> أكد مصدر مسئول بالمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان ان مجلس الوزراء قد اعتمد خطة وطنية تتضمن تكثيف الترصد الوبائي والتوعية بمرض انفلونزا الطيور وطرق انتقاله، والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية في سبيل مواجهة أي طارئ.

وكان المصدر يتحدث أمس الأول في تصريح لـ«الأيام» حول أهم المعايير الوقائية الواجب اتخاذها لاحتواء هذا المرض، موضحا انه في المناطق الموبوءة يجب تجنب الاحتكاك المباشر بالدواجن بما في ذلك لمس الدواجن والطيور والبط التي لا تبدو عليها امارات المرض، او المريضة منها او تلك التي نفقت، تجنب مزارع الدواجن او الأماكن التي توجد فيها وتجنب لمس مخلفاتها، غسل اليدين بصورة مستمرة والحرص على النظافة العامة باستخدام الصابون او المواد المعقمة، ضرورة طهي الدواجن او بيوضها في درجة حرارة مرتفعة لأن فيروسات انفلونزا الطيور تموت بالحرارة المرتفعة وهي تعيش في درجتي رطوبة وحرارة منخفضتين لأيام وأسابيع، وتستطيع الحياة في الماء وعلى الأرض، مما يحتم تطهير البيئة التي يعيش فيها.

وحول ماهية مرض انفلونزا الطيور قال ان هذا المرض يسببه فيروس له (3) أنواعA,B,C) ) أخطرها النوعA) ) وهو يصيب الإنسان، بالإضافة الى وجود العديد من أنواع انفلونزا الطيور الا ان النوع المعروف باسم) اتش5ان1) هو الأكثر خطورة حيث تزيد احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بهذا النوع من الفيروس، ويمكن ان يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة.

أما عن كيفية انتقال فيروس انفلونزا الطيور للإنسان فقال: «كان يعتقد ان انفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط الى ان ظهرت أول حالة اصابة بين البشر في هونج كونج عام 1997م، فهو يصيب الجهازين التنفسي والمعوي للطيور ويحدث تغيرات جينية بصورة مستمرة ويسبب المرض والوفاة في الدواجن المحلية، حيث يلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور او الدواجن المصابة ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع افرازاتها الفموية او الأنفية او عن طريق فضلاتها التي تتحول الى مسحوق ينقله الهواء ومن هذه المخلفات يمكن ان يصاب الإنسان عن طريق الاستنشاق.

وفيما يتعلق بأعراض انفلونزا الطيور، قال المصدر ان تلك الأعراض تتشابه مع العديد من أنواع الأنفلونزا الأخرى حيث تصيب الإنسان بالحمى واحتقان في الحلق والسعال، كما يمكن ان تتطور الأعراض لتصل الى التهابات تنفسية حادة قد تؤدي الى الوفاة، وجميع الذين أصيبوا بالمرض حتى الآن ثبت احتكاكهم مباشرة بحيوانات حية سواء في المزارع او في الأسواق.

وفي رده على سؤال عن حجم خطورة انفلونزا الطيور وامكانية الشفاء منها، أشار المصدر الى ان احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بأنفلونزا الطيور ترتفع، وتقدر الإحصاءات الحالية ان معدل الوفاة بين المصابين يصل الى 80%، وان المرضى المصابين بأنفلونزا الطيور يمكن ان يبرأوا من الفيروس اذا تعاطوا مضادات الفيروسات، حيث يعمل الباحثون في الوقت الراهن على تطوير مصل مضاد للمرض.

وحول امكانية انتقال العدوى بالفيروس من مريض الى شخص آخر سليم، ذكر المصدر انه لم يتم حتى الآن اثبات ذلك، مشيرا في هذا الصدد الى انه من اجل تجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن التي توجد فيها الدواجن الحية حيث يمكن ان يتفشى الفيروس بشدة.

وقال ان القلق العالمي تجاه هذا المرض يرجع الى الخوف من ان الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معا نوعا جديدا من الفيروسات يمكن ان ينتقل من شخص لآخر «وهنا ستعلن الجائحة العالمية التي تهدد كل دول العالم».

ويمكن ان يحدث هذا الاندماج في حالة اصابة شخص مريض أساسا بنوع من أنواع الأنفلونزا بفيروس أنفلونزا الطيور، وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه زادت احتمالات تطور مرضية الفيروس.

وفيما يتعلق بإمكانية الاستمرار في تناول لحم الدجاج قال: «يمكن ان يستمر الناس في أكل الدجاج دون قلق، لأن الخبراء يؤكدون ان فيروس انفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل، لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة، وأعلنت كثير من الدول انه يتم النظر حاليا في امكانية اتخاذ اجراء وقائي لحظر استيراد منتجات ولحوم الدواجن من الدول التي ظهر فيها الفيروس لمنع وصول أي طيور مصابة الى أراضيها».