببيع الكتب في المكتبات الخاصة تسعيرة الكتاب مقارنة بالدخل وتشجيعاً للقراءة أما عن الكتب التي أتمنى قراءتها هنا بالمكتبة ولم أجدها فهي الكتب التاريخية وخصوصاً تأريخ المنطقة، فمثلاً الجيل الحالي لا يعرف كثيراً من المعلومات التأريخية عن حضرموت أو الوادي أو الحضارات اليمنية قديماً، فلا توجد كتب من هذا النوع.

سالم مبارك برك بلال (عمل خاص): أتردد على هذه المكتبة بشكل يومي لاطلع على المفيد وأقرأ في عدة مجالات، فالإنسان بحاجة دائماً للمعرفة إلا أنني أعطي أكثر اهتمامي لقراءة الكتب الدينية وتاريخ الإسلام وقصصه وسيره وكل ما يتعلق بالعلوم الدينية وأحب أن أعرف عن تاريخ بلادي بشكل عام وحضرموت بشكل خاص، وللأسف لا أجد عناوين لكتب بالمكتبة هنا في هذا الاتجاه، فمثلاً لا يتوفر كتاب عن تاريخ السلطنتين الكثيرية أو القعيطية وبشكل عام كتب التاريخ القديم للحضارات اليمنية التي قامت في أرجاء البلاد .. القضية الاساسية أن الكتاب في الاسواق الخاصة غالي لا يقدر مثلي على شرائه وكثيرون يرتادون المكتبة لهذا الغرض، فقد توفر بعض الشيء من الكتب التي تلبي حاجة القراء المرتادين والمطلوب تزويدها دائماً بالجديد وأشكركم على سؤالكم عن المقترحات واقول أنه كما تعرفون أن مكتبة الأديب باكثير العامة للقراءة والاطلاع يمكن تكون المكتبة الوحيدة بسيئون أو وادي حضرموت ككل، وفي تريم مكتبة مخطوطات للباحثين والدارسين، وهنا اقترح عبركم أن يتم تزويد هذه المكتبة بسيئون بمزيد من الكتب وكذا الصحف المحلية عموماً -رسمية وغير رسمية- والصحف الخارجية التي توزع في اليمن كي يقرأها الناس، لأن هذا معمول به في المكتبات العامة بكل الدول.

عبدالله عيضه بن حليمان الجابري، طالب جامعي: أتردد على المكتبة عند الفراغ لأتابع الجديد من الكتب أو لاستكمال قراءة كتاب، أما عن وضع الكتاب بشكل عام صحيح أن القراءة قلت في المجتمع ولكن يبقى الكتاب الطريقة والوسيلة المعرفية الاكثر أهمية وتفصيلية من الوسائل الاخرى واقترح أن يتم تزويد المكتبة بالكتب التاريخية بشكل أوسع وتوفير المجلات والصحف لمطالعتها.

ياسر مبارك دومان (عمل خاص) : أتردد بشكل يومي للاطلاع والفائدة وأقرأ بشكل أساسي الكتب الدينية وفي الجانب التاريخي، والذي أود أن يتم الإكثار منه بتوفير كتب عن تاريخ المنطقة تكون في متناول القارئ واعتقد أن الأعداد سوف تزيد لزيارة المكتبة باعتبارها عامة لأن الطالب أو المثقف والمواطن عموماً يرى سعر الكتاب لا يقارب دخله، فبعض الكتب إذا أراد أحد شراءها من المكتبات شوية تأخذ من ميزانيته أمام الاوضاع المعيشية المعروفة وفي مكتبة باكثير العامة هذه نحصل على قراءة ما نريد ونحب المزيد من تزويدها بالكتب والصحف أيضا.

بعدئذ سألنا أمين المكتبة العامة (مكتبة باكثير) الأخ مصطفى أحمد الجفري وجاءت ردوده على النحو التالي : متوسط عدد المرتادين للمطالعة في المكتبة 60- 65 شخصاً يومياً من مختلف الناس الموظفين، الطلبة، أصحاب الاعمال الحرة، المدرسين، أي تختلف الشرائح ويتفاوت الزمن الذي يمكثون فيه للقراءة، أغلب الكتب المطلوبة وعليه إقبال خصوصاً من الطلبة وآخرين هي الكتب العلمية وكذلك كثير يقرأون الكتب الادبية ونعمل على فترتين لاستقبال القراء في الصباح حتى الظهر وما بعد الظهر وبعض الاحيان يمتد الوقت الى المساء ومن حيث مستوى التردد فإن عددا كبيرا اصبح يتردد الى المكتبة بشكل يومي.

آخر صفحة
قبل أن نغادر مكتبة الاديب باكثير العامة المتواضعة بسيئون نضم دفتي الكتاب ونكتب صفحة جديدة بها بعض الملاحظات من واقع المشاهدة :

- قاعة المطالعة من حيث المساحة لا بأس بها ولكن لو كانت أكبر لاستوعبت أعداداً أكبر، يلاحظ نقص التهوية والضوء إذا لا توجد نوافذ ولكن باب واحد للدخول والخروج للقارئ وللتهوية والاضاءة الطبيعية الناقصة، مما قد تؤثر على راحة العينين عند طول أمد القراءة، إذ أن المستخدم في الاضاءة هي اللمبات الكهربائية العادية حتى في وقت النهار ومع ذلك برأيي غير كافية.

- زيادة أعداد الكتب وتزويدها بالاصدارات الجديدة كي تظل المكتبة ملاذاً لمحبي المطالعة الهاربين من أسعار الكتب في الاسواق الخاصة.

- توفير الصحف والمجلات المحلية والخارجية وبسطها للمطالعة وهو متبع في المكتبات العامة.

- التفكير في إيجاد نظام اعارة الكتاب وفقا للوائح أو وفقاً لضمانات كافية حتى يستطيع الباحث أو القارئ بهذه الطريقة من القراءة المتأنية واستخلاص المعلومات المبتغاة.

- فتح المزيد من المكتبات العامة بمديريات ووادي حضرموت لتشجيع القراءة، إذ لا يعقل أن تكون مدينة تاريخية فاض منها نور المعرفة كمدينة شبام لا يتوفر بها مكتبة عامة أو القطن، كما أن واحدة في سيئون وبهذه المساحة لا تكفي وآمل أن تلتقط هذه الملاحظات الهيئة العامة للكتاب والمؤسسات الثقافية الحكومية الاخرى، بل يقع أيضا على المجالس المحلية بالمديريات دعم هذه التوجيهات وبناء مكتبات عامة من الاستقطاعات التي يدفعها المواطن على الفواتير لنبني اسس ثقافة سليمة ونشر أكثر للمعرفة بعيداً عن سيطرة ثقافة (الرسوم والاستقطاعات على رأس المواطن).. وأخيراً يبقى الكتاب أصدق الاصدقاء وأقوى الاسلحة ضد التشويش الفكري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى