مقتل 48 شخصا في هجومين بسيارتين ملغومتين في العراق

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
تدفق عدد كبير من الجرحى والموت في احدى المستشفيات العراقية
تدفق عدد كبير من الجرحى والموت في احدى المستشفيات العراقية
لقى 48 شخصا على الاقل حتفهم عندما انفجرت سيارتان ملغومتان امس في العراق بعد يوم من مقتل اكثر من 80 شخصا في تفجيرات انتحارية في سائر انحاء البلاد وتزامنا مع تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بمواصلة حرب لا هوادة فيها مطلقا على الارهاب.

وفي الهجوم الاعنف قام انتحاري بتفجير سيارته قرب سرادقات عزاء مكتظة اثناء تشييع جنازة رجل دين شيعي في بلدة بشمال بغداد.

وقال عقيد الشرطة مظفر عبود ان 35 شخصا قتلوا واصيب حوالي 50 اخرون بجروح في الهجوم الذي وقع في ابو صيدا قرب بعقوبة على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد.

وقالت وزارة الداخلية العراقية ان سيارة ملغومة اخرى استهدفت في وقت سابق سوقا مزدحمة في منطقة جسر ديالى جنوبي بغداد مما اسفر عن مقتل 13 شخصا واصابة نحو 20 اخرين.

ويأتي الهجومان في اعقاب تفجيرين انتحاريين على مسجدين للشيعة في شمال العراق امس الاول الجمعة في ضربات تهدف على ما يبدو الى تزايد حدة الانقسامات الطائفية العميقة بالبلاد والتي لم تزد الا سوءا قبيل الانتخابات المقررة يوم 15 ديسمبر كانون الاول.a

وفي بلدة خانقين التي وقع فيها امس التفجيران اللذان استهدفا مسجدين للشيعة قلل مسؤول بالحكومة المحلية يدعى ابراهيم احمد من اهمية انباء افادت باعتقال عدة اشخاص على صلة بالتفجيرين قائلا انه لا توجد ادلة قوية في القضية.

وجاء تفجيرا خانقين في اعقاب هجومين انتحاريين بسيارتين ملغومتين على فندق في بغداد يرتاده صحفيون ومتعاقدون. واجمالا فقد اسفرت اعمال العنف التي وقعت يوم امس الاول الجمعة عن سقوط 83 قتيلا واكثر من 100 مصاب في واحد من اكثر الايام دموية بالعراق في الاشهر الاخيرة.

وفي القاهرة اجتمع عشرات القادة الذين يمثلون مختلف الوان الطيف السياسي والطائفي بالعراق لمناقشة اعمال العنف التي يشهدها العراق وسبل دفع محادثات ترعاها الجامعة العربية. وهذا هو التجمع الاعلى مستوى الذي يتم تنظيمه حتى الان بين قادة الحكومة العراقية وشخصيات من المعارضة.

وفي كلمة القاها امام القوات الامريكية في اوسان بكوريا الجنوبية خلال جولة في اسيا واصل الرئيس الامريكي جورج بوش دفاعه عن الحرب في العراق وقال انه سيظل هناك الى ان يحقق النصر رافضا مطالب المنتقدين بتحديد جدول زمني لسحب 135 الف جندي امريكي من العراق.

ونقل بوش عن قائد امريكي كبير في العراق قوله ان تحديد موعد للانسحاب سيكون بمثابة "وصفة لكارثة."

رجال الاسعاف يحاولون انقاذ احد الجرحى
رجال الاسعاف يحاولون انقاذ احد الجرحى
وقال انه مادام هو الرئيس "فان استراتيجيتنا في العراق سيحددها الرأي الرصين لقادة قواتنا المسلحة على الارض."

وقال بوش الذي كان يرتدي سترة جلدية "سنقاتل الارهابيين في العراق وسنبقي في المعركة الى ان نحقق النصر الذي يحارب جنودنا الشجعان ويبذلون الدم من اجله."

ومع اقتراب الانتخابات العامة في العراق والمقررة الشهر المقبل قال بوش ان هناك ما يدعو الى التفاؤل. واضاف انه خلال العامين والنصف التي اعقبت الاطاحة بصدام حسين انتخب العراقيون حكومة مؤقتة ووافقوا على دستور جديد ويستعدون لانتخاب حكومة دائمة.

وقال "العراق يحقق تقدما هائلا عنه في الايام التي كان يخضع فيها لقبضة دكتاتور وحشي."

وتتعارض وجهة النظر هذه بشكل صارخ مع مشاعر العديد من العراقيين الذين يشعرون بالاحباط لعدم احراز تقدم منذ الاطاحة بصدام بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة وبطء عمليات اعادة الاعمار وتفشي الفساد وانعدام الامن على نطاق واسع.

وعل الرغم من ان حملة الانتخابات العراقية لم تبدأ بشكل جدي الا ان وتيرة العنف تبدو بالفعل في ازدياد في انعكاس لتصاعد الهجمات والاغتيالات التي وقعت قبيل انتخابات يناير كانون الثاني واستفتاء اكتوبر تشرين الاول.

وفي بلدة خانقين التي يقطنها خليط من الشيعة والاكراد والتي لم تشهد اعمال عنف كبيرة خلال العامين ونصف العام الماضية قامت عائلات امس السبت بدفن قتلاها,وحمل الرجال سيلا من النعوش الخشبية وسط حشد من النساء اللاتي توشحن بالسواد وهن يجهشن بالبكاء على الضحايا وذلك قبيل اجراء مراسم الدفن في مقبرة قريبة.

وبعد دفن احد الاشخاص تشبثت امرأة بالارض وهى في غضب شديد وكأنها تحاول استخراج زوجها او ابنها.

وبدأت القوات الامريكية والعراقية عمليات مشتركة ضد المسلحين السنة العرب في غرب العراق قبل اسابيع في محاولة لوقف اعمال العنف قبل الانتخابات وزيادة امكانية مشاركة السنة في العملية الانتخابية.

ولم يشارك معظم العرب السنة في انتخابات يناير كانون الثاني الماضية اما بسبب المقاطعة او نتيجة للخوف من تهديدات المسلحين ولذلك اصبحت الاقلية السنية التي كانت لها الهيمنة في عهد صدام غير ممثلة تقريبا في البرلمان.

وتحرص الولايات المتحدة على دعم مشاركة السنة هذه المرة على امل ان تؤدي مشاركة اكبر لهم في العملية السياسية الى سحب بساط التأييد من تحت اقدام المسلحين والسماح للقوات الامريكية وغيرها من القوات الاجنبية بالعودة لبلادها في نهاية المطاف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى