محسن محمد أبوبكر بن فريد الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) يلقي الضوء على مشروع (الرابطة) للإصلاح السياسي الشامل في اليمن:لاينبغي أن نقلل من قيمة أي جهد أو مبادرة وطنية فالوطن يمر بالفعل بأزمة

> «الأيام» خاص:

>
محسن محمد أبوبكر بن فريد
محسن محمد أبوبكر بن فريد
قواسم مشتركة تجمعنا أكثر من تلك التي تفرقنا وعلى مسؤولي الحزب الحاكم أن يخرجوا من بروجهم..يطيب لي الاطلالة عبر صحيفتنا «الأيام» في هذه الأيام التي تحتفل فيها بلادنا بعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967..وهو الاستقلال الذي ناضل وضحى من أجله الكثير من أبناء اليمن فأزف التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العظيمة .. وأقول مع الشاعر : عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم بأمر فيه تجديد..

ويطيب لي أيضا الاطلالة عبر «الأيام» في هذه الايام التي تعج بها الساحة السياسية اليمنية بكثير من المبادرات والمشاريع الرامية للتغيير والاصلاحات الشاملة في اليمن.

فقد اطلعت على «مبادرة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري للاصلاح السياسي والوطني الشامل» منذ بضعة اسابيع واطلعت بالأمس على «مشروع اللقاء المشترك للاصلاح السياسي والوطني».

وكان لي الشرف ان أسهمت مع نخبة من قيادة حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، على رأسهم رئيس الحزب السيد عبدالرحمن علي الجفري وعدد من المتخصصين في الشأن القانوني والاقتصادي، في وضع مشروع الرابطة : «المشروع الوطني للاصلاح الشامل في اليمن» وهو المشروع الذي طرحناه منذ عدة اسابيع على الساحة السياسية اليمنية.

والواقع اننا قد عكفنا في الرابطة على هذا المشروع منذ ما يقرب من السنتين بل اننا كنا حريصين على التداول والتشاور حول المشروع الرابطي مع الكثير من المخلصين من أبناء اليمن وهم كثر سواء كأحزاب او شخصيات وقيادات سياسية وقبلية واجتماعية وذلك بعيدا عن الاضواء ووسائل الاعلام وحتى يتم التوافق على المشروع في شكله النهائي او في خطوطه العريضة.

بل اننا كنا مستعدين ان يصدر هذا البرنامج ليس باسم حزبنا .. وإنما كـ «مشروع وطني» باسم كل المتوافقين عليه.

ولكن.. عندما رأينا أن الحديث قد كثر عن الاصلاح والتغيير في بلادنا وعندما شرعت بعض الشخصيات والاحزاب في الاعلان عن مبادرتها ومشاريعها بهذا الخصوص رأينا في الرابطة انه لربما يكون هذا هو التوقيت المناسب لإعلان مشروعنا .. وانزاله الى الساحة السياسية اليمنية قبل اكتمال المداولات والمشاورات مع مختلف الاطراف الوطنية اليمنية، التي وضعت في الصورة حول البنود والمحاور الرئيسية للمشروع، واولئك الذين لم نتمكن بعد من التحاور والتواصل والتشاور معهم.

أهم ملامح وبنود المشروع الرابطي لـ «الإصلاح الشامل في اليمن»:

وبادي ذي بدء.. أود الاشادة بمبادرة الاخوان في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري للاصلاح السياسي والوطني الشامل وكذا مشروع اللقاء المشترك للاصلاح السياسي والوطني.

وإذا نظرنا لمختلف المبادرات والمشاريع سنجد ان القواسم التي تجمعنا أكثر من تلك التي تفرقنا.

وحيث ان الوطن للجميع فينبغي ان نحترم مبادرات واجتهادات كل حزب وكل وطني مخلص فلا ينبغي ان نسخر من بعض .. او نقلل من قيمة اي جهد او مبادرة وطنية. فالوطن يمر- بالفعل - بأزمة.

وعلى مسؤولي الحزب الحاكم ان يخرجوا من بروجهم ويخففوا من كبريائهم ويدركوا بالفعل ان الوطن في أزمة.

فقد قرات بالأمس تصريحا لأحد مسؤولي الحزب الحاكم يسخر من اولئك المقدمين للمبادرات والمشاريع الرامية للإصلاح والتغيير في بلادنا، بل ويتهمهم بـ«الخيانة» وبأن تلك المبادرات والمشاريع قد كتبت على مقاهي لندن وواشنطن.

وعلى هذا الاخ الكريم في الحزب الحاكم ان يدرك انه لو كانت الامور في بلادنا على ما يرام، ولو كان الوطن يتسع للجميع، لما كانت هناك حاجة لكتابة مثل هذه المبادرات لا من مقاهي لندن وواشنطن .. ولا من سوق الملح في صنعاء.

إنني أنتهز هذه الفرصة وأقول لفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح انها فرصة تاريخية.. فبلادنا على مفترق بالفعل.. فامسك بهذه الفرصة وكن «الربان» و«المنقذ» وقد السفينة الى بر الامان فلتكن «قائد» الاصلاحات والتغييرات الحقيقية.. لا تكن طرفا في الصراعات والمجادلات ولكن كن مرجعية لكل الاحزاب والقوى المختلفة وان كنت مغادرا بالفعل للساحة السياسية فغادرها والبلاد مهيئة ومرتبة للسير الى بر الامان وليس للارتطام بالصخور والجبال .. والمجهول.

أعود الى أهم ملامح وبنود المشروع الرابطي للاصلاح الشامل في اليمن وأقول ان المشروع مكون من حوالي 140 صفحة تشتمل على الخطوط العريضة للتغييرات الرامية لتحقيق اصلاحات شاملة دستورية وقانونية وسياسية واقتصادية وقضائية واجتماعية وتعليمية وثقافية وفي كافة شئون الحياة ومفاصل السلطة تؤدي إلى إرساء وحدة قابلة للاستمرار في ظل منظومة حكم متماسكة تحقق التوازن ونظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات والقضاء العادل المستقل، وتحقق الأمن والاستقرار والتنمية والمصالحة الوطنية الشاملة لعلاج جراحات الصراعات السياسية والاجتماعية، ووضع حد لدورات الصراعات الدموية، وحماية الوطن من التمزق ليؤدي دوره الهام والرائد محليا واقليميا ودوليا، وتحقيق الامن والاستقرار والتنمية والمساهمة في صيانة الامن والاستقرار في المنطقة وفي تأمين المصالح العليا للوطن وتبادل المصالح مع الآخرين.

وتطرق مشروع الرابطة بالتفصيل لحيثيات وقواعد منطلقات كل مناحي الاصلاحات الشاملة في الجوانب السياسية (لا مركزية الحكم.. والحكم المحلي الواسع الصلاحيات.. والنظام البرلماني) وفي الجانب القضائي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والثقافي ومؤسسة الجيش وقوى الامن المختلفة.

وأفرد المشروع حيزا كبيرا لإصلاح المعارضة نفسها وللسلطة الرابعة (أي الصحافة والإعلام). وحدد المشروع مراحل تحقيق هذه الاصلاحات الشاملة وآليات التنفيذ.. وأكد على خطوات الاصلاحات الشاملة المطلوبة التالية :

الخطوة الاولى : الاقتناع بحتمية الاصلاحات وشموليتها.. وتوفر الارادة والجدية.

الخطوة الثانية : التوافق بين اولئك الذين يمتلكون القناعة بحتمية الاصلاحات والارادة والجدية، والاقرار بوجود تلك الاختلالات وعلى اتجاهات وأسس الاصلاحات الشاملة.

الخطوة الثالثة : الحوار وفق آليات متفق عليها بين المتوافقين على أسس الاصلاحات حول التفاصيل المبينة في المشروع الوطني للاصلاحات الشاملة وآليات تحقيقها ومراحل تحقيقها.

الخطوة الرابعة : تشكيل تحالف وطني يضم المتوافقين على هذه الاصلاحات من هيئات وشخصيات واقترح حزب الرابطة اسم : «الاتحاد الوطني الديمقراطي (دوا)» لهذا التحالف.

الخطوة الخامسة : يقوم الاتحاد الوطني الديمقراطي (دوا) بوضع برنامج لنشاطه السياسي يتضمن استخدام كافة الوسائل السلمية الضاغطة للوصول الى تحقيق الاصلاحات الشاملة في حالة عدم التوافق مع منظومة الحكم حول الاصلاحات الشاملة .. وتشمل كل أشكال الحراك السياسي من اعلامي، وحركي، ندوات ، مهرجانات ، واعتصامات، ومسيرات، ومظاهرات واضرابات .. وصولا الى تحقيق الاصلاحات الشاملة.

وأرفق حزب الرابطة برنامجه هذا بوثائق وأوراق وبرامج مختلفة تقع في أكثر من 300 صفحة لها علاقة وثيقة بمسألة الاصلاحات في اليمن (سبق لحزب الرابطة ان قدمها في فترات مختلفة كرؤية الرابطة حول الديمقراطية اليمنية ومتطلبات تطويرها، ورؤية الرابطة حول اصلاحيات الآلية الانتخابية، ورؤية الرابطة حول الانتخابات الرئاسية، ومشروع الرابطة لقانون الحكم المحلي، ورؤية الرابطة حول التعديلات المقترحة للدستور، ورؤية الرابطة حول المسألة الاقتصادية ،ومفهوم الرابطة للمصالحة الوطنية الشاملة، ورؤية الرابطة حول مشاركة المرأة في العمل السياسي، ورؤية الرابطة حول قضية التعليم.

وقد قدم السيد عبدالرحمن علي الجفري رئيس الحزب للمشروع قائلاً، إننا عندما نطرح هذا المشروع اليوم، وعندما نذكر بعض ماسبق ان طرحناه مبكرا من رؤى تبرز حقيقة أننا المبادرون بطرح قضايا مثل الديمقراطية والحريات والتوازن وحقوق الانسان ومنها حقوق المرأة، واستقلال القضاء والنظام البرلماني ونظام القائمة النسبية للانتخابات، والمصالحة الشاملة والوئام والوحدة الوطنية والحوار كوسيلة حضارية مثلى.. الخ فإنه ليس في ذلك اي نوع من الافراط في الحديث عن الذات وانما المقصود هو تقديم أنفسنا وما نمثل من رؤى الى الآخرين ولنوضح باننا، ولمدة طويلة جدا، نؤمن بعمق هذه المبادئ والآليات .. وان طرحنا لهذه الرؤى أصيل في فكرنا وأدبياتنا وليس ظرفيا او طارئا او لموجة أحداث استثنائية.

وأكد السيد عبدالرحمن الجفري على القول بأن حزب الرابطة يقدم هذا الجهد المتواضع (أي المشروع الوطني للاصلاح الشامل في اليمن) ولا يدع كماله ولا يدعي امتلاكا للحقيقة .. بل نقدمه الى أهلنا وزملائنا في الساحة اليمنية والى من يهمه أمن واستقرار اليمن وتنميته وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية في ربوعه وتأهيله لأداء دوره الايجابي البناء في المنطقة والعالم .. وندرك ونقر انه جهد يحتاج الى تضافر جهود الجميع لإكمال ما قد يكون قد اعتوره من نقص، وتصويب ما قد يكون فيه من خطأ .. كما يحتاج إلى جهد مشترك لإنقاذ الاصلاحات الشاملة.

واخيرا
إن الاضاءات السابقة لا تكفي لتقديم فكرة عن طبيعة هذا المشروع الرابطي للاصلاحات الشاملة في بلادنا وأرجو الاطلاع على نص المشروع وملحقاته على الموقع :

www.vaynews.net/ncr.htm

وحتى نلتقي قريبا في صنعاء وعدن .. لكم.. ولقراء «الأيام» وللوطن وأهله التحية والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى