العلم قبل القول والعمل

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي /المعلا - عدن

> هذا العنوان نصُّ باب عقده الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه، واستدل بقول الله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} (محمد/19) فبدأ بالعلم ثم قال :{واستغفر لذنبك} واستدل العلماء بهذه الآية على فضل العلم، ومن أوضح ما استدلوا به أيضاً قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{وقل رب زدني علماً} (طه/114) قالوا : فلم يأمره بالازدياد من شيء إلا من العلم والمراد بالعلم الشرعي المثبوت في نصوص الكتاب والسنة.

ولهذا كان من الواجب على كل مكـَّلف من العلم ما لا يَسَعُهُ الجهل به فيما يأتي ويذر، وفي أي عمل اشتغل ليعرف ما له وما عليه، ومن ها هنا تظهر أهمية ووجوب طلب العلم وكلامنا هذا لا تقتصر مفرداته على الصلاة والصيام والحج بل هو أعمُّ من هذا إنه منهج شامل للحياة، ذلك أن الله شرع لنا ديناً فصّل فيه كل شيء كما قال تعالى :{وكل شيء فصَّلنه تفصيلاً}(الإسراء/12) وقوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء} (النحل/89) فمثلاً من أراد أن يدخل عالم التجارة وجب عليه أن يتعلم أحكام البيع والشراء ومعرفة أنواع الربا والبيوع المحرمة، ومن أراد أن يكون من ساسة الناس وحكامهم وجب عليه معرفة وأجبات هذا الأمر العظيم وما يلزمه من الحقوق التي تدار بها البلاد داخلياً وخارجياً وهكذا في سائر الأمور دينيها ودنيويها.

وإن من الحقائق التي شهد بها التاريخ القول بأنه يوم أن كان العلم مزدهراً والعلماء متوافدين ومجالس العلم حافلة بطلبة العلم كان في الجهة المقابلة خيول المسلمين تفتح الأمصار وتؤسس البلدان وتنشر العلم والتوحيد، ويوم أن نقـُص العلم ونقـُص أهله نقصت البلدان ورسمت الحدود وتقلص المد الإسلامي إلى ما نرى ونسمع، وهذا أحد الأسباب بل هو السبب الرئيسي فيما أصابنا من الدواهي والمصائب من قرون عديدة، هذا حقٌّ حقيقٌ بالقبول والتسليم وإلا فبماذا تفسرون قيام دولة وحضارة إسلامية استمرت قروناً متطاولة وازدهرت فيها العلوم الإنسانية ازدهاراً بلغ مداه إلى العالم المتمدن اليوم.

إننا ونحن في زمن الوهن العلمي بحاجة إلى مراجعة جادة لما نحن عليه ومعرفة الداء وما يناسبه من دواء فالجهل هو الداء والعلم هو الدواء، فإلى العلم .. إلى العلم .. فقوام أمرنا بالعلم وهو عنوان التفوق ونيل السؤدد وصدق رسول الله [ كما في الصحيحين القائل «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى