يوم من الأيـــام..وتصبحون على موعد مع المصير

> أحمد القمع:

>
أحمد القمع
أحمد القمع
عندما نسلم بأن هناك نظاماً سياسياً قائماً يسير في طريق البناء والتنمية والتحديث ويعمل بتفان وإخلاص لنبذ التخلف الجاثم على بنية واقعنا الاجتماعي، يحق لنا عندئذ الحديث عن الدور الذي ينبغي أن تقوم به المعارضة من قاعدة الإقرار بمبدأ المشاركة السياسية لكل مواطن، بحيث يؤثر رأي الجميع في القرار السياسي ولا يبقى وقفاً على المزاج الشخصي للحاكم بعد أن يكون هذا النظام السياسي القائم قد أسهم بالتشريع الخاص الذي قام بطرحه وتطبيقه وبدعم من الجوانب الأقتصادية داخل الوطن في عملية التقليل من الآراء وعدم تشعبها وتضاربها وفي تذويب الأحزاب والشيع والحدود الفاصلة فيما بينها بفعل الثقافة المشتركة، التي لا بد ستسهم بدورها هي الأخرى في تعميق الوحدة الداخلية، ليكون رأي المعارض بمثابة البصيرة للنظام السياسي وستكون الخطوات التي يتوجب على النظام خطوها محط أنظار المعارضة، ولن يبقى هناك سوى خيط رفيع يفصل فيما بينهما.. وهذا ما كنا نأمل إن يؤول إليه مجتمعنا اليمني وحياتنا السياسية فيه.

غير أننا والحال كهذا الذي «يصعب على الكافر تقبله» كما تروي إحداثيات حياتنا اليومية من باب النظر إلى واقع الحال بعيون الرحمة والشفقة ونوافذ التجليات حين يتولد الحماس المشفوع برغبة الاندفاع إلى الساحات من أجل فعل سياسي شعبي سلمي بوسائل النضال المشروعة يحول ما هو ممكن إلى واقع فعلي وملموس. وإلى أن يحين موعد امتلاكنا إرادة الفعل قدرنا ومصيرنا نحن الذين نبحث دوماً عن وجه الوطن وهوية الدولة مبنى ومعنى أن نتعامل مع الواقع، وإن كان القاسي والمؤلم، بانفتاحات معرفية وثقافية على المفاهيم العقلانية التي تحدد ماهية العلاقة والمشاركة مع الآخر التي نراها حتمية أملتها ودفعت إليها بقوة ثورة المعلومات والمعرفة والتكنولوجيا المتطورة والمذهلة المقتحمة للمجتمعات دون استئذان حاجاتها إليها أو رغباتها فيها. فهذه الثورة يتوجب التعاطي معها للخروج من دائرة العجز مع العزلة وبأدواتها وآلياتها التي تتحول فيها المعلومة إلى أداة وتتحول المعرفة إلى وسيلة، ومثلما هي حاجتنا إليها تحتاج هي إلى عقولنا كبشر، والبشر لكي يستخدموا عقولهم بقوتها الكاملة يحتاجون إلى مساحة واسعة من الحرية وهكذا نصل إلى الشرط الأساسي لتكريس الثورة التكنولوجية، وهو حتمية التحول إلى النظم الديمقراطية، آخذين بعين الاعتبار أن التكنولوجيا الآن تحل وبالتدريج محل الأيديولوجيا في صياغة شكل المجتمعات والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية فيها.. وتصبحون على الموعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى