رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الولادة والنشأة:الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان من مواليد عام 1921م بمدينة سيئون حاضرة السلطنة الكثيرية الحضرمية. قرأ القرآن وهو في السابعة من عمره على يد الشيخ صالح الكلبي وتلقى من والده علوم الفقه والأصول والحديث واللغة والنحو والصرف (راجع: في الذكرى السادسة لرحيل الأديب والمؤرخ اليمني الكبير عبدالقادر محمد الصبان: خالد بن عمور - «الأيام» - 26 يناير 2005م).

برزت رغبته وهو في السابعة عشرة من عمره في دراسة التاريخ فواجه صداً من والده وكاد أن يستسلم لولا تدخل الشيخ سعيد عوض باوزير الذي نصح والده بان يترك ولده ورغبته، الا اذا رأى سيرته غير صحيحة، فانكب عبدالقادر الصبان على دراسة تاريخ حضرموت وتاريخ مصر والشام وتاريخ العراق وتاريخ السعودية وتاريخ الدول العربية الأخرى الا أنه تفرغ لكتابة تاريخ حضرموت وبلغت حصيلة كتاباته (80) كتاباً ( راجع الحوار الذي أجراه الزميل علوي بن سميط مع المؤرخ عبدالقادر الصبان ونشرته «الأيام» في 18 يناير 1998م).

الصبان في مجال الوظيفة العامة:
خاض عبدالقادر الصبان مشواراً طويلاً مع الوظيفة الحكومية والأعمال الخاصة امتد من عام 1937م حتى عام 1996م تخللتها أسفار إلى المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر. التحق في العام 1937م بمجلس القضاء الشرعي بشبام، ثم انتقل إلى سلك التدريس الحكومي بالمكلا عام 1944م.

تولى عبدالقادر الصبان رئاسة المجلس البلدي بسيئون عام 1957م وطرق في العام 1969م باب المحاماة ومارسها من واقع خبرته السابقة وقراءاته في مجال الشريعة والفقه، الا أن رغبته في البحوث التاريخية جرفته للعمل باحثاً متفرغاً لكتابة التاريخ بإدارة الثقافة بسيئون في بداية سبعينات القرن الماضي وأصبح في العام 1979م مديراً عاماً لإدارة الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات حتى عام 1996م.

الصبان أحد رواد النهضة الحضرمية:
أسهم عبدالقادر الصبان في تأسيس مدرسة جيهوض بوادي سر سنة 1937م وفي تأسيس نادي الشباب الثقافي بسيئون عام 1938م وفي تأسيس مدرسة الشرج بالمكلا وفي تأسيس المدارس الليلية للمزارعين بوادي حضرموت، كما كان عبدالقادر الصبان من مؤسسي رابطة العمال الحضارم وتولى سكرتارية حزب الاتحاد الوطني، الذي تأسس عام 1946م برئاسة الأديب والشاعر صالح بن علي الحامد، وكان الصبان ايضاً من أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الذي أسسه الأستاذ عمر باعباد بمدينة الغرفة عام 1963م.

اتخذت رسالة الصبان النهضوية بعداً اجتماعياً إنسانياً عندما أسهم في تأسيس الصيدلية الخيرية بسيئون وتولى ادارتها عام 1963م وهكذا تنوعت رسالته النهضوية في الجوانب التربوية والثقافية والنقابية والحزبية والصحية على خلفية نشأته الأدبية، عندما بدأ نظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره عندما طرق لون الشعر الشعبي وجاءت أولى محاولاته في نظم القصيد بقصيدة جاء في مطلعها:

إن صوت الحمام قد أشجاني

ذكراني وقت الصفا ذكراني

(مصدران سابقان: خالد بن عمور وعلوي بن سميط)

الصبان أحد رواد الصحافة:
توارث الحضارم العلم والثقافة والفكر عن أسلافهم الذين نشروا راية العلم في أصقاع مختلفة من العالم وعلى تلك الخلفيات تفجرت طاقات وابداعات في داخل حضرموت وخارجها ومن ذلك الرعيل كان عبدالقادر محمد الصبان الذي أسهم في تأسيس وتحرير مجلة «زهرة الشباب» وتولى رئاستها عام 1942م ، كما عين مستشاراً لمجلة «آفاق» الصادرة عن فرع حضرموت لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا، ولم ينقطع انتاجه الصحفي في الصحف والمجلات الوطنية.

الصبان من دعاة توحيد حضرموت:
جاهد عبدالقادر محمد الصبان مع سائر الوطنيين الحضارم من أجل توحيد حضرموت بضم شطريها القعيطي والكثيري ووثق للأستاذ عبدالقادر الصبان قوله للعلامة محمد عبدالقادر بامطرف :«أما أن تأتوا إلينا كإخوة ونأتي إليكم كإخوة والا سيفلت من أيدينا وأيديكم كل شيء». زكى العلامة بامطرف كلام نظيره الصبان بقوله:«سنأتي بكل شيء. نعم سيئون وشبام وحضرموت كلها واحدة». رحم الله العالمين الجليلين الصبان وبامطرف.

الصبان في مجال التأليف:
البحث والتأليف سمتان بارزتان في مسيرة الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان سواء من خلال موقعه الرسمي أو الشخصي، فقد كتب خلال مشوار عمره الطويل في مضامير شتى منها الشعر والأدب والتاريخ والتراث والفقه وخلف وراءه أكثر من مائة مخطوط في تلك المضامير علاوة على العديد من التعريفات والأدلة والرسائل القصيرة في موضوعات شتى لاتزال مخطوطة مثل «تعريفات تاريخية سياحية عن وادي حضرموت» و«بترول الصحراء بحضرموت» و«المخطوطات والتراث والمتاحف» و«دليل متحف العادات والتقاليد الشعبية بسيئون».

من مؤلفات الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان: 1- المشروع الروي في مناقب بني علوي، 2- الترجمان في مناقب آل الصبان، 3- الدان في حضرموت، 4- الحركة الأدبية بحضرموت، 5- واقع حضرموت السيـاسي (مخطوط).

الصبان في دائرة التكريم:
امتدت شهرة الأستاذ الصبان على المستويين القطري والقومي، فقد ارتبط باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بتوليه رئاسة فرع الاتحاد بسيئون منذ تأسيسه وحتى عام 1987م كما كان عضوا ً في اتحاد المؤرخين العرب.

حصد الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان عدداً من الأوسمة والشهادات أبرزها بحسب تسلسلها الزمني:

1- شهادة تقديرية في 10 سبتمبر 1978م (يوم العلم والثقافة) من ادارة الثقافة بمحافظة حضرموت، 2- الميدالية الذهبية من سكرتارية المكتب التنفيذي بمحافظة حضرموت في 30 نوفمبر 1984م، 3- وسام الآداب والفنون من هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى (عدن) عام 1988م، 4- وسام المؤرخ العربي من الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب، 5- شهادة تقديرية من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في صنعاء عام 1993م، 6- وسام الاستحقاق للآداب والفنون أنعمه عليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في 31 مايو 1998م.

الصبان محتسب عند ربه:
انتقل الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان إلى جوار ربه في 13 يناير 1999م عن عمر ناهز الثامنة والسبعين عاماً بسيئون وخلف وراءه إرثاً علمياً كبيراً وثلاثة أبناء وابنتين وهم ثمرات زيجتين، فقد تزوج المرة الأولى بسيئون عام 1941م والثانية في المملكة العربية السعودية عام 1953م .

خلدت محافظة حضرموت ذكر الصبان بإطلاق اسمه على ثانوية سيئون.

2-عبدالله سالم الخضر: من أروقة الداخلية إلى الغرف التجارية الدولية...الولادة والنشأة:من مواليد عدن في 25 يونيو 1943م وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الخساف الابتدائية الحكومية للبنين ثم المدرسة المتوسطة للبنين (ثانوية لطفي أمان النموذجية) بكريتر وانتقل بعد ذلك إلى كلية عدن في الشيخ عثمان للدراسة الثانوية وتوجها بـ «شهادة الثقافة GCE» من جامعة لندن ومن زملاء دراسته هشام باشراحيل وفضل محسن ومحمود مدحي وابراهيم صعيدي وعصام غانم ووجدان لقمان.

عبدالرحمن جرجرة بداية مشواره مع الشرطة:
أدخل معالي عبدالرحمن جرجرة وزير المعارف آنذاك نظام التدريب العسكري في كلية عدن في مطلع الستينات من القرن الماضي وتم اختيار «الفرقة العسكرية» من صفوف الطلاب واستعرضها بعد انشائها معالي الوزير جرجرة.

تم تأهيل الطلاب المنخرطين في الدورة كـ«ضباط مرشحين» CADETS ومنح كل طالب عند تخرجه رتبة ملازم وكان عبدالله سالم الخضر أحد الطلاب الذين حظوا بتلك الرتبة والتحق بعد ذلك بمدرسة الشرطة المسلحة في 1 أغسطس 1962م وعمل محاضراً في المدرسة لمدة عامين.

عبدالله سالم الخضر في بريطانيا:
غادر عبدالله سالم الخضر عدن في طريقه إلى بريطانيا عام 1964م والتحق بأكاديمية برامزهيل للشرطة Bramshill Police Academy وتخرج في تلك الاكاديمية الأسكونلندية في ابريل 1967م حيث تخصص في البحث الجنائي Criminal Investignation وصدر قرار بتعيينه نائباً لقائد مدرسة تدريب الشرطة وكان القائد حينئذ محسن بلال رحمه الله.

الخضر احد قياديي وزارة الداخلية:
انتقلت مدرسة تدريب الشرطة بعد الاستقلال من موقعها السابق في ثكنات الشرطة المسلحة (معسكر 20 يونيو حاليا) بكريتر إلى معسكر الفتح بالتواهي وعرفت بمركز تدريب الشرطة وشغل عبدالله سالم الخضر منصب مدير عام التدريب والتأهيل والتثقيف بالمركز. بعد قيام الخطوة التي عرفت بخطوة 22 يونيو 1969م (التصحيحية) انتقل عبدالله سالم الخضر إلى ديوان وزارة الداخلية مديراً عاماً للمباحث المركزية بدرجة مساعد نائب وزير، وكان النائب حينذاك عبدالعزيز عبدالولي، رحمه الله وكان الوزير الشهيد محمد صالح مطيع.

مارس عبدالله سالم الخضر مهام عمله التي تناغمت مع دراسته وتخصصه في بريطانيا ومع مجال تدريسه في المؤسستين الشرطويتين المذكورتين، وحالفه التوفيق في تمثيل اليمن في اجتماعات ومؤتمرات الانتربول الدولي ووزراء داخلية الدول العربية في اطار جامعة الدول العربية.

الخضر يتألق في مجال الخدمة المدنية:
منيت البلاد برياح الخماسين الكريهة ذلك أنها واجهت أياماً سبعة عصيبة عام 1972م وعرفت بـ السبعة أيام المجيدة» التي اتسمت بالمظاهرات الجنونية والشعارات الهوجاء والقرارات التي استهدفت في غالبها السلام الاجتماعي للوطن، وكان نصيب عبدالله سالم الخضر أن انتقل من الدائرة العسكرية إلى الدائرة المدنية.

استوعبت وزارة الصناعة والتجارة عبدالله سالم الخضر مديراً عاماً للعلاقات الدولية وشاءت المصادفة أن ينتقل عبدالله سالم الخضر من الداخلية إلى الصناعة مع عبدالعزيز عبدالولي.

عبدالله سالم الخضر في دائرة الغرف التجارية العربية والدولية:
تراكمت المعرفة والخبرة لدى عبدالله سالم الخضر من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية والندوات والمؤتمرات على المستويين العربي والدولي ووفر له ذلك الخلفية المناسبة لمهام منصبه الجديد، مديراً عاماً للغرفة التجارية والصناعية بعدن عام 1977م التي تأسست في 26 أغسطس 1886م وتعتبر من أقدم الغرف التجارية في الشرق الأوسط.

تمكنت غرفة عدن من إبراز مكانتها على المستوى الخارجي لأنها نشطت من خلال مدينة عدن عاصمة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، التي اصبحت لاحقاً جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وحصدت خلال الفترة التي سبقت قيام دولة الوحدة اليمنية أكثر من سبعين ميدالية ذهبية في مشاركاتها في المعارض التجارية العربية والدولية.

أصبح عبدالله سالم الخضر رئيساً لمجلس ادارة غرفة عدن ومديرها العام منذ قيام دولة الوحدة في 22 مايو 1990م وحتى 7 يوليو 1994م وكان يومئذ في مهمة رسمية خارج البلاد، كما انتخب الخضر عام 1990م نائبا لرئيس اتحاد الغرف الدولية وانتخب من قبل اتحاد الغرف العربية ممثلاً له في عدد من الغرف التجارية العربية - الاوربية.ما تزال غرفة عدن محتفظة بتألقها على المستويات كافة، قطرياً وعربياً ودولياً مما مكنها فرض مكانة لها في كل المنعطفات والمناسبات وساعدها في ذلك رصيدها التاريخي وموقعها الجغرافي ومركزها المدني والحضاري.

عبدالله سالم الخضر ناشط مدني:
برز دور عبدالله سالم الخضر في الجانب المؤسسي المدني وكان من الأعضاء المؤسسين للمنظمة المدنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية وكان رئيساً لجمعية الصداقة الألمانية اليمنية بعدن وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية الصداقة الأمريكية اليمنية والهولندية اليمنية وأحد الأعضاء المؤسسين للعديد من الجمعيات الخيرية.

يزاول عبدالله سالم الخضر حالياً نشاطاً تجارياً خاصاً وهو متزوج وله ولدان: ابن وابنة.

هشام باشراحيل شاهد على براعة الخضر في الرقص الاسكتلندي :
حكى الزميل هشام باشراحيل انه حضر حفل تدشين الخط الطيراني بين عدن ولندن لشركة «بريتش ايرويز» البريطانية عام 1993م وعزفت موسيقى القرب (بخفض القاف وفتح الراء) ورقص عبدالله سالم الخضر مع السفير البريطاني (الاسكتلندي) رقصة اسكتلندية وهي تشبه رقص البدو ولكن بنفس أطول، فيها الجري المتناغم مع الموسيقى، وشهد الزميل هشام لله ان الخضر تفوق على قرينه في الرقص وهو الاسكتلندي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى