هل أصبحنا خلف الكواليس؟

> «الأيام» نجوى دائل العريقي/تعز

> مع أعياد الثورة بدأت الشوارع تنظم وتعلق الأضواء فيها وأصبحت المدينة كأنها عروس تزف، ولكن مع الأسف لو نظرنا إلى وجوه سكانها لوجدنا الحزن والألم، تقاسيم هذه الوجوه أصبحت جافة وعيونهم أصبحت شاخصة كأنها ماتت ثم بعثت.. ابتسامتهم فيها المرارة وضحكهم أصبح هزلاً، يقفون في الشوارع بطريقة منظمة، وإذا نظرنا اليهم نجدهم مثل الأشجار في أيام الخريف، حتى أطفالنا لم نعد نجد البراءة في عيونهم، أصبح الحزن يسكن أحداق عيونهم، منشورين في الشوارع يبحثون عن لقمة العيش، يتساقط المطر عليهم ويسدل الليل ستاره عليهم وهم نائمون في الشوارع، أصبح سكنهم الشارع وأكلهم من براميل القمامة، والتشرد مهنة يمارسها الصغير والكبير.

فأي أمل نرجوه من هذه الوجوه وهذا الحال الذي وصلنا إليه، لذلك تجدني أحلم أن أرى مدينتي شجرة في فصل الربيع مثمرة ومزهرة. أحلم أن أرى الابتسامة تنور وجوه الآخرين، أن أرى التراحم بينهم والعدل يسود بين الناس، لا نريد الترف، لا نريد المظاهر الكذابة، نريد الخير أن يعم هذه البلاد، اتمنى أن تعود اليمن السعيدة خضراء وأتمنى أن ارها نضرة بملامح إنسان، وقوية كأشجار الغار، وعروس في ليلة زفافها.

أتمنى أن أعيش هذا الحلم الجميل، ولا أريد أن يكون كابوسا فتفتح عيوني على شبح أصبح في الثمانين انحنى جسمه بسبب الأعاصير والصواعق وعيونه مغرورقة بسبب الدموع، وملامحه ضاعت بسبب الألم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى