بل قولوا ..معاً لنهدم الوطن

> م. محمد شفيق أمان

> على إحدى اللوحات الإعلانية الفارهة، المنتشرة مثيلات لها في طرق عدن السريعة، شد انتباهي ضخامتها وما كتب عليها بالخط الباهي العريض «معاً لنبني عدن»، نعم هكذا سوِّل لنفس مخترع كلماتها «لنبني عدن»! قلت، وهل كانت عدن خربة حتى نبنيها؟ والبناء صنوف كثيرة، فإن كان المقصود تشييد المباني والطرقات والجسور، فعدن حتى العام تسعين قد شيد فيها كل ذلك، بمخططات وشروط بناء ومواصفات عالمية راعت جوانب فنية ومدنية راقية، هي اليوم غائبة تماماً، مخططات فصلت فيها المناطق الصناعية، والأحياء التجارية عن السكنية، ووضعت الضوابط لمباني الأحياء طولاً وعرضاً وارتفاعاً، مخططات سبقت خدمات الصرف الصحي والكهرباء ورصف الطرقات تشييد المباني فيها.

أما وإن كان المقصود بناء النظام والقانون، فلم نر غير معاول استكملت هدم ما كان قائماً منهما، وإن قصد بعبارة «لنبني عدن» والتي يمكن أن ينخدع بها الزائر وجيل الوحدة الناشئ بأنها تعني بناء الإنسان وقيم مجتمعه المدني الحديث، فالحال لا يختلف عن سابق ما سلف ذكره بشأن النظام والقانون.

إن عنوان الهدم ليس ببعيد عما سبق سرده، فهو جلي (في لوحاتكم الضخمة) أفلا تعقلون؟ ألم يهدم فيها المال العام بالملايين، وانتفع من مخصصاتها الوحدويون الغيورون؟ كم هي صور الهدم التي نعيشها اليوم تحت مسميات البناء؟ كم هي المليارات التي جعلت من حاملي معاول السحق المنظم للنظم والقوانين كي يخلوا السبيل أمامهم لا قتناء آخر صيحات القصور الممردة والعربات المسومة وغيرها كثير؟!

ليست الوحدة مغنماً، بل هي مطلوبة شرعاً، ومن أجل ذلك فإننا نريد وحدة يتحكم بأزمّتها رجال لا يعبدون المال حتى الثمالة، ويرفعون شعارات البناء الكاذبة، والأصل في كل ما يدعونه حقيقة واحدة: معاً لنهدم الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى