قصة قصيرة موران للنسنس لا أحد يشبهك

> «الايام» ياسر عبدالباقي:

> الظلام أيضا سببٌ في ارتجافي .. القذائف تسقط من السماء كالمطر.. المكان لا يعرف الهدوء .. الدخان يحجب عني الرؤية.إحدى القذائف سقطت بالقرب منا.تحركنا الى الأمام بدباباتنا، تركت ماسورة الدبابة مصوبة الى الخلف.

توقفنا خلف عربة محترقة بما فيها. التفت نحوي سائق الدبابة .. صاح منفعلاً:

- أدر مدفعك الى الأمام.

كنت أنظر إليه في هلع.

صوته بقي في فلك غرفة الدبابة: ألا ترى .. عربة العدو أمامنا ؟

- العدو أي عدو ؟ «حدثت نفسي».

قلت هلعاً:

- لا أقدر .. أنا خائف.

- جباااان.

حدق بي بقسوة .. لم تكن أكثر قسوة من الحرب. تراخت عيناه وتراخى صوته:

- أيها المجند .. آمرك بترك مكانك.

صوته الهادئ الواطي لا يناسب هذا المكان العنيف اللا إنساني.

تركت مكاني على الفور لقاءً بالحياة .. وكان ينتظره الموت.

رحت أركض .. أنا أركض .. وقلبي يركض. كل من حولي يركض.

تعثرت كثيراً بالجثث والجرحى.

السماء لم تتوقف عن إمطارنا بقذائفها.

أحدهم ناداني (مجند بترت ساقه ويده اليسرى):

- ساعدني

- ماذا أفعل؟

-اقتلني؟!

- لا أقدر.

- اعطني سلاحاً.

- لا أستطيع.

- جباااان.

تركته وصوته الأليم يلاحقني. أيتها الحرب ماذا فعلت بنا؟ لم جعلت منا قساة ووحوشا؟

توقفت عن الركض ومازال صدري وقلبي يركضان.

بعثرت عيني في ذعر حول المكان. لقد دمر المعسكر تماماً. الجثث والأشلاء في كل مكان والحرائق تلتهم كل شيء دون رحمة.

توقفت السماء عن إسقاط قنابلها.

صرخت بجنون :

- لااااااا...

تلاشت الصرخة في المكان.

- ما زلت هنا!

نظرت إليه ببلاهة .. جندي لا أعرفه

قال أيضاً:

- اهرب .. إنهم يقتحمون المعسكر بأعداد كبيرة كالجراد.

هززت رأسي بالنفي.

- سيقتلونك.

- لا أقدر.

- هل تظن نفسك بطلاً.

صرخت به:

- قدماي مجمدتان .. لا أقدر على الركض . أنا خائف.

تركني.

أحاطت بي عربات مجنزرة عدة. وجنود ليسوا من معسكرنا .. تقدم أحدهم.

سقطت على ركبتي ورحت أبكي.

- لا تبك ..

لن نؤديك ..

ستعود غداً إلى بيتك.

مقطع من قصة طويلة بالاسم نفسه

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى