الشيخ عبدالله بقشان:لم أكن أتصور أنني بعد تركي لحضرموت أعود إليها ثانية لظروف عديدة

> «الأيام»سند بايعشوت:

> للأمانة أقول إن حضرموت اليوم تختلف عن حضرموت أيام الحكم الشمولي40 عاماً هي المسافة الزمنية الفاصلة لزيارة الشيخ عبدالله أحمد بقشان لحضرموت حيث كانت زيارته الأولى حينما كان عمره (8) سنوات.. واليوم تعددت زياراته لحضرموت منذ مارس 2002م إلى يومنا حتى تكاد توصف بالزيارات المكوكية، إذ أن كل زيارة لحضرموت يكون لها شأن في تعزيز لبنة (المجورة) إلى قاعدة (الشراكة)، فأصبح خير سفير لنيل ثقة كبار المستثمرين ورجال الأعمال والمال للاستثمار في البلاد في ظل مناخات جديدة بدأها بمشاريع استثمارية عملاقة في فترة زمنية قياسية لتكون فاتحة لجهد جديد نحو تعزيز الاقتصاد الوطني.

«الأيام» التقت بالشيخ عبدالله أحمد بقشان برغم مشاغله الكثيرة لتفتح صفحة من حياته خلال اللقاء التالي:

مبتدأ وخبر
لم يدر في خلده أن زياراته الأولى لحضرموت بعد انقطاع دام 40 عاماً ستدهشه في حفاوة الاستقبال الشعبي والرسمي الكبير الذي حظي به حينما وطئت قدماه في 5 مارس 2002م وكأنه في موعد طالما انتظره الجميع بلهفة وشوق للأكارم من آل بقشان وفي مقدمتهم الشيخ عبدالله أحمدبقشان الذي يجسد في سلوكه وتواضعه الجم سيرة والده الخالد الشيخ أحمد سعيد بقشان رحمه الله وأدواره التاريخية في تاريخ حضرموت الحديث في ستينيات القرن الماضي في توطيد دعائم السلم الاجتماعي مع أخوانه الكرام المشايخ عبدالله وسليمان يرحمهما الله. وكما يقول الشيخ عبدالله أحمد بقشان بعد زيارته الأولى لحضرموت أنها تركت عظيم الأثر في نفسه وجعلته في حضور دائم من خلال زيارته المكوكية لحضرموت.. ومعظم محافظات الجمهورية ومنها صنعاء ، وعدن، وأبين وغيرها.

لقد تكررت زيارته لحضرموت بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة على يد صانعها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفي كل زيارة لحضرموت يفاجئ الجميع باصطحابه بطائرته الخاصة (الحالكية) كبار المشاهير في المملكة العربية السعودية الذين يشار إليهم بالبنان، وكانت غبطة حضرموت لزيارة هؤلاء الكرام والتي تقطعت بهم السبل في زيارتها في وقائع سنوات الجمر فكانت الزيارة التاريخية للدكتور عمر عبدالله بامحسون لحضرموت بعد أربعين عاماً تلتها زيارة الشيخ عبدالله سالم باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك التجاري السعودي، وسبقتها زيارات المشاهير في الاقتصاد والإدارة مثل عبدالرحمن باجمال وبابجير وشخصيات أكاديمية وعلمية مثل الدكاترة باناجه والسري، والجفري، وجروان، والدكتور سلكوع، اختصاصي في جراحة وأمراض الكلى وغيرهم كثير يشار لهم بالبنان على مستوى الجزيرة والخليج.

وحري بنا التذكير في هذا المقام بشخصية الشيخ عبدالله أحمد بقشان الغنية عن التعريف على مستوى الجزيرة والخليج فهو من بيت كرم وجود أسس بناءه ومداميكه آباؤه الكرام القادمون من حضرموت لأرض الحجاز في سنوات التأسيس في عهد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وأبنائه الملوك الأجلاء العظام (رحمهم الله) ثم الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الذين يحترمون بيت آل بقشان باعتباره مساهماً في نهضة البلاد السعودية في سنوات التأسيس.

والشيخ عبدالله أحمد بقشان يحظى بتقدير واحترام الجميع في اليمن والخليج مسئولين ومرؤوسين صغاراً وكباراً، وهو لا يحتاج إلى مدح بل تسجل مآثره الرائعة أعماله الجليلة في إسهاماته المجتمعية الكبيرة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً للبلاد.لقد وصفه وزراء دولة معالي رئيس مجلس الوزراء عبدالقادر باجمال والتي تميزت بأنها حكومة تكنوقراط بأنه رجل مبادرة في إسهامه في المجتمع المحلي بحضرموت، ولعل وصف الأستاذ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت ليس مبالغة إذ قال أن إسهاماته في البنية الاجتماعية تجاوزت خطط التنمية.

وللتذكير هنا إن استثماراته الضخمة حظيت باهتمام القيادة السياسية في بلادنا وتشجيعها كونها تجلب فرصاً للعمل، وتسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وكانت تلك الاستثمارات العملاقة مثل شركة أسماك اليمن المحدودة والتي يرأس مجلس إدارتها، ومشروع درة المكلا السكني ومشروع الشركة العربية اليمنية للأسمنت المحدودة ومشاريع سياحية وزراعية أخرى في محافظات الجمهورية.

واخيراً.. لقد جعل الشيخ عبدالله أحمد بقشان من (خيلة بقشان) شعلة تضيء وادي دوعن الكبير، وجعل من مدينة المكلا موطئ قدم له فقد أحبها كثيراً يبادلها الحب بالحب من خلال زيارته المكوكية لها في نهاية كل شهر.

في هذا اللقاء الخاص نبحر مع الوجه الآخر لشخصية الشيخ عبدالله أحمد بقشان في حصيلة السطور التالية:

المولد والنشأة
نريد أن نتعرف على الميلاد والنشأة في بداية اللقاء؟

- أنا من مواليد مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في 2 ذي الحجة 1374هـ الموافق 21/7/1955م، درست الابتدائية في مكة المكرمة حتى الصف الخامس، وبعد وفاة الوالد (رحمه الله) أكملت تعليمي الابتدائي في مدارس (الثغر) النموذجية بجدة ثم أكملت المتوسط ثم الثانوي حتى تخرجت عام 1972م/1392هـ.

أصدقاء الطفولة
من هم أصدقاء الطفولة الذين مازلت تتذكرهم في تلك الفترة؟

- والله بالنسبة لأصدقاء الطفولة أثناء الدراسة كثيرون، البعض مازلت التقي بهم إلى الآن، والبعض الآخر واصل معي الدراسة الجامعية، وبعضهم ممن سكنوا معي في السكن الداخلي أيام الجامعة بينهم زميلي المهندس مصطفى أحمد فضل الذي درست أنا وهو منذ الابتدائية فالثانوية حتى إلى الجامعات ومازلت أتواصل مع أصدقائي إلى يومنا سواء كانوا أيام الجامعة أو قبلها.

لأول مره في خيلة
متى جئت إلى حضرموت لأول مرة قادماً من السعودية؟ وماذا كنت تتذكر في تلك الفترة عن خيلة؟

- الحقيقة أنا جئت إلى منطقة خيلة لأول مرة وعمري ثماني سنوات في حضور زواج أخي علي أحمد بقشان، وحينها كنت أدرس في الصف الثالث الابتدائي وقد جئت مع والدي رحمه الله عام 1963م إلى المنزل الحالي الذي لم يتغير فيه الشيء الكثير، والذي أتذكره في ذلك الوقت في خيلة كانت هناك (بطاح) نلعب فيها حينما كنا صغاراً مع مجموعة من أصدقاء الطفولة في المنطقة حيث لا يوجد لها أثر الآن.

بكلاريوس هندسة مدنية
ماذا بعد إكمال دراستك الأساسية في مدارس المملكة؟ وماذا كانت رغبتكم حينما التحقت بالجامعة؟

- كما ذكرت بعد أن أكملت تعليمي المتوسط والثانوي في جدة، أكملت دراستي الجامعية في جامعة البترول وتخرجت عام 1977م بكلاريوس هندسة مدنية وهي رغبتي الحقيقة في هذا التخصص منذ التحاقي بالجامعة عام 1972م، وكنت أقول دائماً أن السوق هو الذي يتحكم في التخصصات، وتعرف حينها كانت ما يسمى في تلك الفترة بـ (الطفرة) في المملكة العربية السعودية وكانت الرغبة والاتجاه تصب كلها في الهندسة المدنية.

غيرت الكثير في حياتي
ما الذي أضاف إليك التحاقك بالجامعة ومن هم زملاؤك في الجامعة؟

- والله هناك العديد من الزملاء الذين كانوا معي في الجامعة، ومازالوا يعملون في هذا الاتجاه بينهم أصدقائي مجدي إسلامي، وعبدالعزيز مرشد، ومحمد ناصر حبتور، وغيرهم كثير جداً.. وحقيقة دراستي في جامعة البترول والمعادن غيرت الكثير في حياتي، يمكن لو درست في أي جامعة لن أجد ما وجدته من استفادة في جامعة البترول والمعادن.

الاعتماد على النفس 100%
بماذا غيرت الجامعة الكثير في حياتك؟

- انا أحمد الله على فضله كثيراً، ثم لجامعة البترول التي أثرت في شخصيتي كثيراً جداً فالعيش في الجامعة يجعلك تعتمد على نفسك 100% لأنك أنت المسؤول عن نفسك في كل شيء، وهنا أود أن أقول إن الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود لابن عمي الشيخ مرعي عبدالله بقشان الذي كان مصراً على استكمال تعليمي الجامعي.

زيارة حضرموت
هل كنت تتصور أنك سوف تعود ثانية لزيارة حضرموت؟

- حقيقة لم أكن أتصور أنني بعد أن تركت حضرموت سوف أعود إليها ثانية لظروف عديدة جميعنا نعرفها تماماً، منها إجراءات الحزب الشمولي الحاكم آنذاك والذي كان له دور في إخراج أهلي من البلد ومنهم عمي الشيخ سليمان سعيد بقشان يرحمه الله الذي كان متعلقاً جداً بالبلد، ومشروع طريق (رأس حويرة- خيلة بقشان) كانت إحدى أمنياته التي تحققت في الوحدة اليمنية المباركة، والكل يدرك وقتها حينما بدأ العمل في المشروع في فترة السبعينيات ألحقوا به الاذى وعملوا على احتجازه في السجن وتركنا حضرموت حتى جاءت الوحدة اليمنية المباركة، وتوقيع معاهدة الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية.

حضرموت اليوم
كيف رأيت حضرموت عند زيارتكم إليها بعد فترة طويلة؟

- فعلاً بدأنا بالتفكير في العودة إلى حضرموت، وكانت الزيارة الأولى لي في تاريخ 5 مارس 2002م وبعدها توالت الزيارات إلى اليمن فأصبحت بمثابة زيارات دورية، أقل زيارة مكثت فيها حوالي (4) ساعات، وأكثر زيارة أمكث فيها (4) أيام كما هي عادتي في زيارة حضرموت كل شهر، وللأمانة أقول إن حضرموت اليوم تختلف عن حضرموت أيام الحزب الشمولي السابق الذي لم يعمل على تطوير البلد بل أرجعها كثيراً إلى الوراء، واليوم يرى الناس المنجزات تتحقق يوماً إثر يوم وإن شاء الله إلى الأمام بمزيد من الانجازات في البلد.

صفات حميدة
هل صحيح أنك ورثت من والدكم الصفات الحميدة التي يتمتع بها ويعرفها الجميع في حضرموت؟

- والله... لا أستطيع أن أقول لك أي شيء في هذا الامر، فهو متروك للناس الذين هم يقدرون تلك الامور، ولكن أتذكر أن البعض من أقاربي يقولون أن صفات وملامح والدي رحمه الله أقرب مني بعض الشيء، والحقيقة أنا احتكاكي بوالدي لم يكن كافياً كونه توفي رحمه الله وأنا صغير جداً ولم أدرك عنه الشيء الكثير في تك الفترة.

رياضة المشي
كيف تقضي يومك؟

- أقضي يومي مثل أي شخص عادي.. بعد صلاة الفجر أمارس رياضة الجري بمعدل نصف ساعة يومياً مع تمارين رياضية أخرى، ثم أذهب للعمل في مكتبي الذي غالباً ما يكون بين جدة والرياض، وعندما أكون في جدة أقضي أوقاتي مع أسرتي بالاضافة إلى حضوري المناسبات الاجتماعية، ولي عادة أن اقضي يوم الخميس في الحرم المكي الشريف، وهذه منذ زمن طويل.

راحة واطمئنان
ما هي المدينة التي ترتاح فيها كثيراً عند زيارتك المتكررة لحضرموت؟

- اشعر بالراحة والاطمئنان عندما أكون في حضرموت.

وحقيقة كل مناطق حضرموت أرتاح لها وأكثرها ارتياحاً بالنسبة لي هي مدينة المكلا التي أحببتها كثيراً، فقد زرت صنعاء وعدن وغيرها، وقد يكون منبع هذا الارتياح عندما يكون الإنسان بين أهله وذويه، وبالنسبة للخارج فأغلب زياراتي هي إلى الولايات المتحدة الامريكية خاصة قبل 11 سبتمبر.

ارتباطات كثيرة
وماذا عن أبنائك هل لهم نفس خصالك؟

- بالنسبة لاولادي فيصل له ارتباطات كثيرة هنا في حضرموت وهو من هواة (القنص).. وهو خريج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكذلك أحمد فهد طالب بالجامعة نفسها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى