حكايات المسنين دراما مؤلمة تصور جحود الأبناء
> «الأيام» فردوس العلمي:
> حكايات كثير سمعنها وحكايات اخرى لا يعلم بها سوى المسنين وعالم الغيب الله سبحانه وتعالى .. الكثير من المسنين لم نستطع ان نستمع الى حكاياتهم وذلك بسبب عدم قدرتهم على التذكر أو انهم لا يتقبلون الحديث حتى لا تؤلمهم الذكريات ففضلوا العيش في عالم آخر عالم ليس للجحود ولا للأبناء فيه مكان .
في إدارة الدار التقت بالسستر جوسي مديرة الدار التي تركت الحديث للأخ حميد قباطي، مدير عام الرعاية الاجتماعية بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمديرية الشيخ عثمان الذي قال"تم تسليم الدار في عام 1992 للراهبات من بعثة الإحسان الخيرية الاجتماعية وهم راهبات متدربات على هذا العمل وذلك بعد نقل المسنين من الدار القديمة إلى هنا.
وعن أهداف الدار يقول " تتمثل أهداف الدار بالخدمات التي يقدمها وهي الرعاية والخدمة الاجتماعية، ويهدف الدار بدرجة أساسية إلى تحقيق الهدوء والسكينة لهؤلاء المسنين من خلال تقديم كافة أنواع الرعاية النفسية والاجتماعية والغذائية والصحية وذلك ما تقوم به الراهبات حيث تعمل على توفير كل ما يحتاجه المسنون خاصة من الناحية الصحية بمساعدة د. زينب طبيبة الدار والحالة التي تستعصي عليهن يتم إرسالها إلى المستشفيات الحكومية.. دخول الدار لها شروط وهذا تؤكده إدارة الدار، منها أن يكون عمر المسن فوق الستين عاما ليس لديه سكن أو أسرة.
ويضيف الأخ القباطي ولكن هناك حالات استثنائية في الدار بحيث يكون للمسنين أسرة وأولاد لكن رفضوه أبنائه وليس له احد آخر، وهنا حالات ترسل لنا من مستشفى الجمهورية أو مستشفى الأمراض النفسية . طرحت على الأخ حميد شكوى المسنة جمعة التي تم قص شعرها، وقال هذا إجراء ضروري للحفاظ على نظافتهن وكل المسنات يتم قص شعر رؤوسهن.
وعن الميزانية التشغيلية للدار يقول الأخ حميد: يدار الدار من قبل بعثة الإحسان الخيرية الاجتماعية (الأم تريزا) حيث ترسل الميزانية بحوالة بنكية من قبل المقر الرئيسي للبعثة في الهند إلى الدار إضافة إلى ما يقدمه أهل الخير من معونات عينية. ويوجد أربعة فروع للبعثة في كل من صنعاء ، عدن، الحديدة وتعز" .
وعن الصعوبات يقول " نصادف بعض الصعوبات ففي بعض الأحيان نقبل بالمسن الذي يقول إنه وحيد وليس له أسرة، وعندما نستضيفه في الدار نكتشف بان له أسرة وأبناء ولكن تخلوا عنه بعد زواجهم يرفض الزوج أو الزوجة التعايش معهم"
سألته كيف تكتشفون ذلك؟ قال: عندما يطلب المسن الأذن بالخروج لزيارتهم أو من خلال الزيارة، حيت يأتي هؤلاء لزيارة المسن في الدار .. فالنزلاء لهم مطلق الحرية في الدخول والخروج فنحن لسنا في سجن كما نسمح للأسرة بزيارتهم، ولكن رغم فتح باب الزيارة هناك أبناء قست قلوبهم .
وعن فترة بقاء المسن في الدار يقول "حتى يتوفاه الله" .
سالت الأخ حميد ما هي الإجراءات المتخذة في حالة وفاة المسن في الدار؟ قال " هناك اتفاق مع احد المغسّلين ليقوم بعمل اللازم من غسل وتكفين الميت وبعده يتم الصلاة علية في مسجد الرحمن، وبالنسبة للنزيلات لا يختلف الأمر حيث تقوم أسرة المغسل بغسل المتوفاة فهم أسرة متخصصة في هذا العمل مقابل أجر متفق عليه .
وأتوجه بالشكر والتقدير إلى د. الخضر ناصر لصور، مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن لقيامه بتسهيل علاج المرضى المسنين بصورة مجانية في كافة المستشفيات الحكومية من إجراء الفحوصات العادية وحتى العمليات الجراحية بعد أن كانت ميزانية العلاج تهلك الدار .. كما أشكر صحفية "الأيام" الغراء على نزولها إلى الدار واهتمامها الدائم بنقل هموم الفئات المحتاجة، وآمل من أبناء الشعب الكريم و المسئولين بحق هذا الشهر الكريم أن يقوموا بمساعدة (السسترات) في الدار اللاتي يعملن على مساعدة آباء وأمهات خذلهم الوقت والأبناء .
التقينا بها وهي ترسم ابتسامة على ثغرها وهي نفس الابتسامة التي تقابل بها النزلاء المسنين (السستر) جوسي مديرة الدار التي تحدثت إلينا عن مشاريع الدار المستقبلية قالت" مرت الدار بصعوبات كثيرة منه المجاري حيث كنا نعمل على شفط طفح المجاري كل يومين بتكلفة 1500 ريال، ولكن الحمد الله تم إصلاح المجاري من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية وكانت هذا المرحلة الأولى وحالياً نرغب في البدء بالمرحلة الثانية وتتمثل بتجديد الأبواب وإقامة حديقة ترفيهية للمسنين إضافة إلى حاجة الدار لباص خاص بالمسنين بموصفات خاصة لنقل المسنين، فاغلبهم كانوا موظفين في مرافق حكومية ويستلمون معاشات وهم بحاجة إلى الباص ونتمنى أن يكون بدرج كهربائي متحرك حتى يتسنى لهم الصعود لوحدهم.
سألتها أليس لديكم وسيلة مواصلات؟ قالت لدينا باص واحد ولكن بحكم ارتفاعه لا نستطيع أن ننقل المسنين فيه، وعندما ننقله إلى خارج الدار نأخذ سيارة أجرة (إنجيز) وهي الأخرى ارتفع ثمنها .
مررت بكافة أقسام الدار التي تلفت نظرك بنظافتها ونظامها المتبع فيها.. وفي مطبخ الدار التقيت الأخت زبيدة غانم المسؤلة عن المطبخ وتحضير الطعام، فقالت نعمل وفق جدول محدد للوجبات الثلاث وتنوع قائمة الطعام من دجاج ولحم وسمك ويختلف الجدول في رمضان، حيث نعمل الإفطار للصائمين إلى جانب عمل الطعام للمسنين الذين لا يقوون على الصيام.
سألتها هل تستلمين راتباً؟ أجابت نعم نستلم من قبل السستر.
يتكون طاقم الدار من 5 راهبات من بعثة الإحسان و6 عاملات محليات إلى جانب 4 عاملين ثلاثة منهم بالأجر اليومي وأحدهم يستلم راتبه من قبل وزارة الصحة.
وأكثر من يلفت نظرك في الدار تعامل السسترات مع المسنين بالرحمة والصبر رغم اختلاف الديانة، إلا ان العمل الاجتماعي الذي تقوم به السسترات يستحق الشكر والإشادة به.
خرجت من الدار وتوجهت إلى مكتب الأستاذ أيوب ابوبكر، مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل لمعرفة دور الحكومة من هذه الدار.
أجاب الاستاذ ايوب " بالرغم من إمكانيات المكتب المحدودة، يولي المكتب اهتماماً خاصاً بالدار وهو أحد الدور التي يشرف عليها المكتب، ويعتبر من الدور النموذجية من حيث النظافة والاهتمام بهذه الفئة من مجتمعنا اليمني. وتلعب الراهبات دورا كبيرا من خلال توفير كافة المستلزمات الخاصة بالمكتب، ونحن كمتب للشؤون الاجتماعية والعمل فكرنا أن نعمل على توسيع الدار بحيث تستقبل عددا كبيرا من النزلاء، ولكن نتيجة لإمكانيات الراهبات حاليا في الدار وعدم قدرتهن على استيعاب عدد آخر من المسنين عملنا على التنسيق والتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية باستبدال فكرة توسعة الدار بالعمل على رفع السور لحماية المسنين والراهبات الى جانب كشط الأرض وتسويتها وعمل أماكن للراحة وترفيه للمسنين"ز
ويناشد الأخ أيوب أبو بكر كافة أبناء شعبنا بضرورة تقديم العون والمساعدة لهذه الفئة التي قدمت الكثير والكثير عندما كانت تستطيع العمل .
وقبل أن أغلق موضوعي هذا توجهت إلى الشيخ أنيس محمد الحبيش، مدير الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف، لنعرف مصير من يترك أباه وأمه في ملجأ العجزة والمسنين خاصة وهم من أوصى الله بهم خيراً في محكم آياته .. فقال " ترك الآباء والأمهات والتخلي عنهم محرم وهو عقوق، فلا يجوز تركهم أو التخلي عنهم خاصة إذا كان الأبناء قادرين على تولي أمرهم" ومن رأي الشيخ أنيس " أن هذا يعتبر نقص مروءة وانعدام ضمير فقد حدد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد إذ قال " برو آباءكم تبركم أبناؤكم" والإنسان يحصد عمله فإذا تركت والدك في الدار غدا سيعمل أولادك فيك نفس العمل.
ويضيف الشيخ أنيس " لا لوم على الأبناء الذين لا يستطيعون تولى رعاية والديهم إذا كانوا هم أيضاء بحاجة إلى الرعاية بأن يكونوا مشردين وليس لهم مأوى ففي هذه الحالة من المستحسن ترك المسن في الدار ليحصل على الرعاية والاهتمام. ويسأل الشيخ أنيس لماذا نعتبر أن من يدخل الدار منبوذ؟ يجب أن نوجه الرأي العام بأن رعاية هؤلاء الناس من صميم العمل الخيري للإنسان بغض النظر عمن يقدم الخدمة ونعمل بحيث لا يشعر المسن بأنه ضيف ثقيل على الدار وذلك بالبحث عن أسرته وأبنائه. وعن وجود الراهبات في الدار يقول " هؤلاء فئة وهبت حياتها لخدمة الآخرين وبعثة الإحسان مشهورة بأعمالها الخيرية تخدم كافة البشر ولا تهتم بديانة محددة بقدر ما يهمها تقديم الخدمة والمساعدة لمن يحتاجها لأي كائن كان. يجب أن نعمل على مساعدة هؤلاء الراهبات كل حسب استطاعته" ويقول "ونحن مستعدون أن نتعاون معهن ونرسل لهن احد الشيوخ ليتولي الجانب الديني في الدار ويعمل على قراءة القرآن والأحاديث فهذا ما يحتاجه المسن في هذا العمر". الشيخ أنيس الحبيشي والده كان يعمل في دار المسنين في فترة عمله وحاليا يعيش في منزل ابنه الشيخ أنيس وقد بلغ من العمر 100 عام .
وفي ختام هذا الاستطلاع نقول إن هؤلاء المسنين بحاجة إلى رعاية واهتمام أكبر من قبل الدولة وفاعلي الخير ومنظمات المجتمع المدني، ونهمس في آذانهم بأن هذه الفئة التي تحتاج إلى معاملة إنسانية خاصة بحاجة إلى موظفين وموظفات يشعرون بهم لديهم الرغبة في العمل معهم ويمتلكون الخبرة في كيفية التعامل معهم، ونصرخ بقوة في آذان أبنائهم وبناتهن لنقول لهم إن آباءكم وأمهاتكم بحاجة إلى لمسة حنان ممن قست قلوبهم من فلذات الأكباد الذين تناسوا بأن الجنة تحت أقدام الأمهات وأن رضا الأب من رضا الرب وأنه مهما فُرشت لهم الأرض بالورود وناموا على الحرير فلن يعوض لهم ذلك لمسة حنان أو كلمة حب من ابن أو ابنه، فلن يشعر المسن بالراحة سوى في بيته ووسط ابنائه حتى لو نام على حصير.
انتهى الاستطلاع الذي أكد لي قول أحد الفلاسفة " تمنيت أن أرى الدنيا بعيون المشيب وعندما رأيتها أدركت أني لا انتمي لها" فهل هذا شعور المسنين؟ سؤال لن يجيب عليه سوى مسن لم يُرم فى دار المسنين .. العيد قادم إلينا بفرحته فهل يحصل المسنون على زيارة تسري الخاطر وتفرح القلب الموجع أم يقولون بماذا جئت ايها العيد ؟ هذه دعوة من القلب فمن يلبي النداء؟؟
في إدارة الدار التقت بالسستر جوسي مديرة الدار التي تركت الحديث للأخ حميد قباطي، مدير عام الرعاية الاجتماعية بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمديرية الشيخ عثمان الذي قال"تم تسليم الدار في عام 1992 للراهبات من بعثة الإحسان الخيرية الاجتماعية وهم راهبات متدربات على هذا العمل وذلك بعد نقل المسنين من الدار القديمة إلى هنا.
وعن أهداف الدار يقول " تتمثل أهداف الدار بالخدمات التي يقدمها وهي الرعاية والخدمة الاجتماعية، ويهدف الدار بدرجة أساسية إلى تحقيق الهدوء والسكينة لهؤلاء المسنين من خلال تقديم كافة أنواع الرعاية النفسية والاجتماعية والغذائية والصحية وذلك ما تقوم به الراهبات حيث تعمل على توفير كل ما يحتاجه المسنون خاصة من الناحية الصحية بمساعدة د. زينب طبيبة الدار والحالة التي تستعصي عليهن يتم إرسالها إلى المستشفيات الحكومية.. دخول الدار لها شروط وهذا تؤكده إدارة الدار، منها أن يكون عمر المسن فوق الستين عاما ليس لديه سكن أو أسرة.
ويضيف الأخ القباطي ولكن هناك حالات استثنائية في الدار بحيث يكون للمسنين أسرة وأولاد لكن رفضوه أبنائه وليس له احد آخر، وهنا حالات ترسل لنا من مستشفى الجمهورية أو مستشفى الأمراض النفسية . طرحت على الأخ حميد شكوى المسنة جمعة التي تم قص شعرها، وقال هذا إجراء ضروري للحفاظ على نظافتهن وكل المسنات يتم قص شعر رؤوسهن.
وعن الميزانية التشغيلية للدار يقول الأخ حميد: يدار الدار من قبل بعثة الإحسان الخيرية الاجتماعية (الأم تريزا) حيث ترسل الميزانية بحوالة بنكية من قبل المقر الرئيسي للبعثة في الهند إلى الدار إضافة إلى ما يقدمه أهل الخير من معونات عينية. ويوجد أربعة فروع للبعثة في كل من صنعاء ، عدن، الحديدة وتعز" .
وعن الصعوبات يقول " نصادف بعض الصعوبات ففي بعض الأحيان نقبل بالمسن الذي يقول إنه وحيد وليس له أسرة، وعندما نستضيفه في الدار نكتشف بان له أسرة وأبناء ولكن تخلوا عنه بعد زواجهم يرفض الزوج أو الزوجة التعايش معهم"
سألته كيف تكتشفون ذلك؟ قال: عندما يطلب المسن الأذن بالخروج لزيارتهم أو من خلال الزيارة، حيت يأتي هؤلاء لزيارة المسن في الدار .. فالنزلاء لهم مطلق الحرية في الدخول والخروج فنحن لسنا في سجن كما نسمح للأسرة بزيارتهم، ولكن رغم فتح باب الزيارة هناك أبناء قست قلوبهم .
وعن فترة بقاء المسن في الدار يقول "حتى يتوفاه الله" .
سالت الأخ حميد ما هي الإجراءات المتخذة في حالة وفاة المسن في الدار؟ قال " هناك اتفاق مع احد المغسّلين ليقوم بعمل اللازم من غسل وتكفين الميت وبعده يتم الصلاة علية في مسجد الرحمن، وبالنسبة للنزيلات لا يختلف الأمر حيث تقوم أسرة المغسل بغسل المتوفاة فهم أسرة متخصصة في هذا العمل مقابل أجر متفق عليه .
وأتوجه بالشكر والتقدير إلى د. الخضر ناصر لصور، مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن لقيامه بتسهيل علاج المرضى المسنين بصورة مجانية في كافة المستشفيات الحكومية من إجراء الفحوصات العادية وحتى العمليات الجراحية بعد أن كانت ميزانية العلاج تهلك الدار .. كما أشكر صحفية "الأيام" الغراء على نزولها إلى الدار واهتمامها الدائم بنقل هموم الفئات المحتاجة، وآمل من أبناء الشعب الكريم و المسئولين بحق هذا الشهر الكريم أن يقوموا بمساعدة (السسترات) في الدار اللاتي يعملن على مساعدة آباء وأمهات خذلهم الوقت والأبناء .
التقينا بها وهي ترسم ابتسامة على ثغرها وهي نفس الابتسامة التي تقابل بها النزلاء المسنين (السستر) جوسي مديرة الدار التي تحدثت إلينا عن مشاريع الدار المستقبلية قالت" مرت الدار بصعوبات كثيرة منه المجاري حيث كنا نعمل على شفط طفح المجاري كل يومين بتكلفة 1500 ريال، ولكن الحمد الله تم إصلاح المجاري من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية وكانت هذا المرحلة الأولى وحالياً نرغب في البدء بالمرحلة الثانية وتتمثل بتجديد الأبواب وإقامة حديقة ترفيهية للمسنين إضافة إلى حاجة الدار لباص خاص بالمسنين بموصفات خاصة لنقل المسنين، فاغلبهم كانوا موظفين في مرافق حكومية ويستلمون معاشات وهم بحاجة إلى الباص ونتمنى أن يكون بدرج كهربائي متحرك حتى يتسنى لهم الصعود لوحدهم.
سألتها أليس لديكم وسيلة مواصلات؟ قالت لدينا باص واحد ولكن بحكم ارتفاعه لا نستطيع أن ننقل المسنين فيه، وعندما ننقله إلى خارج الدار نأخذ سيارة أجرة (إنجيز) وهي الأخرى ارتفع ثمنها .
مررت بكافة أقسام الدار التي تلفت نظرك بنظافتها ونظامها المتبع فيها.. وفي مطبخ الدار التقيت الأخت زبيدة غانم المسؤلة عن المطبخ وتحضير الطعام، فقالت نعمل وفق جدول محدد للوجبات الثلاث وتنوع قائمة الطعام من دجاج ولحم وسمك ويختلف الجدول في رمضان، حيث نعمل الإفطار للصائمين إلى جانب عمل الطعام للمسنين الذين لا يقوون على الصيام.
سألتها هل تستلمين راتباً؟ أجابت نعم نستلم من قبل السستر.
يتكون طاقم الدار من 5 راهبات من بعثة الإحسان و6 عاملات محليات إلى جانب 4 عاملين ثلاثة منهم بالأجر اليومي وأحدهم يستلم راتبه من قبل وزارة الصحة.
وأكثر من يلفت نظرك في الدار تعامل السسترات مع المسنين بالرحمة والصبر رغم اختلاف الديانة، إلا ان العمل الاجتماعي الذي تقوم به السسترات يستحق الشكر والإشادة به.
خرجت من الدار وتوجهت إلى مكتب الأستاذ أيوب ابوبكر، مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل لمعرفة دور الحكومة من هذه الدار.
أجاب الاستاذ ايوب " بالرغم من إمكانيات المكتب المحدودة، يولي المكتب اهتماماً خاصاً بالدار وهو أحد الدور التي يشرف عليها المكتب، ويعتبر من الدور النموذجية من حيث النظافة والاهتمام بهذه الفئة من مجتمعنا اليمني. وتلعب الراهبات دورا كبيرا من خلال توفير كافة المستلزمات الخاصة بالمكتب، ونحن كمتب للشؤون الاجتماعية والعمل فكرنا أن نعمل على توسيع الدار بحيث تستقبل عددا كبيرا من النزلاء، ولكن نتيجة لإمكانيات الراهبات حاليا في الدار وعدم قدرتهن على استيعاب عدد آخر من المسنين عملنا على التنسيق والتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية باستبدال فكرة توسعة الدار بالعمل على رفع السور لحماية المسنين والراهبات الى جانب كشط الأرض وتسويتها وعمل أماكن للراحة وترفيه للمسنين"ز
ويناشد الأخ أيوب أبو بكر كافة أبناء شعبنا بضرورة تقديم العون والمساعدة لهذه الفئة التي قدمت الكثير والكثير عندما كانت تستطيع العمل .
وقبل أن أغلق موضوعي هذا توجهت إلى الشيخ أنيس محمد الحبيش، مدير الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف، لنعرف مصير من يترك أباه وأمه في ملجأ العجزة والمسنين خاصة وهم من أوصى الله بهم خيراً في محكم آياته .. فقال " ترك الآباء والأمهات والتخلي عنهم محرم وهو عقوق، فلا يجوز تركهم أو التخلي عنهم خاصة إذا كان الأبناء قادرين على تولي أمرهم" ومن رأي الشيخ أنيس " أن هذا يعتبر نقص مروءة وانعدام ضمير فقد حدد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد إذ قال " برو آباءكم تبركم أبناؤكم" والإنسان يحصد عمله فإذا تركت والدك في الدار غدا سيعمل أولادك فيك نفس العمل.
ويضيف الشيخ أنيس " لا لوم على الأبناء الذين لا يستطيعون تولى رعاية والديهم إذا كانوا هم أيضاء بحاجة إلى الرعاية بأن يكونوا مشردين وليس لهم مأوى ففي هذه الحالة من المستحسن ترك المسن في الدار ليحصل على الرعاية والاهتمام. ويسأل الشيخ أنيس لماذا نعتبر أن من يدخل الدار منبوذ؟ يجب أن نوجه الرأي العام بأن رعاية هؤلاء الناس من صميم العمل الخيري للإنسان بغض النظر عمن يقدم الخدمة ونعمل بحيث لا يشعر المسن بأنه ضيف ثقيل على الدار وذلك بالبحث عن أسرته وأبنائه. وعن وجود الراهبات في الدار يقول " هؤلاء فئة وهبت حياتها لخدمة الآخرين وبعثة الإحسان مشهورة بأعمالها الخيرية تخدم كافة البشر ولا تهتم بديانة محددة بقدر ما يهمها تقديم الخدمة والمساعدة لمن يحتاجها لأي كائن كان. يجب أن نعمل على مساعدة هؤلاء الراهبات كل حسب استطاعته" ويقول "ونحن مستعدون أن نتعاون معهن ونرسل لهن احد الشيوخ ليتولي الجانب الديني في الدار ويعمل على قراءة القرآن والأحاديث فهذا ما يحتاجه المسن في هذا العمر". الشيخ أنيس الحبيشي والده كان يعمل في دار المسنين في فترة عمله وحاليا يعيش في منزل ابنه الشيخ أنيس وقد بلغ من العمر 100 عام .
وفي ختام هذا الاستطلاع نقول إن هؤلاء المسنين بحاجة إلى رعاية واهتمام أكبر من قبل الدولة وفاعلي الخير ومنظمات المجتمع المدني، ونهمس في آذانهم بأن هذه الفئة التي تحتاج إلى معاملة إنسانية خاصة بحاجة إلى موظفين وموظفات يشعرون بهم لديهم الرغبة في العمل معهم ويمتلكون الخبرة في كيفية التعامل معهم، ونصرخ بقوة في آذان أبنائهم وبناتهن لنقول لهم إن آباءكم وأمهاتكم بحاجة إلى لمسة حنان ممن قست قلوبهم من فلذات الأكباد الذين تناسوا بأن الجنة تحت أقدام الأمهات وأن رضا الأب من رضا الرب وأنه مهما فُرشت لهم الأرض بالورود وناموا على الحرير فلن يعوض لهم ذلك لمسة حنان أو كلمة حب من ابن أو ابنه، فلن يشعر المسن بالراحة سوى في بيته ووسط ابنائه حتى لو نام على حصير.
انتهى الاستطلاع الذي أكد لي قول أحد الفلاسفة " تمنيت أن أرى الدنيا بعيون المشيب وعندما رأيتها أدركت أني لا انتمي لها" فهل هذا شعور المسنين؟ سؤال لن يجيب عليه سوى مسن لم يُرم فى دار المسنين .. العيد قادم إلينا بفرحته فهل يحصل المسنون على زيارة تسري الخاطر وتفرح القلب الموجع أم يقولون بماذا جئت ايها العيد ؟ هذه دعوة من القلب فمن يلبي النداء؟؟