رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- سلطان شبوطي...المدينة هي الفيحاء «الشيخ عثمان» التي كانت تابعة للسلطنة اللحجية وآلت إلى الادارة البريطانية في 6 فبراير 1882م أثناء ولاية الحاكم البريطاني آنذاك الميجر جنرال فرانسيس لاك، وأسندت الإدارة البريطانية الى المراقب مرشنجي، مهمة التخطيط لمدينة الشيخ عثمان التي اقيمت على مساحة مجاورة للمدينة القديمة (الشيخ الدويل حالياً).

نظم المراقب مرشنجي مدينة الشيخ عثمان الى اربعة اقسام (Section:A,B,C ane D): اما القسم E فقد شمل قرية الشيخ الدويل وسكن محمد عثمان الشبوطي قسمA في الشيخ عثمان، في شارع ضمه مع جيرانه من أسرة احمد عون المقطري وأسرة عفارة (فضل عفارة، سعيد عفارة، وصالح عفارة وعايش عفارة) وأسرة السحولي ومحمد سعيد مقطري وعبيد سالم والشيخ عبدالرحمن أحمد وبيت المبروك وبيت الزّغيّر وبيت الحسيس وبيت الحاج ويجاورهم في الركن الآخر من الشارع معلمان اجتماعيان معروفان هما: 1- مبرز دغبوس و2- دكان الهندي (لصاحبيه الحاج علي آدم جي نور محمد وعثمان آدم جي نور محمد سنتاولهما في الحلقة القادمة)، وفي الركن المقابل لمسكنهم يقع مسجد العيدروس العريق، الذي ارتبطت عراقته بالشيخ قاسم صالح السروري (والد الشهيدين عبدالباري ونورالدين قاسم) والأب الروحي للشيخ عبدالرحمن احمد (والد ميفع وإبراهيم وعبدالله وعبدالواحد)، ومن أشهر رواد ذلك المسجد الشيخ عبدالرب السروري (والد البرفيسور حبيب وم. محمد).

مدرسة كيث فولكنر التبشيرية
عملت ارسالية كيث فولكنر التبشيرية Keith Folkner Mission في مدينة الشيخ عثمان منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وسخرت مواردها وجهودها في بناء كنيسة ومستشفى ومكتبة وناد رياضي، فعرفت المدرسة والنادي باسمها، فيما عرف المستشفى باسم مستشفى عفارة، الذي أطرى عليه كثيراً العلامة احمد محمد الشامي في كتابه «رياح التغيير في اليمن».

خدمت مدرسة كيث فولكنر التبشيرية المئات من ابناء الشيخ عثمان والمناطق المجاورة لها منهم المستشار حسين حبيشي والتربوي عبدالله فاضل فارع والفنانان اسكندر ثابث ومحمد مرشد ناجي والأديب محمد سعيد مسواط والصحفي الكبير محمد أحمد بركات والمحاسب الكبير علوي أحمد بركات والإداري الكبير عيدروس احمد بركات والصيدليان الكبيران سلطان وسيف شبوطي وغيرهم.

أنجب محمد عثمان الشبوطي اربعة اولاد هم: 1- عبدالله، 2- سلطان، 3- سيف، 4- أحمد.

الولادة والنشأة...سلطان محمد عثمان الشبوطي من مواليد عام 1926م في قسم A بمدينة الشيخ عثمان (راجع مقدمة الحلقة: المدينة) وتلقى دروسه الأولية على يدي الشيخ قاسم صالح السروري في حلقات دراسية كان يعقدها في صحن مسجد العيدروس بالشيخ عثمان، ومن زملائه في تلك الحلقات مجاهد سعيد سعد (عم القائد الشرطوي مجاهد) ومحمود علي حسين وعبده طاهر.

التحق سلطان شبوطي بمدرسة كيث فولكنر التبشيرية، ورابط سلطان مع شقيقه عبدالله شبوطي في المدينة بعد تعرضها للقصف الجوي من الإيطاليين اثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت اسرته قد نزحت الى منطقة المقاطرة في المملكة المتوكلية اليمنية، وكان سلطان شبوطي قد التحق بخدمة القسم الاوروبي European Ward في المستشفى العسكري بالتواهي.

سلطان شبوطي في المستشفى الأم (المستشفى الاهلي)
بعد عام ونصف من الخدمة مع القسم الأوروبي انتقل سلطان شبوطي الى المستشفى المركزي بعدن والمعروف باسم المستشفى الأهلي National Hospital ورافقه في تلك المرحلة: حسن احمد مصري وعبدالجليل عبدالله وعبدالرحيم محمد عبدالقادر ومحسن شيباني وياسين عبده شواله وعلي كليب وعلي عبده سالم وأحمد علي هويدي وعبدالسلام مهيوب وعبدالرحمن مهيوب وابوبكر سالم وعبدالباري سيف وسعيد عبدالله محسن وغيرهم(حسبما وردت الاسماء في كشف الموظفينStaff List الصادر من ادارة عدن).

طاف سلطان شبوطي بكل اقسام المستشفى واسعفه الحظ انه عمل مع اطباء هنود مشهورين قلما يجود الزمان بمثلهم منهم الدكاترة: تكر (W.A.L. Tucker) (Mohamed Mazhar)ومزهر (G.V.Keshani)وكشاني (S.D.Kumar) وكومار (Staff List(راجع الـ. انتقل سلطان شبوطي بعد ذلك الى قسم الصيدلة بالمستشفى المذكور وانخرط في دورة صيدلة بنفس المستشفى ومنح ترخيصاً او شهادة تؤهله لفتح صيدلية وبرزت بعد ذلك رغبة عارمة في نفس سلطان شبوطي بفتح صيدلية وشجعه في ذلك الدكتور كشاني.

«الصيدلية المحبوبة» بداية المشوار
رست قناعة مشتركة عند سلطان شبوطي والدكتور كشاني على خوض تجربة مشتركة بفتح صيدلية في كريتر (عدن) وسمياها «الصيدلية المحبوبة» وبعد عامين لم تعد الفكرة محبوبة وقرر سلطان شبوطي إنهاء المشروع المشترك ليخوض مشروعاً مثيلاً في مدينة الشيخ عثمان.

«صيدلية الشيخ عثمان» وطب الأطفال في بر الأمان
افتتح سلطان شبوطي «صيدلية الشيخ عثمان» في العام 1942م (والأرجح انها افتتحت عام 1949م لأن صحيفة «الذكرى» ورئيس تحريرها علي محمد باحميش نشرت خبراً عن افتتاحها في ذلك العام) في مدينة الشيخ عثمان في الدور الارضي من المبنى الذي ضم «نادي الأدب العربي» ورمزه الشاعر والأديب والمصلح الاجتماعي الكبير عبدالمجيد محمد سعيد الأصنج والد الشخصية الوطنية والنقابية البارزة عبدالله عبدالمجيد الأصنج، ونادي الشباب الثقافي وجمعية النجارين والتي اصبحت نقابة العمال الفنيين ورمزها المناضل الوطني والنقابي الكبير السيد زين صادق الأهدل (والد ذو النون، واليسع وذو الكفل) ومن خلال نادي الأدب العربي نشأ مبرز العراسي ومن ابرز رموزه عبدالعزيز سالم باوزير والسيد هاشم مصطفى ومحمد صالح سعيد ومحمد مرشد ناجي ومحمد سعيد مسواط وغيرهم، ولذلك كان المبنى باجماليه مبنى متألقاً.

حقق سلطان شبوطي قيمة مضافة لصيدليته ودخل بها التاريخ من اوسع ابوابه عندما كانت الخدمات العلاجية في طور محدود ذلك أنه طرق باب الخدمة العلاجية للمرضى الى جانب الخدمة الصيدلانية.

وساعده في ذلك الدكتور دافيد والدكتور محمد خان والد د. منير والمترجم بشير واشرف) واللافت للنظر أن سلطان شبوطي، يرحمه الله، كانت يده مباركة في علاج الأطفال، ومن الذكريات العالقة في الذهن ان النصح كان يأتي لكل اسرة لديها طفل مريض: عليكم بسلطان شبوطي لأن يده باركتها السماء لتقديم البلسم لكل طفل مريض.

سلطان شبوطي في رحاب الخالدين
انتقل سلطان الشبوطي الى رحمته تعالى في19 يونيو 1993م وخلف وراءه رصيداً كبيراً في خدمة المجتمع وخلف وراءه 5 اولاد هم: 1- فاروق ، 2- منير،3- جلال، 4- محمد، 5- كامل، و (8) بنات هن: 1- بشرى، 2- خديجة، 3- سهير، 4- كاملة، 5- فتحية، 6- سناء، 7- سنية، 8- سيناء.

2- سيف شبوطي...الولادة والنشأة...سيف محمد عثمان شبوطي من مواليد عام 1930م في قسمA بمدينة الشيخ عثمان وتلقى دروسه الأولية في الحلقات التي كان يعقدها الشيخ قاسم صالح السروري في مسجد العيدروس في الشيخ عثمان، والتحق بعد ذلك بمدرسة كيث فولكنر التبشيرية في الشيخ عثمان وأنهى دراسته في مدرسة القديس يوسف العالية ST.JOSEPH HIGH SCHOOL بكريتر عدن وكان من زملاء دراسته محمد صالح عفارة ومحمد مرشد ناجي وناصر محمد مريدي، ثم تلقى دروساً اضافية لتقوية مستواه في اللغة الإنجليزية على يدي الاستاذ صالح حسن تركي، الذي اعطى دروساً خاصة لعدد كبير من شباب المدينة وخارجها منهم الأمير احمد فضل القمندان,والاستاذ صالح حسن تركي، جد الفنان اسكندر ثابت لأمه.

المستشفى العسكري اول المشوار
التحق سيف شبوطي بخدمة قوات محمية عدن ADEN PROTECTORATES LEVIS التي عرفت باسم الليوي حيث عمل في قسم الترجمة لمدة عام انتقل في نهايته مع إحدى الكتائب الى منطقة الضالع لمدة شهر واحد، وانتقل بعد العودة الى المستشفى العسكري بخورمكسر (عبود حالياً) وكان من زملائه محمد مرشد ناجي وناصر المريدي وعبدالمجيد القاضي وعبدالمجيد الهندي (اخ غير شقيق للفنان محمد مرشد ناجي).

ضم المستشفى العسكري كافة التخصصات وكان الطاقم الطبي والفني والتمريضي وحتى الخدم من الهنود المسلمين والمسيحيين والهندوس وتقلصوا بالتدريج وحل الكادر المحلي محلهم وساعدهم أطباء إنجليز.

الصيدلية خيار اقترحه سلطان
بعد عام واحد من العمل مع المستشفى العسكري، اقترح سلطان شبوطي على شقيقه الأصغر سيف أخذ دورة في المستشفى الأهلي بكريتر لدراسة الصيدلة في نفس المستشفى، فاستجاب سيف لاقتراح شقيقه سلطان وقدم استقالته لإدارة المستشفى العسكري والتحق بالمستشفى الأهلي وبدورة الصيدلة وجلس للامتحانات بعد مضي (3) سنوات واجتازها بنجاح.

وفي العام 1956م صدر امر اداري بتعيين سيف شبوطي اميناً لصيدلية العيادة الحكومية في الشيخ عثمان SH.OTHMAN GOVT. DISPENSARY . وممن التحقوا بخدمة الصحة في نفس العام عبدالله مبادي وعبدالولي سعيد ومحمد جامع ويس ومحمد مجيد احمد ويوسف فضل عبدالله وخالد عبده علي وصالح عبده علي حميدان ومحمد معتوق محمد.

استمرت خدمات سيف شبوطي في مجال العمل الصيدلي حتى عام 1972م والتي بدأها من خلال مبنى العيادة الحكومية في الشيخ عثمان الذي تشغله حالياً مؤسسة النقل البري.

ويتجاوز عمر المبنى القرن وزيادة ونظراً لعدم اكتراث الجهات المسؤولة بهذا المعلم القديم فقد تعرض للإهمال وقد يتعرض للبيع.

سيف شبوطي اللاعب والقائد الرياضي
تأسس نادي الشبيبة المتحدة YOUTH COMBINED CLUB

في 15 اكتوبر 1939م واقترح تلك التسمية الأستاذ عبدالله فاضل فارع وتعارف الناس على تسميته بحروفه الأولية الثلاث Y.C.C. او (الواي). مؤسسو النادي: صالح خميس وعبدالله علي عراسي وعبدالعزيز سالم باوزير وعلي عبده حسن، وكان الأخير أول رئيس له. قال لي سيف شبوطي إنه نشأ محباً ومعجباً بنادي الشبيبة المتحدة الواي والصباغون هم أساس ذلك النادي، وكان هناك نادي «شيخ عثمان تيم»، رأسه الرياضي المخضرم المعروف احمد حيدرة (عادل فهمي)، رحمه الله، وحاول ذلك النادي استقطابه، إلا انه اعتذر وانضم الى صفوف لاعبي نادي الواي. قال لي سيف شبوطي إن فريق النادي مر بمرحلة ركود واصبح دخول الكاس الى الشيخ عثمان ضرباً من ضروب المستحيل حتى إنه قيل لو أن الهدهد سيدخل الى الشيخ عثمان فعندئذ سيدخل الكأس الى الشيخ عثمان. اعاد سيف شبوطي تشكيل الفريق مع حسين القاضي وناصر المريدي وعبدالله احمد عبيدو ومحمد عبدالله الشيخ وحامد عبدالله الشيخ ومحمد مرشد ناجي وأحمد حسين عبدي (أحمدو) ومحمد علي اسماعيل وسعيد آذن، فوقف الفريق على قدميه وأسس له موقعاً يشار إليه بالبنان في الحركة الرياضية، ومن هذا النادي انشق بعض لاعبين وأسسوا نادياً معروفاً وهو نادي الهلال الرياضي.

حصل نادي الواي على الكأس أول مرة في دوري كأس بارحيم، ثم حصل على كاس الدوري المعروف باسم كأس الملكة عام 1953م وتسلم قائد الفريق سيف شبوطي الكأس من السير هيكين بوثام، حاكم عدن وسلم سيف شبوطي الراية الى جيل الشباب ليسهموا في رفع راية النادي.

تحمل سيف شبوطي بعد ذلك رئاسة الهيئة الإدارية للنادي بمواصفات القائد الاداري والقائد الرياضي والقائد الإنساني فكان حازماً اذا اقتضى الحزم ذلك، وانسانياً متى ما دعاه الواجب لذلك، كان سيف شبوطي لا يتهاون مع كل من يسيء الى قرار الإدارة وكان باراً ورؤوفاً باللاعبين والأنصار في اوقات محنهم.

المعروف الذي رمى به سيف شبوطي الى البحر
كان سيف شبوطي يعطي جزءاً لا يستهان به لصيدلية أخيه (صيدلية الشيخ عثمان) والتي آلت اليه فيما بعد وتفرغ للصيدلية تماماً بعد عام 1972م إلا أنه قال لي وهو يستعرض شريط ذكرياته ان الواجب الوطني أملى عليه تقديم المساعدة او بالأحرى المساهمة بإسعاف وعلاج جرحى حرب التحرير، وكان تواصله مع الجبهة القومية وكانت له اتصالات مباشرة مع بعض مناضلي الجبهة القومية منهم سالم ربيع علي وصالح ملقاط ومحسن وقاسم علي «لطفي».

لا يزال سيف شبوطي مرابطاً في صيدليته يقدم الدواء والعلاج لرواد صيدليته، وبالرغم من انه في الـ 75 من عمره إلا انه لا يزال محافظاً على حيويته ورونقه وابتسامته. سيف شبوطي متزوج وله 10 اولاد مناصفة بين الذكور والإناث هم 1- د. كمال الدين، 2- اسامة (قاضٍ) 3- د. نوفل، 4- دكتور صيدلي محمد، 5- سامح (طالب) 6- آمال 7- رويدا 8- هويداً 9- أماني 10- سماح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى