يموتون غرباء!

> أحمد علي الأحمدي:

> هكذا أراد الأديب اليمني الراحل محمد عبدالولي، أن يرسم كتابه عن حياة المهاجرين والمغتربين اليمنيين، وها نحن جعلنا منه عنوان مقالتنا هذه، التي نتعرض فيها لعلاقة المهاجرين والمغتربين اليمنيين بوطنهم اليمن، ذلك أن الشعب اليمني ومنذ القدم عرف بأنه من بين أكثر شعوب العالم ولعاً بحياة الهجرة والغربة والمغامرة، وعن مشاركته وإسهامه الفاعل في التطور والبناء، حيثما اغترب أو هاجر، كما أنه شديد الحب والشوق والحنين لوطنه الذي ربما غادره صغيراً أو يانعاً، وهو الشعور ذاته الذي يحسه أبناؤهم وأحفادهم بالرغم من أنهم ولدوا في المهجر، بحسب طبيعة وتركيبة مولدهم، أكانوا من أب يمني وأم يمنية، أو من أم غير يمنية فرضتها ظروف الاغتراب، وهي ظاهرة نترك تفسيرها وتحليلها للقائمين على شؤون مراكز دراسات الهجرة والاغتراب، ووزارة شؤون المغتربين.

أما الشيء الذي نتساءل عنه، ويتساءل معنا أهلنا وذوونا هو ما مدى العلاقة بين مغتربينا وكيف تتعامل معهم مصلحة الأحوال الشخصية، وتحديداً في محافظة حضرموت؟ وما هو الشيء اللا مفهوم فيما يخص علاقتهم بهذه المصلحة؟ والمفهوم اللا مفهوم عند المسؤولين فيها والقائمين عليها، وكلها عبارة عن دوامة من بنات أفكارنا وصنع أيدينا، يتفاجأ بها المغترب اليمني متى ما أراد إثبات هويته اليمنية، في يمن الواقع، يمن الإيمان والحكمة، لنغرس فيهم وقعاً أشد إيلاماً مما كانوا يعانونه في غربتهم، ليعود كل منهم يائساً من سعيه وحماسه، وبانطباع ندرك جميعنا انعكاساته، يستثنى من ذلك المغترب العائد صاحب الملايين الطائلة والشهرة المرموقة، في الوقت الذي نزرع في نفوسهم الآمال والأحلام، وما ينتظرهم من حياة مستقرة وهادئة في وطنهم، عبر لقاءاتنا المباشرة بهم في مواطن غربتهم على المستوى الرسمي الرفيع، أو ما يطالعونه عنهم في مختلف أجهزتنا الإعلامية الرسمية.

إن استمرارنا على هذا الحال تجاه مغتربينا، يفقد المصداقية في أقوالنا، وتجعلهم يزدادون هوة وجفوة مع وطنهم اليمني، فعلينا البحث عن مكامن الخلل بشأنهم وتوفير الأنظمة والقوانين الواضحة، البعيدة عن الغموض، وتذليل الصعوبات من أمامهم، فالوطن يظل شامخاً بشموخ أبنائه، الذين هم في الداخل أو من هم خارجه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى