نار الأسعار أفسدت الخضار وأحرقت المواطن الغلبان

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
بائع الخضروات
بائع الخضروات
أمام مفرش الخضار وقفت عجوز في السبعين تمد يدها تتحسس الخضار تنتقي البعض منها وعندما سألت صاحب البسطة (المفرش) عن سعار الكيلو الطماطم صرخت العجوز: نار. بادرتها بالسؤال مُعرّفة عن نفسي، فقالت العجوز وهي تشير إلى صاحب المفرش هؤلاء لا يعرفون الرحمة أحرقونا بنار الأسعار ولكن أيش أقول. ذهبت العجوز وهي تـُحدث نفسها بصوت عالٍ: 200 ريال! هذا والله (جُنان)، حسبي الله ونعم الوكيل.

د. سالم صالح العمري، طبيب باطني، يقول: ارتفاع الأسعار سببه غياب رقابة المؤسسات المعنية بذلك، خاصة في شهر رمضان الذي من المفترض تواجدها فيه للحد من هذا الارتفاع العشوائي والمستمر للأسعار. ويصف الدكتورالعمري الأسعار بقوله: ذي والله نار جهنم .

الأخ عمر عبدالله علمي، مسؤول التوثيق بالأراضي، يقول عن ارتفاع الأسعار: والله الأسعار نار وخاصة الخضار، فكل يوم تتزايد أسعارها بكافة أنواعها، وهذا الارتفاع لم يطل الخضار والفواكه فقط بل تعداها ليشمل الأسماك حيت وصل الكيلو الثمد إلى 600 ريال والديرك 1200 ريال، وهذا يصعب على المواطن أن يشتري احتياجاته .. الأسعار ارتفعت والزيادة التي وعدتنا بها الحكومة ليس لها وجود .

الأخت مها عمر، خبيرة اجتماعية بمحكمة الأحداث -عدن، تقول: ارتفاع الأسعار جنون ولا وجود للرقابة على الأسعار ولا ضوابط،فبين الحين والآخر ترتفع الأسعار. وتتساءل: أمعقول أن يصل سعر الكيلو الطماطم إلى200 ريال؟ وهل نتوقع أن يرتفع إلى أكثر من ذلك؟ وتضيف قائله: الزيادة مجرد وعود والناس لم تستلم الزيادة حتى يومنا هذا .. نسمع الزيادة ولكن لا نراها، التجار الكبار والصغار رفعوا الأسعار، وليس هناك استجابة من المسؤولين لشكوى المواطن، بصراحة جعلوا الناس في عوز دائم وكل الناس ساخطة على الوضع. وتضيف: الارتفاع طال حتى الفواكه حيت وصل سعر الكيلو العاط إلى 200 ريال والتفاح 400 ريال وكل شئ غال ما عدا حبيب الشعب الموز (100 ريال للكيلو). أقول للحكومة الله الله بالمواطن بحق هذا الشهر الكريم عشان ربنا يرضي علينا وعليكم.

أم محمد تصرخ بصراحة الأسعار غالية، الواحد ما معوش من فين يأكل، شوفي الربطة البصل الأخضر وصل سعرها إلى 20 ريالا وعاده الربطة صغيرة أو يبيعوا لك الربطتين حق عشرة ريال بـ 30 ريالا، نتمنى من الحكومة أن تعمل على الحد من ارتفاع الأسعار فلم يبق سوى أن (نشحت) خاصة من لديها الكثير من الأطفال.

الأخ عبده قائد، متقاعد يقف في منتصف الطريق ويصرخ بأعلى صوته: معقول سعر الكيلو الطماطم 200 ريال والكزبرة الربطة الصغير 20 ريالا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا ناس الغلا فاحش ولا يطاق ولا تتحمله رواتب المتقاعدين الذين ليس لهم أي دخل آخر، خاصة وأن رواتب المتقاعدين لم تطلها الزيادة والظاهر أن هذه الزيادة مجرد إشاعات .

أم محمد علي تقول : أيش نقول، خلاص تعودنا كل ما تجيء جرعة ترتفع الأسعار لمن نشتكي والشكوى لغير الله مذلة ونطلب الرحمة من كبارنا.

الأخ جمال بن حريز يقول: الأسعار من قبل رمضان مرتفعة، والارتفاع الذي رافق هذا الشهر يعود لعدة أسباب منها ارتفاع العملة وزيادة الأجور التي وعدت بها الدولة، ولكن حتى الآن لم يرها المواطن، وعلى رأي المثل نسمع جعجعة ولا نرى طحناً. الناس متخوفة من الأسعار وزيادتها.

المواطن أبو عبد الرحمن حسن، ارتفاع الأسعار بشكل عام أصبح عادة خاصة في رمضان، حيث ترتفع أسعار الخضار خاصة الطماطم بشكل ملفت للنظر فلا تحديد للأسعار بحيث يتعامل معها المواطن. وعن سبب الغلاء يقول: هي حركة السوق يوم طالع ويوم نازل إضافة لعدم وجود رقابة أو جهة مسؤولة لوضع سعر ثابت كما يحصل في الدول الأخرى حيث السعر محدد على كل صنف .. نأمل أن تنخفض الأسعار .

المواطن علي العسلي يتساءل: أين دور وزارة الزراعة ومكتبها في عدن؟ لماذا هذا الارتفاع المجنون في الأسعار والرواتب كما هي؟ الخضرة البسيطة أسعارها مرتفعة فما بالكم يا حكومة بأسعار الصيد والفواكه التي فاقت حدها ويصرخ أين أنت يا حكومة؟ كفاية لعب بالورق لا تظلموا هذا المواطن الغلبان، وانتم خضرواتكم ولحومكم وفواكهكم توصل إلى البيت بالدولار، فاعتبروا يا أولو الألباب.

محل لبيع الفواكة والخضروات
محل لبيع الفواكة والخضروات
أم نسرين تقول: يا ابنتي أيش بتكتبوا ومن يسمع؟ ترتفع الأسعار ونحن نشتري ما فيش احد ينصفك من هؤلأء التجار أو الباعة، الخضرة سعرها في السماء والفواكه ويا ريت بها طعم ، كفاية نحن نموت ببطء ولا حد سائل علينا، لم يبق من الخضرة شيء لا عرف ولا طعم مجرد شكل.

ماذا يقول أصحاب مفارش الخضار في سوق الزعفران؟
صاحب مفرش من إب يقول: هذه أسعار السوق وليست أسعارنا فكل يوم الأسعار طالع نازل في سوق الجملة بالمنصورة، ونحن نبيع حسب هذا السعر إذا كان غاليا نبيع غاليا وإذا رخيص نبيع رخيصاً.

نجم الدين الصالحي يقول : كل شيء له أساس من حيث الوارد والبضاعة والحجم فليس كل بضاعة متساوية، نحن نأخذ الخضار من سوق الجملة بالمنصورة والأسعار ليست ثابتة وسعر السوق لا فصال فيها عجبك خذ ما عجبك هناك غيرك، ونحن على قدر الشراء نبيع .. سألته كيف؟ عندما نشتري بـ 4000 ألف ريال نبيع نحن 130 ريال، وعلينا مصاريف حق الدلالة في السوق المركزي وحق أجرة السيارة 1400 ريال والحماله تكلفنا من 200 إلى 500 ريال .

عبدالكريم عبدالله بائع فواكه متجول يقول عن سبب ارتفاع أسعار الفواكه: لا توجد أسعار ثابتة في سوق الجملة، وكله يعود للتاجر، فكل يوم له سعر ولا ندري ما السبب . سالت هذا البائع عن نوعية البضاعة فقال: تختلف البضاعة فمنها المحلي ومنها الخارجي، فمثل سلة البرتقال الخارجي 3800 ريال أو 3500 ريال والتفاح اليمني السلة 2200 ، وليس هناك وزن للبضاعة وإنما بالسلة، وتختلف قيمتها يوماً عن يوم، كما أننا نواجه الكثير من المصاعب حيث نجد نصف السلة فاسداً إضافة إلى حق أجرة السيارة والحمالة والاكياس العلاقي، ماذا نعمل؟ سنصبر فليس بأيدينا شيء فكل شيء تعب حتى البلدية تتعبنا وتصل غرامتها إلى 2000 ريال، ومرات يأخذون البضاعة ولا يرجعونها لنا . ويضيف عندما تغلى الفواكه تسبب لنا خسارة حيت تتلف علينا ونتحمل وحدنا الخسارة، وأنا عندي عشرة أطفال وليس لي مصدر دخل سوى هذا العربة .

رحلت الى سوق الجملة بمديرية المنصورة .. هذا السوق الذي اشتكى منه جميع أصحاب المفارش، والتقيت هناك أولاً:

صلاح الخليدي من سوق الجملة (قسم الحبحب والشمام )، الذي يقول: تحكم الأسعار السوق ونحن بحسب ما نشتري من التاجر صاحب البضاعة نبيع، ولا نتحكم بالسعر ولكن أصحاب الأرض والمنتج هم الذين يطرحون سعرهم ونحن نشتر ي هذا المنتج من محافظة تعز المقبنة مديرية البرح، ويقول إن أفضل المواسم هو موسم أحور- أبين.

ونحن نشتري السيارة بـ 70 ألف ريال ونبيع الكيلو 60 ريالا ولكن يأتي يوم نلاقي سعر السيارة 80 ألف فنضيف نحن 5 ريالات ونبيع 65 ريالا، ويوماً نجدها بـ 40 ألفا وهكذا كل يوم سعر.

ولا يختلف الكلام فالكل أجمع على عدم وجود الرقابة على الاسعار فهذا ما يؤكده أحمد محمد، تاجر بصل بسوق الجملة، فيقول نحن نشتري بالغالي، والمنتج من مديرية أحور نشتري السيارة بـ 70 ألفا ويصل سعر الكيلو إلى 120 ريالا، ويقول إن سبب ارتفاع الأسعار حالياً يعود إلى وجود موسم واحد في اليمن وهو موسم بيحان وهذه أول مرة يحصل ويصادف الشهر الكريم.

ويقو أحد التجار ويدعى محمد الفلاحي عن سبب ارتفاع سعر الطماطم: يعود إلى المطر والثلج الذي نزل في بعض المناطق. والطماطم له أربعة مواسم وهذا الموسم موسم صنعاء، وعادة مواسم الطمام من صنعاء وذمار وصعدة إضافة إلى البيضاء ،والآن بدأ يقل سعره فلا يوجد سعر ثابت.

وعن البطاط يحكي الزيادي ويقول: للبطاط موسمان، وسبب ارتفاع سعره هو قلة الإنتاج نتيجة لشحة الامطار، ونحن نبيع السلة ما بين 1200 و 1300 حسب السوق، ونبيع بالسلة أو الجونية وليس له وزن ثابت أو سعر ثابت.. والسلة تطلع للمفرش في سوق التفاريق 2000 ريال.

عبدالسلام فرحان مدير السوق المركزي والمسؤول عن السوق يقول: نحن لا نعطى صلاحية في تحديد السعر، وكله يعود إلى التاجر وصاحب البضاعة، وعن دورالسوق يقول: دورنا تنظيم السوق أي جوانب إدارية وإشرافية على نظافة ونظام السوق، وقضية السعر هي تعامل بين البائع والمشتري. وعن الرسوم في هذا السوق يقول: الرسوم بسيطة وتصل على السيارة ما بين 250 و 400 ريال وهي رسوم السيارات بمختلف أحجامها.

وعن سبب ارتفاع الأسعار يقول: يعود ذلك إلى قضية العرض والطلب إضافة إلى المعاينة بين الفصلين حيث يقل الإنتاج ولكن عندما يأتي موسم لحج وأبين يكثر الإنتاج ويقل السعر .

هذا كل ما نقلناه لكم من أقوال وحكايات .. وبعد انتهاء التحقيق هل لنا أن نسأل أين ذهبت أراضي الدولة الزراعية؟ في اعتقادي هذا سؤال شرعي فهل لنا الحق أن ننتظر الإجابة عليه؟ أم نحترق بنار الأسعار ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى