مسؤولون حاولوا التغطية على تسرب المادة السامة

> بكين «الأيام» رويترز :

> قالت صحيفة يومية امس الاول الجمعة ان مسؤولين عن حماية البيئة في الصين اطلقوا المياه من احد الخزانات الى نهر في شمال شرق البلاد في محاولة لتخفيف تركيز مادة سامة تسربت الى مياه النهر لكنهم قرروا عدم تحذير السكان.

ولم يعلم سكان مدينة هاربين الواقعة على مجرى نهر سونج هوا البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة الا بعد اسبوع ان بقعة من المواد الكيماوية شديدة السمية تتجه نحو مدينتهم وان امدادات المياه للمدينة يجري قطعها.

واثارت الانباء المفاجئة موجة من الذعر والتهافت على شراء المياه المعبأة في زجاجات والمواد الغذائية. واستمرت مياه الصنبور مقطوعة عن هاربين اليوم الجمعة لليوم الثالث على التوالي.

والحقت محاولة التغطية الضرر بمساعي الرئيس الصيني هو جين تاو لزيادة الشفافية والخضوع للمحاسبة في الحكومة واثارت مخاوف وشكوك فيما اذا كانت بكين يمكن ان تعلن عن اي تفش بصورة وبائية لمرض انفلونزا الطيور عن طريق العدوى من انسان لآخر.

وقال ماو شو لونج عميد قسم الادارة العامة في جامعة الشعب لرويترز "ما زال الكثير من الحكومات المحلية يحجم عن اعلان (الانباء السيئة),انهم لا يثقون في قدراتهم على ادارة الازمات,انها عادة."
لكنه ذكر ان قدرة الحكومة على تعبئة المجتمع كله من القمة الى القاعدة ستكون بمثابة دفعة قوية لاحتمالات النجاح في مواجهة اي تفش وبائي لانفلونزا الطيور.

واضاف "فيما يتعلق بالقيادة فما زالت قادرة على مواجهة المواقف الطارئة بكفائة بتوجيه الموارد الادارية اليها بغزارة."

وقالت صحيفة (تشاينا يوث ديلي) ان مسؤولين بمكتب حماية البيئة في مدينة جيلين قرروا عدم ابلاغ المواطنين بأن انفجارا وقع في 13 نوفمبر تشرين الثاني الجاري باحد مصانع البتروكيماويات ادى الى تسرب نحو 100 طن من البنزين ومواد كيماوية اخرى الى نهر شونج هوا القريب. وقتل خمسة اشخاص.

وذكرت الصحيفة نقلا عن احد المهندسين العاملين في المكتب لم تنشر اسمه ان المسؤولين امروا بدلا من ذلك باطلاق المياه من خزان قريب لتخفيف بقعة المواد الكيماوية السامة.

وكان نائب غير معروف لرئيس بلدية جيلين قال في مؤتمر صحفي في اليوم التالي ان الانفجار لم يسفر عن تلويث الهواء او المياه في المنطقة.

وتساءلت الصحيفة "هل لم يكن لديهم بالفعل علم (بتلوث المياه) ام انهم اخفوه عمدا."

وانتشرت الشائعات في هاربين عاصمة اقليم هايلونج جيانج مع اقتراب بقعة التلوث التي يبلغ طولها 80 كيلومترا من المدينة.

وتدفق السكان مذعورين على المتاجر الكبرى واشتروا كل ما بها من زجاجات المياه وطلبوا في رسائل الكترونية من اصدقائهم واقاربهم ان يفعلوا نفس الشيء,وزادت المخاوف بعد ما تردد عن احتمال وقوع زلزال قوي وشيك.

ونشرت الحكومة المحلية في هاربين بيانا بموقعها على الانترنت لابلاغ السكان بقطع المياه من اجل عمليات صيانة. فتزايد التهافت على شراء المياه المعباة مما دفع الحكومة المحلية الى نشر بيان جديد اقرت فيه بان قطع المياه كان نتيجة حدوث تلوث.

وتداركت الحكومة الامر بنقل كميات من المياه المعبأة في زجاجات من المدن القريبة منذ يوم الثلاثاء الماضي وبابقاء الاسعار ثابتة.

وقال لي زونج مينج رئيس العمال المتقاعد واحد سكان هاربين في اشارة الى المسؤولين في جيلين "لم يفصحوا عن المعلومات بسرعة كافية. يجب ان يعاقب
احد ما هناك على ذلك,وقدم المسؤولون في جيلين اعتذارا قبل عشرة ايام.

وامتنع احد المسؤولين في ادارة العلاقات العامة بحكومة جيلين عن التعليق عند الاتصال به هاتفيا.

ورغم ان جميع وسائل الاعلام في الصين تخضع لدرجات مختلفة من سيطرة الدولة ويتوقع منها الثناء باستمرار على الحزب الشيوعي الا ان معظم الصحف والمجلات والكتب غير الرئيسية اصبحت مسؤولة عن نفسها بعد وقف الدعم الذي كانت تحصل عليه من الحكومة في السنوات القليلة الماضية.

واصبحت بعض الصحف التقدمية مثل (تشاينا يوث ديلي) اكثر جرأة في نشر اخبار لا تسر الحكومة وفي كشف فضائح فساد صغيرة.

واثارت محاولة التغطية على التلوث ذكريات الازمة التي شهدتها الصين عام 2003 مع انتشار مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد عندما اقال الرئيس هو رئيس بلدية بكين ووزير الصحة لمحاولتهما في بداية الامر التغطية على انتشار الفيروس المسبب للمرض القاتل.

وكان تفشي مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد بدأ في جنوب الصين وامتد الى هونج كونج ثم بقية انحاء اسيا وامريكا الشمالية وتسبب في وفاة مئات المرضى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى