فكرة جديدة لمدير التحرير

> محسن علي بريك:

> من هنأ نبدأ.. من فكرة مدير التحرير الأخ تمام ولعمر الحق فهي فكرة جديدة سديدة في دنيا صحافتنا المحلية ارتآها وطفقت برأسه ألا وهي السيرة الذاتية للكاتب نفسه وبقلمه Auto-biography مستعرضا حياته بحلوها ومرها وما مرت به من مرتفعات ومنخفضات عبر سنوات العمر.

هي عبارة عن فيلم سينمائي هو بطله منذ نعومة أظفاره إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم في شريط من صور تتوالى من الوجدان حتى الآن في كاسيت الذكريات تشمل العمر كله منذ طفولته في جميع مراحل حياته وكل أدوارها.

لو أطلق لقلمي العنان لما توقفت عن الكتابة ولملأت سفرا أو مجلدا فعليّ إذن أن أمسك بالزمام فالذكريات تهجم عليّ وتتتالى متسابقة متلاحقة تسد أفق تفكيري حتى لا أكاد أمسك بها.

أعود إلى بدء. والبداية هي البطولة والتلمذة أحلى فصول العمر .. أنا - وأعوذ بالله من قولة أنا- من مواليد الفيحاء الشيخ عثمان كما ندعوها شأني شأن الأطفال في كل أرجاء عدن التي تحيط بها الكتاتيب، ففي حارتنا معلامة الفقيه حيدرة والفقيه جبلي، التي عاش فيها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في منتداه في الركن وهذه تسمية لمبرز القات أو كما يسميه البعض الديوان، وابتدأت في بـ 6 شارع العراسي وفي الركن الأول الفقيه جازم وفي الركن الثاني معلامة الفقيه علي سالم قبل استبدال العشش ببيوت من اللبن، وانتقلت إلى كتاب الأستاذ المرحوم (أبو نجيب يابلي) وهو بيت علم أهلني إلى الالتحاق في الصف الثالث مدرسة الحكومة اليوم الشرقية أو ردفان قبل الانخراط في الثانوية الوحيدة في كريتر مساق سبع سنوات متواصلة تضم طلبة من الشيخ والمعلا والتواهي وكريتر عدن إلى جانب المدارس الأهلية، والحقيقة كانت في عهدنا أزمة مدارس فلا يصل إليها إلا من رحم الله من كل المناطق في عدن، حيث نتناول الغداء ونعود إلى بيوتنا مساء، ولحسن حظنا بعد تشطيب (كلية عدن) نقلنا إليها وإلى (المعهد الفني).

ما كان يضايقني كثيرا أثناء التلمذة هو لثغة في نطقي الراء فألفظه كالفرنسية أقرب إلى الغين، فعند التحضير في الصف أنطق «موجود» لا «حاضر» كبقية الطلبة. ومرة سألني الأستاذ علي غانم كليب ما اسمك؟ فأجبته وسط عاصفة من ضحك الطلبة، فاحتج بقوله: أنا اسمي (كليب) فلماذا هذا الضحك؟ وكان زميلا لأخي في السودان. ولا أنسى الأستاذ عبدالعزيز عمر علي الذي كان يشيد بأسلوبي في الإنشاء لأنني كنت أقرأ لدى الوالد الشاعر عوض بن عوض بامدهف ديوان المنتبي وبعض الجرائد والمجلات، إذ كان يرحمه الله يعيش في حافتنا حافة القحم. كما أتذكر من معلمينا الأستاذ عبدالله محمد حاتم الذي إن لم أحسده على علمه فعلى خطه الرائع. إلى جانب الأستاذ شيخان الأمين العام للرابطة عليه الرحمة، وفيصل علي محمد الفقيه أطال الله في عمره، والمصري الوحيد علي طريح، وأبو أمين أحمد بن أحمد ثابت مدرس الدين.

مما شجعني وأشركني في مجلة (الأديب) الأستاذ عبدالله فاضل فكنت أعيش في مكتبته الحافلة التي تعتبر أكبر مكتبة في عدن والجزيرة ثم أذهب إلى أستاذي الشاعر لطفي أمان لأن الباب أمام الباب في كلية عدن، وقد ذكرته بقصيدة هي: اضحكي.. اضحكي وأنا أحترق.

في معمعة العمل رأيت الناس يهرعون إلى حاشد لأن هناك اكتتابا للعمل في بكتل/ ويمبي، فالأولى أمريكية والأخرى بريطانية لتنفيذ مشروع مصافي عدن الصغرى، و«مع القوم يا شقراء» كما نقول فكان نصيبي أمن الشركة بين الجبلين وتوفيق العوبلي في الجسر الذي كانت ترفعه قوارب عند المد وينخفض عند الجزر، وبطبيعتي كالنحلة تتنقل من زهرة إلى زهرة وجدت نفسي في الميناء البترولي حيث تسكب التانكرات السفن التي تأتي بالنفط الخام إلى المصافي، وبالفعل لبست البذلة الزرقاء كعامل في المصافي حيث يصفى الزيت في الكرود يونيت - أي قسم الخام- ثم قفزت إلى جيش محمية عدن في الكتيبة الثامنة وكأنني مونتجمري، بيد أنني سئمت الحل والترحال أينما تحركت الكتبية من نجد ميزر إلى نجد مرقد في بيحان إثر معارك (قاع بامسلم) وهي معارك مريرة خاضتها قبائل ربيز في العوالق، فمللت الجيش وقدمت إلى المستر سلول لأنظم إلى الشرطة بيد أن أستاذي المستر سادلتن سحبني من أمامه ليلحقني بسطلة ضواحي الشيخ (البلدية) وعند إجازتي أخذني أستاذي روبرتسن إلى المجموعة الممتازةA. Group في مركز تدريب المعلمين. إلى هذا الجزء من حياتي اتوقف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى