من عجب الدنيا..تحول الأرصفة إلى لوكندات للنوم

> «الأيام» شكاوى المواطنين:

> لا يغيب الحق الجلي إلا على أعمى بصر وبصيرة، ومما لاشك فيه أن مدينة عدن قد شهدت نهضة منقطعة النظير في توسيع وإنارة شوارعها وتزيينها والعناية بحدائقها، وما يزال العمل جاريا على قدم وساق في كثير من المواقع سعياً للوصول بالمدينة إلى ما يليق بتاريخها ومكانتها الاقتصادية، ولكن هذا العمل قد تزامن مع انتشار أعداد كبيرة من البشر لا مأوى لهم، اتخذوا من تلك الاماكن مساكن لهم دون أن يحفظوا لها حرمة أو يُعترف لها بجميل، فلا تكاد تضع رجلك في حديقة أو متنزّه حتى تفاجأ بالاعداد الكبيرة من متعاطي القات قد ملؤوا المكان وجلبوا إليه الأحجار وقطع الكراتين واتخذوا فيها أوضاعاً تسلب المكان روعته وتـُحيله رأساً على عقب إلى مبرز قات يترك فيه مرتادوه مخلفاتهم ويعيثون فيه فساداً، ويستمرون في غيهم فيطول بهم الوقت حتى يُحوّلون المكان إلى مأوى للغربان والحيوانات الضالة.

ونحن نرى وبأم أعيينا أنه لا يتم الانتهاء من توسيع شارع ورصفه أو ترميم جولة وتزيينها حتى تكون أعداد كبيرة قد جلبت أحجارها وكراتينها واتخذت تلك الاماكن مساكن لها (تقيل) فيها وتنام وتلقي مخلفاتها.

إن ما يدعو إلى الدهشة ويثير الاستغراب تمادي الكثير في اتخاذ الأرصفة والشوارع العامة والازقة الداخلية لوكندات للنوم والاستلقاء عليها بصورة تخدش الحياة وتسيء للمنظر العام، في وقت ما تزال فيه كثير من العائلات نساء أو أطفال يسيرون على تلك الارصفة، دون أن تقوم الجهات المسؤولة بوضع معالجات للقضاء على هذه الظواهر من خلال الاطلاع على أسبابها ووضع الحلول الناجعة لها لأن غالبية من يتخذون الارصفة والجولات مكاناً للنوم أيد عاملة تستطيع أن توفر لنفسها أماكن للنوم دون أن يشق عليه ذلك، ولكن قاتل التوفير الذي يُستهلك كمصروف للقات والسجائر فهؤلاء ومن على شاكلتهم يجب ردعهم وتعريفهم بحرمة هذه الاماكن وآدابها وإن للنوم والمقيل أماكن قد خُصصت لهما وكل حسب طاقته.

أما الصنف الثاني وهم العدد القليل فعلى الدولة دراسة أحوالهم وحل مشكلاتهم وتخصيص أماكن لهم ومنعهم من النوم حيث شاءوا ومتى شاءوا .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى