من العشق القمنداني

> «الأيام» سند حسين شهاب:

> ظاهرة العشق في الأغنية اللحجية ظاهرة متميزة بل هي من قفزت بهذه الأغنية إلى المقدمة في إطار الأغنية اليمنية، ولا شك أن هذا التفوق لهذه الأغنية لعبت فيه العواطف دوراً لا يستهان به، لمَ لا؟ وهي التي تظن أن القلب حطب فتشعل فيه نيران المحبة.

لم يكن القمندان اول من كتب الأغنية اللحجية كما يظن الكثيرون، بل انه من جددها ونفخ في روحها بعد أن وظف تاريخ بلاده بكل شاردة وواردة فيها كما استعرض ثقافته الكونية فيها واستفاد من فترة النهضة السياسية والاقتصادية التي عاشتها لحج في تلك الفترة، ولهذا فقد ظهرت الأغنية القمندانية الى الوجود بشكل غير تقليدي مما أضفى عليها نكهة خاصة لدى المتلقي عند الاستماع إليها.

فلسفة العشق في الأغنية القمندانية ترتكز على أن الهوى هو العنصر الأساسي في بناء معادلة القصيدة، فكل قصيدة للقمندان يلحظ المرء انها لا بد من أن تستقيم على عنصر الهوى مهما كانت مدلولاتها، ولا شك أن القمندان لم يبن هذا الشيء من فراغ بل إنه كان يقصده تماماً عند النظم لأنه يعلم وقع هذا الأمر على المتلقي نفسه وبالتالي استسياغ القصيدة اولاً ومن ثم الغوص في تفاصيلها.

مباح العشق لأهل الهوى

وامن معاه زين حبه

يسويله قشاقش ولبه

كيف السبيل الى فهم هذه الفتوى العشقية التي أصدرها القمندان دون الرجوع إلا إلى قلبه الذي تعلق بـ «جاهل» جعله يرسم مصير الآخرين.

معي جاهل وفي ساعده قش

وكلما سار قش قش

هلي أبيض وخده منقش

لماذا يجاهر القمندان بهذا العشق ويبيح للكل أن يفعلوا ما فعله هل كان لصوت سواعد (جاهله) وقع خاص دغدغ عواطف الرجل وجعله يقدم على هذا الفعل.

ما طيفك للهوى يا القلب الهلع ليه تعشق

اوبه من النار تحرق

وصاحبي لا ذكرته مولى الجعيد المنذوق

يشوق القلب واشتاق

يعترف القمندان في قرارة النفس وخارجها كم هو وقع هذا الحب مؤلم على صاحبه، وها هو قلبه يوقعه في هذه الشباك المحرقة فيجعله أسيراً لشوق ما انفك يفتح ذاكرة الرجل لمحبوبه وجعيده المنذوق.

لانته تبا الزين يسلا لك

فارق الناس وانذق

وارضى معه دوب واحنق

هل صار القمندان هنا بابا للحب حتى يتلو هذه النصائح العشقية لمن هم على هذا الطريق؟ وهل صار لزاماً على كل من هو على شاكلته أن يصبح قدسياً في هذا المعنى العشقي حتى يرضي محبوبه.

مسى ماطر بوادي الهوى رددنا لجاع المحبة

زحينا العشق عقبه وآبه

ومن حب الظبى في الهوى هوه والظبى وثبه بوثبه

وريح الصبح يلعب بقلبه

تجليات القمندان العشقية امست تفلسف نعيمها وتسقطه سيلاً يروي أرض الفؤاد لتثمر عشقاً يهب على القلب كالنسمات.

خفا يسري معي ليليه بالسكتة مغطى مجمش

ولا قد لحلح الصبح غبش

وانا قلبي من العشق عاده

الا أمس شبه تنشنش..

رجع رد الهوى هشني هش

تقلبات العشق على أهله جعلت القمندان بين ازدواجية الإعلان عن المحبوب وسرية اللقاء به، وهذا الأمر يبدو خلاصة لتجربة عند الرجل من ذي قبل وإلا لما « نشنشه الحب وهشهشه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى