> كثفت الجهود امس الاثنين للوصول الى سكان القرى المحاصرين في جبال شمال باكستان بعد ان دعا اصدقاؤها واعداؤها الى تقديم المساعدة لما يصل الى ثلاثة ملايين ناج من الزلزال ارعبتهم الهزات الجديدة.

ووقعت هزة بلغت قوتها ست درجات بمقياس ريختر مساء امس الاول الاحد وهي واحدة من اقوى الهزات الارتدادية من بين ما يقرب من 900 هزة سجلت منذ زلزال الثامن من اكتوبر تشرين الاول ولكن لم ترد تقارير عن وقوع وفيات جديدة.

ولم ترد كذلك تقارير عن وقوع انهيارات ارضية كبيرة في التلال الوعرة التي يعمل بها مهندسو الجيش على مدار الساعة لاعادة فتح الطرق التي دمرت في الزلزال الذي قتل 53 الف شخص على الاقل واسفر عن اصابة اكثر من 75 الفا بجروح خطيرة.

ولا يمكن توصيل المعونات بكميات كافية الا بعد اعادة بناء الطرق وهو امر قد يستغرق في بعض الحالات اسابيع لبلوغ قرى ما زال الوصول اليها متعذرا قدر عددها بنحو 2000 قرية لكي يتسنى لمئات الاف الاشخاص تحمل فصل الشتاء الذي يقترب بسرعة شديدة.

ولا يستطيع اسطول طائرات الهليكوبتر برغم تزايده الوصول الى كل القرى او ايصال معونات كافية الى اكثر المناطق تضررا في كشمير الباكستانية والاقليم الحدودي الشمالي الغربي المجاور.

وفي راجكوت التي تبعد رحلة يومين سيرا على الاقدام عن مظفر اباد عاصمة كشمير الباكستانية في حين يستغرق الوصول اليها بالهليكوبتر عشر دقائق شكا فريد ايوب من ان الامر استغرق 13 يوما لتصل اي معونات الى قريته.

ويشكو مسؤولو الاغاثة من ان العالم بطيء للغاية في توفير الاموال اللازمة لمساعدة ما يصل الى ثلاثة ملايين مشرد يحتاجون الى المأوى والطعام خلال فصل الشتاء رغم ان المفوضية الاوروبية وعدت بدفع 80 مليون يورو (96 مليون دولار) على الاقل.

وقال رشيد خاليكوف كبير منسقي الامم المتحدة لشؤون معونات الاغاثة انه بعد ان لم يبق سوى خمسة او ستة اسابيع على بدء تساقط الثلوج الكثيفة بدأت المعونات تتدفق بسرعة اكبر قبل يومين من اجتماع الدول الغنية في جنيف لمناقشة سبل مساعدة باكستان.

وقال "الكميات تتزايد. الخيام والطعام والمواد غير المتعلقة بالطعام."

ولكن لا تزال الحاجة للمزيد قائمة وقال خاليكوف ان الامم المتحدة تتحدث الى حلف شمال الاطلسي بخصوص ما يمكن توفيره مشيرا الى "كل شيء من الحفارات الى القفازات" بالاضافة الى الكتيبة الهندسية والفرق الطبية التي وعد بها الحلف بالفعل.

ولكن الوقت ينفد بسرعة حيث ان درجات الحرارة في تلال كشمير الباكستانية التي تحملت العبء الاكبر للزلزال الى جانب الاقليم الحدودي الشمالي الغربي تنزل ليلا دون درجة التجمد بالفعل.

وطلبت باكستان فتح خمس نقاط عبور على طول الخط الذي يفصل بين شطري كشمير والذي يشهد وجودا عسكريا كثيفا,وعرضت الهند فتح ثلاثة مخيمات اغاثة هناك.

وقالت تسنيم اسلام المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ان المحادثات مع الهند بشأن القضية الحساسة الخاصة بفتح الحدود ستبدأ في اسلام اباد يوم السبت الماضي.

وتعهد الجنرال الامريكي جون ابي زيد قائد القوات المركزية الامريكية بأن ترسل الولايات المتحدة مزيدا من طائرات الهليكوبتر بينما حث أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المسلمين على مساعدة ضحايا الزلزال في باكستان بالرغم "تبعية" الحكومة الباكستانية للولايات المتحدة.

وقال ابي زيد بعد تفقده منطقة الكارثة بالطائرة "المجتمع الدولي يحتاج للاستمرار في تقديم المساعدة ويمكنك ان تعتمد بالطبع على ان الولايات المتحدة ستستمر في المساعدة ايضا."

واضاف قائلا للصحفيين "وفرنا اليوم طائرتين هليكوبتر أخريين قادرتين على نقل حمولات ثقيلة يمكن أن تحضرا من افغانستان."

وقال "ولدينا نحو 13 طائرة أخرى هناك في طريقها الى هنا,وسنوفر في النهاية نحو 25 طائرة أخرى هنا. إننا نقدم اقصى ما يمكننا تقديمه."

ونقل ابي زيد على طائرته عائدا الى اسلام اباد عدة اشخاص يعانون من اصابات خطيرة مشددا على الحاجة الملحة للمزيد من طائرات الهليكوبتر ومن بين المصابين فتاة تعاني من الشلل بعد اصابتها بكسر في ظهرها.

وانتقد الظواهري الذي ظهر في التسجيل مرتديا عمامة بيضاء وبجواره بندقية الرئيس الباكستاني برويز مشرف في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة الفضائية,ولكنه دعا الى مساعدة الناجين من الزلزال.

وتشتد حاجة الناجين للمأوى. وقال مسؤول في مجال الاغاثة انهم بحاجة الى 540 الف خيمة ولكن مع قلة الامدادات العالمية من الحيام قد يكون هناك نقص يصل الى 200 الف خيمة.

وقال الظواهري "أناشد المسلمين عامة وأناشد الهيئات الخيرية الاسلامية خاصة أن تبادر بالانتقال إلي باكستان لمد يد العون لاخوانهم الباكستانيين."

وكانت واشنطن قد وجهت اتهامات الى عدة مؤسسات خيرية اسلامية بتمويل متشددين مسلمين.

ويعتقد أن بن لادن والظواهري يختبئان في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.