ماهل الروّاء..يا أبيني..قريبة للحصن..مواجهة المصرّحة والمروّحة

> د. منصور جميع عوض

> الطريق الترابي إلى محظية فرعون قطعها كاتب المقال في عشر دقائق سيراً على الأقدام، والطريق اصبحت حية بعد أن أنورت باحة سنوان واختفت الأشباح والمخاوف كعفريت سنوان العملاق ووحشة مضيق الطريق قبل وبعد مسافة (العوجاء).. ممر مياه من فروع عبر عرشان، شهرة ذلك المخلاف الأبيني الخصب، كما وصفه الهمداني في سفره (صفة جزيرة العرب) قبل ما يربو على ألف سنة .. والرواء، الرواع، الرواغ كما وردت في المصادر هي الرواء أو الروى، وأخيراً الراوية كما سميت أيضاً.. وسكانها لجدب المنطقة لم يتناسلوا من أشهر قبائلها (بنو مجيد) كما جاء على لسان اليمن الهمداني فقط، فقد امتدت القرية بعد السبعينات في الاتجاهات عدا ناحية حيد الرواء، وجبل فرعون، شرق المدينة وجنوبها بعد أزيحت (كدمة الرواء) المستجار من حريقها، وعرفت القرية خدمات الكهرباء المحدودة قبل الاستقلال، ومواسير المياه التي ظلت أحياء القرية القديمة من السوق القديم حتى(الحفرة - الحي الشعبي) معتمدة على بئر واحدة فقط المسماة ببئر السقلدي بنوع من المياه .. بنكهة المعدن.. فيتامين أجيال فرعون، الناطحة بلا قرون (المأثور الشعبي)، كبرت القرية (يا أبيني) وأنجبت رجالاً يعتد بهم في مختلف المجالات، صهرتهم الحياة وشكلتهم المعاناة، فلا تشعر في القرية وما حولها من الأحياء.. جحيصة (القديمة والجديدة، الشرقية، وأطراف الحبيلين..الخ) بأية غربة أو تفرقة وتمايزات عرقة سلبية بين السكان.. فالمنصري، والنقيبي واليوسفي، والعلوي ولسلوم والجعدي، وآل العبيدة، وبادومان والحمري، وآل خيري، وآل الزاحف، وآل جعيم وباحسن وباصليب وأهل صالح نصيب، وأهل بابشير وأهل باخضر، وأهل جحزر وباصياد، وأهل الجهو، وبيوت أخرى كالسادة بيت من أهل (بو رقاب) وأسرة السيد محضار، وبيوت أخرى طاب استقرارها في حضن فرعون الدافئ الأشم كآل الشويكي وأسرة غالب الجبلي وآخرين في ذاكرة التاريخ التي لا تنسى ومعذرة إن لم نذكرهم كلهم.

هذه الرواء نموذج التلاحم الوطني رغم التعدد الحزبي، وتأثير الشد إلى عصبية القبيلة الجديدة، ومظاهر التمايز الاجتماعي المنضوي تحت سقف أنبل الأطر الاجتماعية (المنظمة التعاونية) ملتقى عامة المصالح، ومحط الأهداف المشتركة، والخطاب المشروع لتطوير حياة السكان وغالبيتهم من المزارعين والرعاة، وقلة عساكر، وصاحب الرواء لا يهاجر، واذا نقل ما بين خبت لسلوم وبير جاير.

ما ينقص القرية تعبيد الطريق، فالمسافة قريبة والوعد طال.. وأنت عر الدوشة يا مسكين الله.

خفيف الروح صاحب الرواء سلدح النكتة يتظاهر بالغشم، وبينه وبين جاره الحصني مراجمة بالحلوى!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى