قصة قصيرة بعنوان (ولع أم هواية قبيحة؟)

> «الأيام» علي محمد خديش/قرية الحمراء- لحج

> كان قابعاً في ركن من أركان غرفته المظلمة وهو حزين وقد شبك أصابع يديه شارد الذهن، وهو يقول: ها أنا يا حبيبتي لم أرك منذ يوم أمس الأول. إنني في شوق ولهفة لرؤيتك ولا أسعد وأرتاح حتى تكوني بين يدي. حبك له جذور عميقة منذ زمن بعيد، وأنا شاب في مقتبل العمر، حبك ترعرع في كياني حتى أصبحت هائما في حبك كالمجنون، كم حذرني الناس أن نهايتي على يدك، لكن هيهات! إنه كلام يقولونه ليثنوني عن حبك. إذا غبتٍ عني غيابك زادني شوقا ولهفة يا أيتها البيضاء الرشيقة القوام مدورة الرأس، مما يزيدك حلاوة وفتنة.

هكذا يهذي والدي وأنا أستمع لهذا الهذيان وأخاف أن تسمعه والدتي وتقول والدك قد جن. أنا قد تعودت على هذا عندما أمنع عنه هذه الآفة بسبب مرض قد ألم به كاد يودي بحياته لولا أمر الله، وحذرته أن قد تموت فما زاده ذلك إلا إصراراً وتصميماً، وقال أموت شهيداً في حبها.

وخضعت لطلبه وأعطيته حبه فوضعها في يده وقلبها وقبلها وهو يقول أنني مشتاق إليك ومهما أبعدوني عنك سألتقي بك مهما كانت الظروف ،ووضعها في فمه وأشعلها وقبض عليها بشفتيه وأخذ يمصها بعصبية حمقاء وينفت الدخان في سرعة غريبة، حتى لم أعد أرى ملامح وجهه من كثرة الدخان المتصاعد وحلقاته وهي ترتفع، وهو مبتسم لذلك. ضاق صدري من كثرة سحب الدخان الذي ملأ الغرفة وتركته مع محبوبته وانصرفت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى