لماذا يكذب الأطفال؟!

> «الأيام» صالح علي بامقيشم / ثانوية نصاب - شبوة

> للكذب تأثير قوي على الناحية النفسية، وهو شائع بين اطفالنا.. فلماذا يكذبون؟

لا يولد الطفل صادقا وأمينا.. ولكنه يتعلم الصدق والأمانة من البيئة شيئاً فشيئاً وخاصة إذا كان المحيطون به يراعون الصدق في الاقوال والافعال والوعود، والعكس صحيح اذا نشأ الطفل في بيئة تتصف بالخداع وغياب المصارحة والتشكك في صدق الآخرين.. لهذا فالكذب سلوك مكتسب يتعلمه الاطفال كما يتعلمون الصدق وليس صفة فطرية أو سلوكا وراثيا، فمثلاً عندما يجيب الطفل بأن والده غيرموجود لمن يطرق الباب او يتصل بالهاتف رغم أنه موجود الى جواره يترسخ في ذهنه النظيف أن الكذب أمر مقبول كما أنه يشعر بالظلم عندما يعاقب على كذبه في أمر آخر ويشعر بقسوة الكبار الذين يستحلون لأنفسهم سلوكاً لا يسمحون له به. اما تلفيق القصص والحكايات فلا يمكن ان نعتبره كذباً وخاصة إذا صدر في وقت مبكر من عمر الطفل حيث تختلط في ذهنه الافكار ولا يفرق بين الصحيح وغير الصحيح ويصور له خياله افكارا بعيدة عن الواقع ولعل هذا سبب حب الاطفال للقصص الاسطورية وافلام الكرتون. من دوافع الكذب إذا كان الطفل يعاني من الشعور بالنقص مثلاً يزعم أنه يملك لعباً كثيرة وكبيرة أو أن والده في مركز مرموق ويلبي طلباته كلها للتفاخر على من هم في سنّه! اما الطفل الذي لم يتلق قدرا كافيا من العطف والحنان فإنه يلجأ الى الادعاء أنه مريض مثلاً لاستدرار العطف. فيجب تقصي الباعث الحقيقي والدافع الى الكذب هل هو حالة عارضة أم عادة عند الطفل وهل هو بقصد الانتقام ام بدافع لا شعوري مرضي .. ومن أجل مجتمع صادق لا بد أن يختفي الكذب بين الكبار اولاًَ حتى يكبر الاطفال (العصافير البريئة) وهم متعودون على الصدق حتى في مزاحهم وتفاصيلهم الصغيرة، والله يفعل ما يريد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى