باتيس بأبين عروس الدلتا..هل تنتظر المستقبل الواعد؟مدرسة من القش وقتل الأفاعي قبل الطابور الصباحي

> «الأيام» أحمد يسلم صالح:

>
الوفد القطري في زيارة مشروع باتيس-رصد
الوفد القطري في زيارة مشروع باتيس-رصد
هذه المرة نصطحبكم قـُراءنا الأعزاء إلى أرض حباها الله بالماء والخضرة والوجه الحسن، حيث تنتشر مزارع فاكهة الموز والمانجو وأشجار الليمون وأحسن ما تجود به أراضي الدلتا من خير وفير على أصحابها.

باتيس .. عروس الدلتا وتاجها المرصع بعقود من كنوز منتظرة، وأخرى في طريقها إلى الاستثمار والازدهار.

لمحة عن باتيس
لا يعرف على وجه الدقة لمَ سميت باتيس بهذا الاسم؟ وكل ما يعرفه الأهالي عنها ارتباط اسمها بمشاريع من العيار الثقيل، ففي مطلع الثمانينات أنشئ بمساعدة سوفيتية أكبر وأعظم سد تحويلي حينها في جنوب الوطن .. إنه سد باتيس. واليوم تشهد باتيس الخطوات الإجرائية الأولى لإنشاء أكبر مصنع إسمنت في البلاد والشركة المنفذة شركة إسمنت باتيس، التي تخطط لاستكمال إقامة المصنع وبدء الإنتاج مع مطلع 2007م.

أكثر من هذا أن باتيس أصبحت نقطة انطلاق لواحد من أهم مشاريع الطرق الرئيسية في محافظة أبين، والذي سيربطها بمحافظتي لحج والبيضاء، وقد بدأ العمل به، لكنه يسير ببطء السلحفاة غير أن بارقة أمل ينتظرها الناس لرفع وتيرة العمل وسرعة انجازه لاحت هنا على اثر تكفل دولة قطر الشقيقة بإدراج مشروع طريق باتيس ـ رصد ـ معربان، ضمن المنحة القطرية المقدمة لبلادنا بقيمة 90 مليون دولار.

ومن كل ما قلناه سلفاً عن ارتباط باتيس بكل هذه المشاريع الكبيرة كان رنين اسمها يتردد، إلا أن شهرة باتيس تبقى في كونها أخصب أراضي دلتا أبين زراعة وانتاجاً لفواكه الموز والباباي والمانجو والحمضيات، إضافة إلى القطن والسمسم والحبوب والفول السوداني.

جانب من الطلبة في احد الفصول
جانب من الطلبة في احد الفصول
ولتسليط حزمة أكبر من الضوء التقينا أولاً:

فهيم بالليل الرهوي، عضو محلي مديرية خنفر باتيس وأحد وجهائها، فقال لنا: «أتمنى أن تحظى باتيس بقدر من الاهتمام بحسب ما هو منتظر لها أن تكون من حيث مكانتها الزراعية وجودة تربتها وبالتالي ثمارها. أما من الناحية الاقتصادية فسيكون لباتيس وجود اقتصادي مهم في حياة البلاد بإقامة مصنع الإسمنت كأحد أهم المصانع باليمن، أضف إلى ذلك مشروع طريق باتيس - رصد الذي سيعيد لباتيس مكانتها باعتبارها كانت تمثل في زمن قوافل الجمال نقطة انطلاق إلى مناطق عدة منها ردفان ويافع وحتى بيحان.

وعلى العموم مازلنا ننتظر تنفيذ هذه المشاريع الكبيرة بفارغ الصبر، وأنوه بأنه وعلى بعد 10 كم من باتيس يوجد حمام كبث السياحي، الذي يحتوي على مياه كبريتية معدنية صحية، وبوصول طريق الإسفلت إليه اصبح منتجعا ترتاده اليوم العديد من الأسر والمواطنين والسواح، كونه أقرب حمام مياه معدنية لمحافظات عدن، لحج وأبين». وعن مستوى الخدمات الاخرى لباتيس، أشار إلى أن «المنطقة حالياً تشهد توسعاً باتجاهات باتيس المطلة على الوادي واللكيدة وكبث والحبيل، وهي بحاجة إلى التوسع في إدخال المياه والكهرباء والهاتف، وحالياً لدينا مشروع مياه أهلي يكلف الكثير، ومع ذلك يدفع كل مشترك 500 ريال فقط.

وفي جانب التعليم ما تزال باتيس بحاجة إلى بناء مدرسة ثانوية ومدرسة متكاملة في اللكيدة. وحالياً يدرس طلاب الثانوية في مدينة الحصن وطلاب مدرسة اللكيدة في فصول من القش، وأحياناً في الصحراء (مدرسة على الهواء) مع أن الدولة توسعت كثيرا في بناء المدارس والفصول الدراسية، لكن يبدو أن حظ باتيس ما يزال تعساً، بل ومديرية خنفر بشكل عام ورغم كل ما طرحناه لكن هناك وعوداً في استيعاب متطلبات باتيس من المدارس والفصول في البرنامج الاستثماري لعام 2006م .. وإننا لمنتظرون».

وإلى أحضان سد باتيس الشهير وعلى بعد بضعة أمتار منه، شددنا الرحال، وكان مثار استغرابنا وضعية الطلاب وهم يدرسون في فصول من القش أو على الهواء وتحت الشجر، بل إن مدير المدرسة محمد صالح الرهوي، الذي رحب بنا، أثار فينا الهلع والخوف عندما أشار إلى أنه وقبيل بدء اليوم الدراسي يجرى مسح روتيني للعشش الدراسية، كونها ملاذا ومرتعاً للأفاعي، بحكم أنها ترتوي من مياه الغيل في السد ثم تعود إلى جحورها.

وعندما سألناه كم مرات حصل أن وجدتم أفاعي؟

- ضحك وقال: «عدة مرات، وأضيف أنه تم قتل أحد الافاعي بوجود الوفد الألماني، الذي وعد ببناء المدرسة ضمن المشروع الالماني اليمني. عموماً أشكركم لزيارتنا، وعبر «الأيام» أوجه استغاثتنا بضرورة استكمال مدرسة الشهيد غالب ناصر الرهوي (اللكيدة) في أسرع وقت حتى نضمن دراسة مستقرة لطلابنا.

مدرسة من القش وقتل الأفاعي قبل الطابور الصباحي
مدرسة من القش وقتل الأفاعي قبل الطابور الصباحي
مكونات المدرسة
تتكون المدرسة من 9 فصول دراسية، 3 فصول مبنية بالحجر تم تشييدها في 97/98م من قبل مشروع الأشغال العامة، و6 فصول كما تلاحظون من القش (والصورة خير دليل).

عدد الطلاب 389 طالباً وطالبة، 211 من الذكور و187 من الإناث وتضم المدرسة إدارة ومعلمين قوامهم 38 معلماً ومعلمة.

مدرسة اللكيدة لا تبعد عن باتيس سوى كيلومترين فقط ويدرس فيها طلاب من قرى أخرى هي امجبلة وحبيل هرب وحبيل برق وكبث والهجيرة والاخيرة يأتي الطلاب منها من بعد 12 كيلومترا.

خلال العامين الماضيين نزل إلينا ممثلو المشروع اليمني- الالماني ووعدونا بتنفيذ بقية الفصول الدراسية، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، كما أن المشروع الالماني ليس الوحيد الذي ينفذ مدارس وفصولاً دراسية، فهناك الصندوق الاجتماعي للتنمية والأشغال العامة وكذا فصول تمولها الحكومة.كان لا بد أن نختتم حديثنا هذا بأن نحمل أوراقنا لنقل ما فيها إلى مدير تربية خنفر الأخ ناصر صالح الحوفلي، الذي افاد بأنهم على الدوام لم يغفلوا ضرورة بناء مدرسة ثانوية ومدرسة متكاملة في اللكيدة باتيس، وهذه من الأولويات المطروحة على المجلس المحلي بالمديرية وكذا مشاريع المنظمات والصناديق الداعمة.

وقال «قضية التوسع في بناء المدارس والفصول الدراسية في مديرية خنفر ليست في باتيس وحدها، كما أن تنفيذ مشاريع المدارس في خنفر لم يكن كافياً وملبياً لمتطلبات الحد الادنى، فما زالت الصفوف في مدارس خنفر عند أعلى مستويات الكثافة الطلابية تصل إلى 80 طالباً، وأكثر من 86 طالباً في مدارس جعار، وهذه القضية لم نكن حيالها مكتوفي الايدي، ونشعر أن عدم وضع معالجات سريعة في الحد من الكثافة الطلابية سيضاعف من حجم المشكلة، نظراً لأن مديرية خنفر هي أكبر مديريات المحافظة وتشهد توسعاً سكانياً لعدة عوامل منها الهجرة من الريف بفعل الجفاف، الذي أصاب بعض المناطق والمديريات، إضافة إلى حركة العمران والتوسع في مدنها وقراها. وعموماً أشكر «الأيام» على طرحها وتناولها لهذا الموضوع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى