حقول مرض العباقرة
> د. صلاح بامحرز:
> هل سمعت من قبل بشخص يدعى (كيك بيك)؟ إنه وباختصار شديد رجل خارق للعادة وعبقري أذهل العالم بأسره، فهو يحفظ ما يقارب الـتسعة آلاف كتاب متفاوت ما بين التاريخ والأدب والجغرافيا والموسيقى والمواد الأخرى. ويمتلك قدرة عجيبة على إنجاز العمليات الرياضية في ثوان معدودة، فهو إذا ما سألته مثلاً: أي يوم سيصادف الرابع من أكتوبر عام 2050م؟ يجيبك بسرعة متناهية: الأحد. وإذا ما فكرت بعكس السؤال له فسألته: متى كان أول أحد في عام 1970م؟ سيجيبك فوراً: العاشر من أكتوبر. وقد أظهر كيك في أحد اللقاءات الذي جمعه بجمهوره قدرة عجيبة على تذكر الأشياء، فكان يجيب على أسئلة جمهوره بمجرد انتهاء السؤال، ولا تستغرب إذا قلت لك إنه أجاب على سؤال عن عدد مباريات محمد علي كلاي وأسماء خصومه وفي أي الجولات تغلب على كل منهم، وذكر في جواب آخر عدد الرؤساء الامريكيين وأسماءهم بسرعة مدهشة.
ورغم جميع تلك المهارات التي يمتاز بها كيك إلا أنه يعاني منذ طفولته من اضطراب نفسي يدعى (التوحد) فيقول والده فران: كان كيك طفلاً إنطوايا وهو مايزال إلى اليوم كذلك فهو يفضل الجلوس مع نفسه وليست له صداقات تذكر.
والتوحد هو أحد الاضطرابات النفسية التي تنتشر بنسبة 1:500 شخص وتزداد في الذكور أربعة أضعاف الإناث وأصحاب هذا الإضطراب يكونون غير قادرين على الاندماج مع الناس، وخجولين ويفضلون قضاء أوقاتهم بعيداً عن الناس وقد تظهر على بعض المصابين بحالات شديدة من التوحد بعض مظاهر التخلف ولكن معظم الأطفال المصابين بهذا المرض تبرز لديهم مهارات خارقة في أحد الجوانب كالرسم أو الموسيقى أو الرياضيات مثلاً. والملاحظ أن معظم العباقرة كانوا يعانون من داء التوحد فإنشتاين مثلاً كان طفلاً خجولاً وعندما تزوج كاد أن يطلق زوجته لأنها طلبت منه الجلوس إلى أصدقاء العائلة، ولويس باستر العالم الشهير كان ينعزل بالمختبر أياماً وأسابيع حتى أنه نسي يوم زفافه، ونيوتن كان دوماً ما يختلي بنفسه تحت الأشجار، ودافينشي وسقراط وغيرهم من العباقرة وجدت عليهم علامات التوحد، ويعتقد اليوم أن التوحد قد ساعد أولئك العباقرة للوصول لما هم فيه، فلا تنسى أن انعزالهم عن الناس ساعدهم على الابتعاد عن المؤثرات الخارجية وعلى التركيز على أفكارهم بشدة وكذلك وفر لهم الوقت للبحث والتأمل وجعل ذاكرة كل منهم قوية فهي لا تستقبل من المعلومات كل ما هب ودب.
وأخيراً فأعتقد أن توحدهم جعلهم يكونون آراء خاصة لكل شيء ولا يستلمون مثلنا الآراء الجاهزة والخاطئة في كثير من الأوقات.
ورغم جميع تلك المهارات التي يمتاز بها كيك إلا أنه يعاني منذ طفولته من اضطراب نفسي يدعى (التوحد) فيقول والده فران: كان كيك طفلاً إنطوايا وهو مايزال إلى اليوم كذلك فهو يفضل الجلوس مع نفسه وليست له صداقات تذكر.
والتوحد هو أحد الاضطرابات النفسية التي تنتشر بنسبة 1:500 شخص وتزداد في الذكور أربعة أضعاف الإناث وأصحاب هذا الإضطراب يكونون غير قادرين على الاندماج مع الناس، وخجولين ويفضلون قضاء أوقاتهم بعيداً عن الناس وقد تظهر على بعض المصابين بحالات شديدة من التوحد بعض مظاهر التخلف ولكن معظم الأطفال المصابين بهذا المرض تبرز لديهم مهارات خارقة في أحد الجوانب كالرسم أو الموسيقى أو الرياضيات مثلاً. والملاحظ أن معظم العباقرة كانوا يعانون من داء التوحد فإنشتاين مثلاً كان طفلاً خجولاً وعندما تزوج كاد أن يطلق زوجته لأنها طلبت منه الجلوس إلى أصدقاء العائلة، ولويس باستر العالم الشهير كان ينعزل بالمختبر أياماً وأسابيع حتى أنه نسي يوم زفافه، ونيوتن كان دوماً ما يختلي بنفسه تحت الأشجار، ودافينشي وسقراط وغيرهم من العباقرة وجدت عليهم علامات التوحد، ويعتقد اليوم أن التوحد قد ساعد أولئك العباقرة للوصول لما هم فيه، فلا تنسى أن انعزالهم عن الناس ساعدهم على الابتعاد عن المؤثرات الخارجية وعلى التركيز على أفكارهم بشدة وكذلك وفر لهم الوقت للبحث والتأمل وجعل ذاكرة كل منهم قوية فهي لا تستقبل من المعلومات كل ما هب ودب.
وأخيراً فأعتقد أن توحدهم جعلهم يكونون آراء خاصة لكل شيء ولا يستلمون مثلنا الآراء الجاهزة والخاطئة في كثير من الأوقات.