مواطنون: انتظرنا الزيادة..فجاءت في الأسعار

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
احد البائع في محل للملابس الجاهزة
احد البائع في محل للملابس الجاهزة
هل رمضان، وهلت معه الفرحة إلا ان غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار في المواد الغدائية وعدم استلام الموظفين للزيادة في مرتباتهم عكر صفوة المواطنين.. وجوه ترى فيها فرحة رمضان وحين تتأملها تدرك أن وراء هذه الفرحة يختبئ حزن عميق مرده الغلاء الذي ضرب المواطن وعصف بحياته جراء التلاعب بالأسعار دون حسيب أو رقيب.. «الأيام» تواصل استطلاع معاناة المواطن المعيشية في الشهر الكريم.

المواطن عبدالعزيز محمود يقول: «لدي أربعة أطفال وواجهت رمضان بصعوبة بالغة راتبي يصل 26 الف ونحن متوقعين ان هناك زيادة ولكننا لم نر أى شي من الزيادة ..والقضية تكمن في عدم وجود رقابة حكومية جادة اصبح هناك أشبه بتآمر على المواطن تاركين الامور على عواهنها وكأن المواطن ليس لديه اي دفاعات وكأن الحكومة تشن حربا أشبه ما تكون بحرب على (البطون) واصبح المواطن وحيدا بهذه المعركة وهي معركة (الحرب على البطون) ومن هنا كان من المفترض على الجهات الرسمية أن تتولى حماية المستهلك ، ونحن كما نرى أن الاسعار مفروضة فرضا على المواطن فلا يستطيع ان يغير فيها والمشكلة في اليمن ان المواد الغدائية وغيرها لا يتم تسعيرها حين ان العالم أجمع يكون لديها تسعيرة لكل المواد الغدائية حيث تجد سعر كل مادة عليها».

قريبا.. وجبة أسبوعية
بدوره المواطن سعيد محمد يقول: «تكاليف المعيشة ليست في رمضان فقط وانما على طول أشهر العام أصبحت مرتفعة جدا فمتطلبات الحياة وتكاليف أبسط الاحتياجات المعيشية باتت تفوق دخل الأسر بثلاثة اضعاف، ناهيك عن ان عوز الأسر لا يقتصر على تكاليف المواد الغذائية التي يتلاعب في رفع أسعارها الباعة دون حسيب أو رقيب بل يمتد الى عبء فواتير الخدمات».

ويضيف بمرارة: «بالنسبة لي لست سعيدا برمضان فكل الايام بالنسبة لي اصبحت رمضان ولست وحدي فقط وانما أسر كثيرة أصبحت شبه صائمة.. هناك أسر لا تأكل سوى وجبة واحدة فقبل عام كنا نأكل وجبتين والآن نأكل وجبة واحدة ونخاف بعد فترة وجيزة أن نأكل وجبة في الاسبوع».

رمضان والعيد.. سلعة!
المواطن مرشد محمود تحدث عن هم آخر سيستقبله المواطنون الغلابى شيئا فشيئا مع تقادم أيام الشهر الكريم واقتراب العيد ألا وهو هم ملابس العيد واحتياجاته التي بدأت اسعارها في الاشتعال باكرا على غير عادتها، ويقول: «هذا العام استقبلنا رمضان الكريم بغلاء يستعر على مستوى كافة السلع سواء أكانت مواد غذائية أو استهلاكية، وهانحن منذ الآن نفكر ليل نهار بتكاليف ملابس وحاجيات العيد، فحتى ملابس الأطفال وحاجيات العيد لم تسلم من جشع التجار الذين يتخذون من شهر رمضان الكريم مناسبة للتلاعب بالاسعار على حساب المواطنين البسطاء مما يحرمنا احساسنا بالفرحة حتى بهذا الشهر الكريم.

وربما ما سيخفف عنا بعضا من هذا العبء الثقيل أن موجة المنسوجات الصينية التي غزت اسواق العالم وصلت بدورها الى أسواقنا وهي أرخص نسبيا، ولكن يبقى التلاعب في الاسعار هو همنا الأكبر فمتى كانت حياة المواطنين سلعة بيد حفنة من التجار الجشعين؟ وإلى متى يستمر تغاضي المختصين؟!». ويستطرد قائلا: «الموظفون بحق يعيشون في شهر رمضان الحالي معاناة معيشية قاسية سواء لتأخر تسلم مرتباتهم في عدد من المرافق أو عدم وصول الزيادة الموعودة رغم تطبيق الزيادة السعرية مما أوجد خللا في الحياة المعيشية للمواطن وفجوة يصعب عليه تجاوزها».

المواطن محمد أحمد قال: «كنا منتظرين بفارغ الصبر للزيادة في الراتب لتحل شيئا من معاناتنا المتصاعدة جراء الارتفاع الكبير في اسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية إلا أن الزيادة لم تصل بل وصلنا تلاعب بأسعار قوتنا وقوت أطفالنا وصمت من قبل الجهات المختصة».

مجاراة المعاناة
أما انتصار عيدروس العقربي التي تعمل محاسبة في أحد المحال الخاصة ببيع الملابس فتقول: «نعلم جيدا بمعاناة المواطنين المعيشية ونعمل على التماشي مع امكاناته، لذا في هذا العام قمنا باستيراد الملابس والسلع المصنعة في الدول الآسيوية والتي في العادة ما تكون أقل ثمنا ويقوى المواطن على شرائها لتلبية احتياجات أسرته وأطفاله في العيد».

قلق معيشي
المواطن جعفر باهارون يقول: «فرحتنا كبيرة برمضان إلا ان غلاء الاسعار جعلنا نعيش في قلق وأفسد فرحتنا برمضان.. سمعنا عن زيادة الرواتب ولم نر اي زيادة إلى جانب ان كثيرا من الموظفين تأخرت مرتباتهم ولم تأت قبل حلول الشهر الكريم مما جعل بعض الاسر تستقبل رمضان بشيء من الأسى».

جانب من السلع الغذائية
جانب من السلع الغذائية
كل يوم بيومه
أم نواف ناصر تقول: «استقبلت رمضان بفرحة وسرور إلا ان الغلاء كدر صفونا، وكوني ليس لدي أي راتب ولدي خمسة ابناء ووالدهم لا يعمل برغم انه لديه المؤهلات اللازمة للعمل إلا أنه لم يجد العمل الذي أصبح يتطلب مواصفات خاصة، وانا حاليا أعمل على مكينة الخياطة حتى أني لم أستطع ان ألحق ابنتي في الكلية كوني لا أملك مصاريف الكلية لكي تكمل تعليمها وما كدر صفوي برمضان ان ابنتي الاخرى تعاني من (الغدة الدرقية) وكانت في مستشفى الجمهورية وتم تخفيض أجر العملية التي كانت بمبلغ 8000 ريال إلى 5000 ريال إلا اننا لم نتمكن من اجراء العملية واخرجناها من المستشفى كوننا لم نتحصل على المبلغ رغم عدم كبره وذلك بسبب الظروف المعيشية التي تزداد يوما بعد آخر، وقد اخرجت ابنتي من المستشفى حيث كان يطلب منا يوميا دفع مائة ريال لمعاينتها واجراء الفحص في قسم الانف والأذن والحنجرة الذي كانت ترقد فيه وانا ليس لدي المال لهذا اخرجتها والله معنا.. رمضان هذا العام استقبلته بفرحة لكنها فرحة ناقصة بسبب الظروف التي نمر بها إلى جانب غلاء المعيشة فنحن نشتري مستلزمات رمضان كل يوم بيومه».

المواطن عبدالله احمد باشعيب يقول: «ما أثر في رمضان هذه السنة هو غلاء المعيشة أثر كثيرا جدا وبشكل عام سواء في المواد الغدائية او الفواتير أو الملابس وخاصة ان دخل الفرد ضعيف جدا مقارنة بالاسعار المتفاقمة».

حددوا الاسعار
وفي خلال جولتي اتجهت لمحل لبيع المواد الغدائية وحين طلبت من صاحبه الحديث معي حول الارتفاع المستمر في اسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية رفض الحديث بحجة خوفه من تبعات ذلك، وفي الاخير طلب عدم ذكر اسمه حيت قال: «هناك ارتفاع في اسعار السلع والمواد التي كنا نبيعها وبنسبة غير بسيطة، اما الجهات الرسمية المختصة بالرقابة على الأسواق والاسعار كما يقال انها تنفش ريشها على الضعيف، للأسف هذه الجهات لا تلزم تجار الجملة الذين يغلون الاسعار علينا ولكنهم يريدون ان يلزمونا نحن بالبيع بالخسارة حيث تجار الجملة يبيعون لنا السكر بـ 80 ريالا للكيلو ويطلب منا ان نبيعه للمواطن بنفس السعر فمن اين سنربح، فلماذا لا يلزمون تجار الجملة بسعر أو يقومون بتحديد الاسعار بشكل الصحيح ونحن سنلتزم بها».

وبدورة قال علي محمد صالح: «هناك زيادة في اسعار اللحوم كباقي السلع والمواد الأخرى، ومن خلال مقارنة اسعار اللحم والدجاج قبل شهر وحاليا تتضح هذه الزيادة الكبيرة في السعر.. ولا يسعني القول إلا الله يكون بعون المواطن».. وهذا ما نقوله نحن ايضا في الختام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى