الحكم المحلي..الحلم !!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
نتفق مع كثير من الباحثين والدارسين اليمنيين والأجانب.. أن أنظمة الحكم المركزية الدكتاتورية في الوطن العربي ومن بينها اليمن.. بما تملكه من سمات تتعارض مع بروز مجتمع مدني. بل إن هذه الأنظمة أصبحت تجيد احتواء أية تنظيمات خارج المؤسسات الشكلية الحكومية.. وحتى إن وجدت هذه التنظيمات.. تصبح عاجزة عن العمل أو تمثيل مصالح الشعب.

وهكذا عندما يجري الحديث عن نظام لا مركزي في بلادنا.. والخطاب الإعلامي الكاذب دوماً عن المشاركة في صنع القرار.. فمنذ تأسيس و(انتخاب) المجالس المحلية أصبحت عاجزة تماماً فهي لا تملك المال.. كما لا تملك القرار.. وأصبحت مجرد ديكور للدعاية الخارجية بهدف العون المالي من المنظمات الدولية والإنسانية!!

وفي أقل من عام سيتم انتخاب مجالس محلية جديدة.. وحتى لو تم انتخاب مدراء المديريات والمحافظين، فالمركز على وعي تام بأن تكون هذه المجالس بلا موارد مالية حقة، كما هو عليه الحال.. كما أنها لن تكون لها صلاحيات في التوظيف فالمركز حريص على أن تبقى الوظيفة العامة بيده.. لاختيار وبشكل انتقائي ومصلحي وأمني من يتم توظيفه.

كما تمتد صلاحيات المركز بأن تكون المؤسسات العسكرية والأمنية والمعاهد التابعة لها تخص المركز.. بحيث لا يقبل في هذه المعاهد إلا أبناء القوى المنتفذة، كما يتم حالياً ويحرم على أبناء المحافظات الاخرى وبالأخص الجنوبية والشرقية دخول أبنائهم وحتى لو تصل درجات النجاح إلى أكثر من 95%.

ويحرص المركز على أن تتم المنح الدراسية للخارج وبالذات إلى الدول الغربية وأميركا لأبناء السلطة الحاكمة، وقد أكدت بعض الصحف المحلية ذلك حيث نشرت قوائم لمن يدرس في الجامعات الغربية.. وكنا قد نشرنا سابقاً ما قاله السكرتير الاسبق للسفارة اليابانية الذي أكد أنه طوال 13عاماً تقوم اليابان بمنح 20 منحة دراسية سنوياً لا يوجد أحد يرشح من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.

هكذا يفهمون الحكم المحلي أو كما يطلق عليها وزير الحكم المحلي، الذي يصدر (فرمانات) من منزله وبعيداً عن الوزارة بعدم الحديث عن الحكم المحلي وإنما «الإدارة المحلية» بهدف تقليص صلاحياتها.

وتجرى مشاورات ولقاءات وقد بدأت فعلاً في أوساط المثقفين وبعض أحزاب المعارضة بمقاطعة انتخابات المجلس المحلية القادمة في حالة أن تبقى كما هي حالياً بدون أموال فعلية وبدون أن تكون الوظيفة العامة من صلاحياتها.. وكذا بدون أن تملك القرار الفعلي في الحكم<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى