مساهمة علمية من جامعة عدن في مطبوعة صادرة عن منظمة اليونسكو

> عدن «الأيام» خاص:

> صدر عن منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) صيف هذا العام 2005م كتاباً بعنوان (مناهضة العقاب البدني ومن أجل نظام بناء تربية الطفل) وبإشراف وتكليف من القطاع التعليمي للمنظمة الدولية.

تهدف المبطوعة إلى توضيح الصفة الالزامية لحقوق الإنسان والاملاءات المنطقية لمعارف تنمية الطفل بهدف القضاء على العقوبة البدنية للإطفال وتوفير إرشادات لاختيار وتطبيق ممارسات نظامية بناءة تحترم الكرامة الإنسانية للأطفال ومن أجل نموهم وتطورهم الجسدي والنفسي والاجتماعي السليم.

تشمل المطبوعة ثلاثة أقسام رئيسية على النحو التالي :

1- ضرورة تبني مبادئ حقوق الإنسان لإنهاء كافة العقوبات البدنية للإطفال، 2- العقوبة البدنية: الانتشار، التوقعات، وتداعياتها وآثارها على سلوك ونمو الطفل، 3- من أجل المضي قدماً نحو نظام بناء لتربية الطفل.

شارك في التأليف والإشراف على تحرير الكتاب أساتذة جامعات وخبراء دوليون من عدد من دول العالم من أمريكا والمملكة المتحدة وكندا وجنوب أفريقيا والفلبين واليمن والبرازيل والمجر والهند يمثلون آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية واختيروا على أساس مساهماتهم الدولية في العلوم النفسية والتربوية وحركة حقوق الإنسان الدولية.

من الشرق الاوسط اختير د. حسن قاسم خان، رئيس قسم العلوم السلوكية كلية الطب والعلوم الصحية جامعة عدن رئيس الجمعية النفسية اليمنية وعضو لجنة الخبراء الاستشاريين من المنظمات غير الحكومية بشأن دراسة الامم المتحدة عن العنف ضد الأطفال ليساهم مع المؤلفين والخبراء الاستشاريين الدوليين في رفد الدراسة الدولية بخلفيات وواقع العقاب البدني والوسائل البناءة لتربية الأطفال في التراث الحضاري العربي الإسلامي.

حيث ركزت مساهمته على أهمية التربية والتعليم كسبب رئيسي لتقويم وتهذيب الطفل، وعلى أن المعرفة الروحية المرشد الأول للنشاط الطوعي لسلوك الفرد وأن أصول وجذور التربية البناءة نجدها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأيضاً مؤلفات عدد كبير من علماء العرب والمسلمين مثل ابن سينا وابن القيم والغزالي وابن خلدون.

وفي ضوء تلك الأصول والجذور البناءة للطفل تحدد العلاقة بين الوالدين والطفل تقوم على أساس أن الطفل ليس ملكاً للوالدين وأنها هبة من الله عز وجل وأمانة في أعناق الوالدين ويتحمل الوالدان وأولياء الامور والمربون مسؤولية تربية وتهذيب الطفل، فغرس المعتقدات والقيم الخيرة وتكرار السلوك المحبب هي الطرق الامثل لترسيخ الخصال الفاضلة لدى الطفل وليس العقاب البدني القاسي والضار. وتبرز مساهمة د. حسن قاسم موقف بعض علماء التراث العربي والإسلامي تجاه العقاب البدني وما يسببه من أضرار على نمو وتطور صحة الطفل حيث ابرز موقف العلامة الاسلامي عبدالرحمن ابن خلدون 1406م من أن : «العقاب البدني يفسد اخلاق الطفل، ينمي لدى الطفل الشعور بالكبت، ينقص من شعوره بالسعادة والنشاط، يقوده الى الكسل ويرغمه على الكذب والنفاق.

في ختام مساهمته العلمية يختار د. حسن قاسم نموذجا من انظمة التربية البناءة في التراث العربي الاسلامي ويشرح اهدافها وأساليبها مثل:

اختيار القدوة الحسنة، التأمل والتفكير المعرفي، والتعلم من خلال المشاركة الجماعية.. كأساليب ونماذج يتميز بها التراث العربي والاسلامي وبدائل للعقاب البدني الضار بصحة الطفل ونمو وتطور شخصيته.

اصدار قيم توزعه منظمة اليونيسكو هذا العام باللغة الانكليزية ومن المحتمل ترجمته الى اللغات المعتمدة في الامم المتحدة ومنها اللغة العربية يعكس جهدا علميا مشتركا ودوليا من اجل الترويج للبدائل التربوية البناءة وللقضاء على العقاب البدني المنتهك لحقوق الطفل الاساسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى