الشيخ حمود الذارحي رئيس هيئة الدفاع عن الشيخ المؤيد لـ «الخليج» :لا بد أن تستعيد الأمة العربية والإسلامية مشروعها الحضاري

> «الأيام» عن «الخليج» :

> نشرت صحيفة «الخليج» الاماراتية أمس حوارا مع الشيخ حمود الذارحي، رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن الشيخ محمد المؤيد أجراه الزميل صادق ناشر فيما يلي نصه : الرئيس صالح متفائل بحل القضية سياسياً,كيف تعاملتم مع الحكمين الصادرين ضد الشيخ محمد المؤيد ومرافقه محمد زايد؟

قضية الشيخ المؤيد والشيخ محمد زايد هي قضية الأمة بأكملها، لأن الحكم الظالم والجائر الذي صدر لا يخص الشيخ المؤيد، بل هو رسالة للعالم الإسلامي بأكمله، لأن التهم ضده هي دعم فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أما تهمة دعم تنظيم القاعدة فقد بُرئ منها من خلال هيئة المحلفين.

وبقيت مسألة دعم حماس ومحاولة إلصاق تهمة دعم تنظيم القاعدة وهو كلام ممطوط من التهمة الأساسية لا أساس لها من الصحة، ودعم حماس ليس جريمة في اليمن ولا في القانون اليمني، فالجرأة من الإدارة الأمريكية والقضاء الأمريكي هي استخفاف بالشعب اليمني والشعب العربي، وكذلك بالأمة الإسلامية كلها.

وفي تصوري أن الولايات المتحدة فقدت صوابها إلى أبعد حد وراحت تتآمر ضد نفسها وإلا لم يكن بإمكانها أن تتجرأ على إصدار مثل هذا الحكم، وهي تعلم أن الشيخ المؤيد ليست له علاقة بتنظيم القاعدة والتهمة التي استدرج الشيخ المؤيد من أجلها هي دعم تنظيم القاعدة، فطالما برئ من هذه التهمة، فكل شيء يهون، إلا أنها تتجرأ بسجنه 75 عاماً والرجل عمره 57 عاماً فإذن حكمت عليه بالإعدام.

وعندما يقول ساسة الولايات المتحدة إنهم يريدون إزالة الكراهية، إلا أن هذا الحكم يسير في اتجاه مضاد وهو يعمق الكراهية ضد الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي.

اصطفاف وطني
لوحظ فتور في موقف حزب الإصلاح من قضية الشيخ المؤيد بعد صدور الحكم، ما السبب في رأيكم؟

- لا يوجد فتور، لكن حزب الإصلاح أراد ألا ينفرد في الدفاع عن الشيخ المؤيد، كونه مواطناً يمنياً، وأرجع مسؤولية الإفراج عنه ومتابعة قضيته إلى حكومته وإلى الأخ الرئيس، فحزب الإصلاح يريد أن تسير الأمور في هذا السياق، ولهذا تم تشكيل لجنة وطنية وهي تقوم بأنشطتها باصطفاف وطني وليست خاصة بالإصلاح، وتعقد اجتماعاتها بتمثيل وطني واسع وتكتب رسائل للداخل والخارج، لكن ما أعاق عملها هو عدم حصولها على حيثيات الحكم الصادر ضد الشيخ المؤيد ومرافقه محمد زايد.

لكن للأسف الشديد فإن المحكمة الأمريكية لم تقم حتى اليوم بتسليمنا حيثيات الحكمين، بل أرسلت ثماني صفحات فيها معلومات بسيطة لا تحمل حيثيات الحكمين، حتى نتمكن من نقدها عبر ندوة حقوقية، وحتى نناشد ضمير العالم لما تحمله هذه الحيثيات من هراء، لكننا رأينا أن رسائل المناشدة تسير في الطريق نفسه، وعندما نستلم الحكم يكون لنا شأن آخر.

التضامن مع الشيخ المؤيد ومرافقه محمد زايد ظل هو التضامن والسخط الشعبي العارم هو الذي ساد المجتمع كله عقب صدور الحكم، والذي طمأن الجميع هو أن الرئيس وعد أنه سيحل المشكلة سياسياً، وهذا أعطى نوعاً من الاطمئنان، وإلا فإن المجتمع اليمني على استعداد لمسيرة مليونية فلن يهدأ لليمنيين بال وكرامتهم مهدورة.

هل لديكم أمل في أن يحل الرئيس القضية سياسياً أثناء زيارته للولايات المتحدة؟

- هذا أملنا، والرئيس قد وعد بهذا وهو يرتب لذلك، ومادامت الشراكة حاصلة في مجال مكافحة الإرهاب، ومادام اليمن قدم تسهيلات لأمريكا، فلماذا لا يبيض المسؤولون الأمريكيون وجه الرئيس ويزيلون عنه الحرج أمام الشعب اليمني وإطلاق سراح الشخصين.

لكنك تعلم أن القضاء في أمريكا وغيرها من دول العالم الغربي ليس بيد الرؤساء، فهل يستطيع بوش تجاوز القضاء؟

- يستطيعون ذلك ولهم سابقة في ذلك عندما حكموا على موسى أبو مرزوق بالسجن المؤبد، ثم تدخل المحامي ستالي كوهين واستطاع حل المشكلة في ساعتين في قضية كانت تحتمل سنتين، تمت صفقة لا ندري ما هي وأفرج عن الرجل، بمعنى آخر أن المسألة بعد صدور الحكم تخضع لتفاهمات ومصالح.

كيف يتواصل الشيخ المؤيد ومحمد زايد مع أسرتيهما؟

- للأسف الشديد من بعد صدور الحكم على الشيخ المؤيد ومحمد زايد لم يستطع الشيخ المؤيد الاتصال بعائلته ولا محمد زايد كذلك، اتصلنا بالخارجية التي اتصلت بالسفارة، وهناك تواصل مع الجانب الأمريكي حتى يتصلوا بعائلتهم، المحامي ستالي كوهين جاء ليترافع في الاستئناف، وقد ذكر لبعض الصحف أن هذا الحكم لا يحمل مثقال ذرة من العدالة، وقال إن العدالة الأمريكية اليوم عبارة عن قصص تحكى للأطفال.

نحن نأمل خيراً في أن الاستئناف يأخذ دوره، لكن الخط الأكبر والتأثير الأكبر هو للخط السياسي، وهذا ما نأمله في زيارة الأخ الرئيس المقبلة إن شاء الله للولايات المتحدة الأمريكية.

الموقف الألماني كيف تفسرون الموقف الألماني من قضية الشيخ المؤيد؟

- الموقف الألماني خاضع للهيمنة الأمريكية، لم تراع الحكومة الألمانية الحقوق المماثلة مع اليمن التي آوت العديد من الجنود الألمان أيام الحرب العالمية الثانية بعد أن كان الحلفاء يطالبون بهم، لكن اليمن رفض حينها رغم الضغوط التي مورست عليه، وبقوا في اليمن إلى أن استقرت الأوضاع بعد الحرب وسلموا إلى بلادهم.

كنا نريد من الألمان أن يعاملونا بالمثل، لكنه اتضح أن القضاء والأمن الألمانيين شأنهما شأن دول الاتحاد الأوروبي خاضعين للهيمنة الأمريكية والصهيونية عكس الشعوب الأوروبية التي ترى أن "إسرائيل" أكبر خطر على السلام في العالم.

ألا تجد رابطاً ما بين أحداث سبتمبر وسياسة الولايات المتحدة التي يخول لها القبض على من تريد؟

- تصرفات أمريكا بعد أحداث سبتمبر خرجت عن المألوف، فهي أرادت أن تنتقم بالحق والباطل وتستعرض عضلاتها وكبرياءها وقوتها، ونسي قادتها أن الله الذي خلقها أكبر منها.

الإرهاب والإسلام
الإرهاب عنوان كبير يحارب باسمه الإسلام والمسلمون، فكيف تفسر موقف الولايات المتحدة من بعض الأنظمة العربية في ما يتعلق بدعم ما تسميها واشنطن منظمات إرهابية؟

- الإرهاب كلمة مطاطة، وترفض الولايات المتحدة الخضوع لتعريفه، على الرغم من أن العالم كله يطالب بتعريف الإرهاب ، لكنها تفسره بطريقتها، لذلك فإن الأنظمة المخذولة تخضع للهيمنة الأمريكية، لكن الشعوب التي لديها كبرياء لا تخضع، وإلا فإن الأنظمة العربية تستطيع أن تتعامل مع الولايات المتحدة بطريقة مختلفة، إذ إن مصالحها معها كثيرة، لكن هذه الأنظمة عبارة عن غثاء كغثاء السيل.

بإمكان 54 دولة إسلامية منضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي وما يقرب من مائة دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخاذ موقف موحد للمطالبة بضرورة تعريف الإرهاب ولكان للأمر أثر، لكن "لا يلام الذئب في عدوانه إن كان الراعي عدو الغنم".

أتريد القول إن العرب أكثر تساهلاً مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بملاحقة مواطنيها بتهمة الإرهاب؟

- هذا ما يحصل، فللأسف ليس لدينا كما لدى الغرب غيرة على شيء، انظر مثلاً إلى الموقف الإيطالي عندما أقدمت أمريكا على خطف إمام جامع مصري من على أراضيها فقد ثارت ثائرتها، وهي الحليفة للولايات المتحدة في حربها ضد العراق، وطالبت بمحاكمة جنود المارينز الذين اختطفوا الإمام واعتبروا ذلك إذلالاً للسيادة الإيطالية.

ماذا بيد الأنظمة العربية لتعمله برأيكم لمواجهة الولايات المتحدة؟

- بيدها كل شيء، على الأقل تشعر أن لها وجوداً وتتأكد أن كل مصالح أمريكا تضخ من الأراضي العربية، مع ذلك فالأمة تمر اليوم بفترة حرجة، والشعوب العربية ترصد، والأنظمة صارت أمام خيارين إما أن تتصالح مع شعوبها وإلا تجاوزتها شعوبها.

وعسى أن تكون صحوة الأمة قريبة ولله سنن لا بد أن تكتمل، وفي تصوري أن الأمور في طريقها إلى الانفراج والأحداث ستأتي تباعاً إن شاء الله.

الأمة العربية والإسلامية تخلت للأسف عن المشروع الحضاري الذي تلقفه الغرب في غفلة عن المسلمين، ولهذا لابد للأمة من ضربات تلملمها وتعيدها إلى الصواب وتستعيد مشروعها الحضاري وتتأهل لتكون رحمة للعالمين، لابد لنا من هزات تعيد لنا كرامتنا المهدورة إن شاء الله.

اليمن وأمريكا
كيف ترى الموقف اليمني من الطلبات الأمريكية في ما يخص إلقاء القبض على مواطنين أو تقديم تعاون أمني أو تقديم تسهيلات في مجال مكافحة الإرهاب؟

- عندما تنظر إلى الواقع في هذا الموضوع تجد أننا أفضل من غيرنا، صحيح أن اليمن قدم نوعاً من التسهيلات وأهمها التسهيل للطائرة الأمريكية لضرب أحد المواطنين المطلوبين للولايات المتحدة قبل ثلاثة أعوام تقريباً، إلا أنك ستجد أن اليمن يسير بنوع من التوازن، إذ لا توجد تسهيلات مخلة أو تفريط في السيادة.

لا توجد قواعد عسكرية، هناك نوع من المداراة، والأمريكيون يعرفون أننا نلعب معهم، ونحن نعلم أنهم يقومون بابتزازنا، ولهذا فأمام الانبطاح العالمي والعربي في المقدمة عندما تقارن موقف اليمن تجد أنها أهون هذه الشرور، وتصريحات الرئيس الفطرية التي لم تعجب لا أمريكا ولا "إسرائيل" في القضايا العربية والإسلامية جعلته مغضوباً عليه عند الأمريكيين، وهم يشعرون أن الفطرية والقبلية نوع من الشهامة اليمنية لا يمكن أن تخضع مثلما خضعت دول أخرى، لكنهم يتعاملون بنوع من التوازن.

تطرف واعتدال
الغرب يقسم المسلمين إلى معتدلين ومتطرفين، هل هذا التقسيم موجود على الساحة الإسلامية؟

- التطرف نبتة موجودة في كل أمة، وهو موجود في التاريخ الإسلامي من خلال الخوارج، الذين قتلوا حتى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفعلوا أشياء كثيرة لكن عندما خضعوا لحوار في أيام عمر بن عبدالعزيز الذي جاء لهم بالحوار وليس بالسيف هدأت الأمور قليلاً.

الأمة أيضاً فيها مثل هذا النوع، لكنني أقول إن الذي شجع هذا النوع من التطرف هو التصرفات الحمقاء من الآخرين، يعني الانحياز الأمريكي والغرب لـ "إسرائيل" بالحق والباطل في قضية واضحة وضوح الشمس هو الذي يشجع على بروز مثل هذا التطرف.

الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه ومن حقه شرعاً وقانوناً بموجب القوانين الدولية تسميه أمريكا والغرب إرهابياً، أما "الإسرائيلي" المغتصب للأرض فتعتبره ضحية، الأمور مقلوبة إذن، وهذه توجد نوعاً من التضرر إلى أبعد الحدود.

الوضع في العراق
هل أنتم اليوم ضد ما يحدث اليوم في العراق؟

- نعم، نحن ضد التدمير الذي يحدث ضد العراقيين واحتلال أراضيهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى